ليلة "العفوية المصطنعة" بين فيفي عبده وسمية الخشاب

إيمان مندور

في ليلة برامجية فنية بامتياز، ضمت فيفي عبده وسمية الخشاب ودرة وريم البارودي وأحمد شيبة وسينتيا خليفة وداوود حسين وغيرهم من النجوم عبر الفضائيات المصرية، تصدرت الفنانة فيفي عبده اهتمامات الجمهور عبر المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحاتها مع وفاء الكيلاني في برنامج “السيرة”.

نرشح لك: “قعدت ألطم”.. فيفي عبده تروي تفاصيل أكل الفأر لأموالها

عفوية فيفي.. على طريقة العوالم

فيفي عبده التي قدمت نفسها خلال السنوات الأخيرة كنموذج للمرأة العفوية على السوشيال ميديا، تقول ما يحلو لها، وتفعل ما يحلو لها كيفما شاءت وفي أي وقت شاءت، ترقص هنا وتضحك هناك، تمازح هذا وتسخر من ذاك، تسب وتشتم بألفاظ نابية ورغم ذلك يتغاضى الجميع عن الأمر كأن لم يسمعوا شيئا، تكرر عبارات معينة لدرجة أن الجمهور صار يتذكرها بهم بدءا من “خمسة مواااه” مرورا بـ “قشطات فلات عسلات” وغيرهم… كل هذا لم يكن موجودا في حوارها بالأمس، بل كانت هادئة، تحكي عن نفسها بعقلانية على خلاف ما تفعله على السوشيال ميديا.

فيفي عبده التي اختفت لفترات كبيرة بعد زيادة وزنها، ثم عادت بعد سنوات وأعلنت في مؤتمر صحفي عودتها للرقص من جديد في عام 2018، اتخذت من السوشيال ميديا منبرا للتعبير عن نفسها منذ ذلك الحين، وقدمت نفسها بصورة جديدة كامرأة عفوية لكن بطريقة شعبية.. أو إن شئنا الدقة “على طريقة العوالم” مثلما تقول نبيلة عبيد في “الراقصة والسياسي”، وبالتالي أصبح الجميع متقبلا لكل ما تقوله وتفعله سواء في ردودها أو تصرفاتها مع الجمهور والزملاء، رغم أن نفس فيديوهات الرقص بنفس الملابس أو حتى بدون _ مثل فيديو “البشكير” الذي نشرته قبل أيام _ لو قدمتها فتاة عادية على السوشيال ميديا لتحرك الجمهور والجهات على حد سواء لمواجهتها.. فهي ليست فيفي عبده!

الفنانة التي تحدثت بهدوء وعقلانية، لم يمنعها ذلك من التصريح بأمر غريب تؤكد من خلاله أنها كانت “قطة مغمضة”، ولم تكن في “بجاحة بنات اليومين دول” اللاتي يعرفن “همّا جم الدنيا ازاي”، فهي كانت تظن أن الناس “بتخلف من ركبها”، ولم تعلم حقيقة الأمر إلا عندما تزوجت.. تصريح غريب بالطبع، خاصة أن من تقوله امرأة هربت من أسرتها في طفولتها لتحترف الرقص الشرقي، وتعددت زيجاتها التي اعترفت بأن كلها “عرفي” إلا واحدة، لدرجة أنها في كل برنامج تقول رقما مختلفا حول عددهم، فمرة ثمانية ومرة ستة ومرة خمسة ومرة عشرة، ولا يدري أحد الحقيقة.. وربما هي نفسها لا تتذكر.

العفوية لا تُشترى.. يا سمية!

على الجانب الآخر، وعلى خلاف هدوء فيفي غير المعتاد، ظهرت الفنانة سمية الخشاب مع أبلة فاهيتا، في لقاء مصطنع من الدرجة الأولى، فسمية تسير على نهج فيفي عبده في العودة للجمهور بلفت الانتباه والسعي وراء التريند بالتصرفات والتصريحات الغريبة على السوشيال ميديا، فعلى الرغم من النجاحات التي حققتها في العقد الأول من الألفية الثانية، لكن أسهمها تراجعت بشكل كبير منذ عام 2013، وأصبحت المشاركات الفنية لسمية الخشاب تقل بشكل تدريجي، حتى غابت تماما لمدة 4 سنوات، إلى أن عادت في الموسم الرمضاني الماضي مع محمد رمضان.

