رأي الإفتاء في تصرف الإنسان في ماله خلال حياته

أوضحت دار الإفتاء المصرية رأيها في تصرف الإنسان في ماله خلال حياته، بعد الجدل الذي أُثير حوله مؤخرا.

كتبت “الإفتاء” عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “من المقرر شرعًا أن التسوية بين الأولاد في العطاء والهبة أمر مستحب؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “ساووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مؤثرًا أحدا لآثرت النساء على الرجال”.

نرشح لك: “الإفتاء” عن واقعة الطبيب والممرض: من يعتدي على إنسان فهو مصاب بالغرور

تابعت: “لكن قد يخص الشخص الواهب بعض أولاده بعطاء زائد عن البقية؛ لحاجة كمرض، أو كثرة عيال، أو صغر سنٍّ، أو مساعدة للزواج، أو مساعدة على التعليم والدراسة ونحو ذلك مما يستدعي الزيادة في العطاء والهبة، فلا يكون الإنسان حينئذ مرتكبا للظلم، ولا إثم عليه في ذلك؛ لأنَّه تصرف فيما يملك حسب ما يراه محققا للمَصلَحة”.

كان الدكتور مبروك عطية، تعجب ممن يكتوبون أموالهم باسم أبنائهم أو بناتهم، قبل وفاتهم، حتى يمنعوا باقي الورثة من الميراث، مضيفا :”ده مش واحد رايح للقاء الله ده واحد رايح يصيف في مارينا”.

أشار “عطية” خلال حلقة الأربعاء من برنامج “يحدث في مصر”، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، عبر شاشة mbc، إلى أن الشخص الذي سيموت من الأولى أن يخاف من لقاء الله ومحاسبته، وليس الخوف على بناته من المستقبل، مؤكدة أن الله قد أنزل في كتابه آيات المواريث لحفظ حقوق الناس، ولم يتركها حتى لنبي أو أحد من البشر”.

أضاف :”كتابة المواريث هتودي نار جهنم، لإن كل شيء مكتوب في آيات المواريث، لو عاوز تكتب اكتب وصية، لكن انت لسة عايش حر في مالك وفق الضوابط الشرعية زي البيع والشراء، مش عشان تكتب لبنتك ولا ابنك، على أي أساس تحرم حد من حق ربنا.. إحنا ناقصين عك في المواريث؟!”.

بينما أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن مضايقة المرأة وحرمانها من الميراث ليس من الإسلام أو الأخلاق.

قال “جمعة” خلال حواره مع برنامج “من مصر” الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على قناة “CBC”، إن البعض يثقل على البنات حتى شعرت الإناث أنهن تبقى لديهن الدفن أحياء، ولهذا يجب على الإنسان مراجعة نفسه في هذا الشأن، متابعًا أنه يجب مراعاة البنات والإشراف عليهن وأن يكن في العناية والرعاية، لأن البعض لا يسأل على البنات نهائيًا بل لا يعرفوهن إلا وقت الميراث.

شدد على أنه من حق الأب أن يكتب أملاكه لبناته في حياته لحماية حقوقهن وسترهن في الدنيا، وهناك فرق بين تصرف الأب في حالة الحياة وبين بعد مماته، لأنه في حياته هو يتصرف في ملكه، لأن قطار الميراث لم يأتي بعد والرجل لم يمت بعد، موجهًا رسالة إلى رافضي هذا بالقول “والله عيب”.

استكمل علي جمعة أن أحكام المواريث نظام إلهي لا يمكن المساس به ولكنه يكون بعد الموت، ولهذا لا يجوز “لخبطة” ما قبل الموت بما بعد الموت، وغير ذلك دخول في النيات وهذه النية لا يعلمها إلا الله لأن بعض الآباء يفعلون ذلك لراحة بناتهن وضمان حقوقهم ومن يرفض ذلك فهو تجاوز وطغيان، مشيرًا إلى أن عوام الناس يفعلون أشياء عديدة خاطئة بدون فهم وهؤلاء يجب تعليمهم.