صحيح إن سمية غابت فنيا لسنوات متتالية كثيرة، لكنها لم تغب بشكل كامل عن الجمهور، فقد كانت خلافاتها الزوجية مع الفنان أحمد سعد مثار جدل في بعض البرامج التليفزيونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها واقعة “الطحال” الشهيرة. تلاها بالطبع التصريحات والتلميحات ذات المعاني السيئة عقب ظهورهما في مسلسل “موسى”، خاصة عندما نشرت سمية صورة “قرنين”، وبالطبع نعلم جميعا دلالة ذلك عندما تقوله امرأة عمّن كان زوجها في يوم من الأيام. وأيضا نشرها لصورة في نفس يوم عقد قران أحمد سعد تقوم خلالها بحركة ما، اعتبرها البعض تلميحا مسيئا عن زوجها السابق، رغم تأكيدها للجمهور مرارا أنها صورة عفوية لم تقصد بها إساءة لأحد.

باختصار، الشهرة الآن تحتاج لـ “تريند”، و”التريند” يحتاج تصرفات لافتة للانتباه بشكل مستمر، فهو يتغير بين لحظة وأخرى، لذلك عقب عودتها وعلى طريقة فيفي عبده، غيّرت سمية من تفاعلها على مواقع التواصل الاجتماعي، فتواجدت بشكل مكثف، واستخدمت طريقة الفنانة فيفي عبده في ادعاء العفوية، أو بمعنى أدق التركيز على العفوية المصطنعة وتقديمها بطريقة بلدي لكسب المزيد من الشهرة.

أصبحت سمية الخشاب تتفاخر بعدم إتقانها للغة الإنجليزية، حيث تستخدمها في بعض تغريداتها بشكل مثير للضحك، وتبرر للجمهور بقولها “مش فاهمة حاجة بس بحلل تمن الكورس اللي اخدته”، ثم تعود وتعلق على تصرفات المشاهير حول العالم بطريقة ساخرة للفت الانتباه، مثل توجيه حديثها للمطربة ريانا وكأنها صديقتها بقولها “مش ناوية ترجعي تعملي أغاني بقى يا ريري”، أو استخدامها لطريقة محمد رمضان في الحديث عن كون المال يشتري السعادة وإطلاقها على نفسها لقب “ملبن مصر”، فضلا عن اهتماماتها الكروية وتوجيهها رسائل لكريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد حول الأداء في المباريات ورحيله عن ريال مدريد.

نرشح لك: فيفي عبده: عبد الحليم حافظ كان هيتسبب في طلاقي

أين المشكلة؟!

في الحقيقة، لا توجد مشكلة في فعل كل هذا وأكثر، المشكلة أنه يتم بطريقة مصطنعة ومستمرة لدرجة الملل، وكأنه لا سبيل لاستعادة بريق الشهرة سوى بتلك التصرفات.

وللإنصاف، فيفي عبده تتقن هذا الدور في أحيان كثيرة، ويتغاضى الجمهور عن كونه مصطنعا في أحيان أخرى، وتفعله هي بشكل عفوي بالفعل في بعض الأحيان.. أما سمية فليست كذلك، بل لم يعد أمامها سوى طريقين للعودة للجمهور، إما النجاح والشهرة من خلال أعمالها الفنية من جديد، أو الاستمرار في تقليد فيفي عبده باصطناع العفوية، ولكن يجب عليها هذه المرة أن تكون أكثر إتقانا.. مع العلم أن هذه الطريقة سرعان ما يلفظها الجمهور، أو ربما يكون قد حدث ذلك بالفعل ولكن النجمة لا تدري!