بعد مرور ربع قرن على إنشائها.. الوجه الإيجابي للسوشيال ميديا

أسماء مندور الوجه الإيجابي للسوشيال ميديا الوجه الإيجابي للسوشيال ميديا

كان أحد المتنافسين على لقب أول منصة تواصل اجتماعي في العالم هو موقع LunarStorm، الذي تم إطلاقه في عام 1996، وهو موقع سويدي مخصص للشبكات الاجتماعية ويتم تمويله من الإعلانات التجارية، وتم إغلاقه في أغسطس 2010،  وكان موقع Sixdegrees منافسًا آخر له، تأسس في نفس الوقت تقريبًا في الولايات المتحدة، وهو موقع خدمة اجتماعية استمر من 1997 إلى 2000، إلى جانب موقع ICQ، الذي يعتبر نموذجا أوّليا على خدمة الرسائل الفورية.

وبعد مرور كل تلك السنوات وظهور منصات تواصل جديدة أكثر انتشارا مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وغيرهم، تغيّر كل شيء من حولنا حتى أصبحت تلك المواقع جزءًا أساسيا من حياتنا اليومية، فقد أفادت إحصائية حديثة أنه اعتبارًا من يوليو 2021، يمتلك أكثر من نصف سكان الأرض، أي بما يعادل 4.48 مليار شخص، حسابات نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما ورد في موقع thenationalnews.

نرشح لك: الوجوه الطيبة للسوشيال ميديا

سلاح ذو حدين

ومع هذا الانتشار الكبير، وبالرغم من أن جملة “السوشيال ميديا سلاح ذو حدين” نرددها أصلا منذ بداية إطلاق تلك المواقع، إلا أن الحديث عن سلبياتها فقط سيطر على المشهد في السنوات الأخيرة، رغم أن هذه المنصات ليست جميعها سلبية بالكامل، بل لها تأثيرات قوية وهامة، ويمكنها إحداث تغيير إيجابي في حياتنا.. أي أنه في كل الأحوال الأمر متروك لنا ولكيفية استخدامنا لها.


سر انجذاب الجمهور للسوشيال ميديا

تتيح منصات التواصل الاجتماعي للأشخاص فرص التعبير عن مشاعرهم، وإشباع الحاجة البشرية الطبيعية للتواصل، واكتساب التعاطف في الأوقات الصعبة، كما تم استخدام منصات التواصل الاجتماعي أيضًا لتقديم أساسيات ونصائح بشأن الصحة العقلية التي تركز على الشباب، والمساهمة في التغلب على العوائق التي تحول دون العلاج، وتقديم الدعم لأولئك الذين قد يحجمون عن طلب المساعدة من خلال الطرق التقليدية.


السوشيال ميديا كقوة اجتماعية

وبالمثل، في مجال الصحة العامة، يمكن أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي قوة من أجل الصالح الاجتماعي، لأن قدرتها على ربط الناس قوية، ويمكن أن يكون ذلك مفيدًا بشكل خاص عندما يحاول المجتمع تغيير العادات السلوكية. على سبيل المثال، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا إيجابيًا في برامج إدارة الوزن، حيث يساعد الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي، الذي تيسره هذه المنصات، الأشخاص على البقاء في المسار الصحيح، سواء كان ذلك في محاولة إنقاص الوزن، أو الإقلاع عن التدخين، أو غير ذلك من السلوكيات غير المرغوب فيها.

السوشيال ميديا والفنون

إلى جانب الرعاية الصحية، أثرت مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا على الفنون. على سبيل المثال، في مطلع القرن الحالي، كانت شعبية الشعر تتضاءل كنوع أدبي منشور، ومع ذلك فقد شهدت السنوات القليلة الماضية انتعاشًا كبيرًا وارتفاعًا في مبيعات كتب الشعر، حتى أن بعض هذه الأعمال أصبحت الآن تتصدر قائمة أفضل الكتب مبيعًا.

بحسب التقارير الصادرة عن مؤسسة National Endowment الأمريكية للفنون، تضاعف عدد الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا الذين يقرأون الشعر بين عامي 2012 و2017، واستنتجت التقارير أيضًا أن هذه النهضة الشعرية مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتيح منصات مثل تويتر وإنستجرام الوصول الفوري إلى جمهور عريض، مما ساعد في إعادة إحياء فن الشعر.

السوشيال ميديا ووسائل الإعلام

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا هائلاً في إضفاء الطابع الديموقراطي على وسائل الإعلام، ومنح الأشخاص العاديين إمكانية الوصول إلى جمهور بالملايين. على سبيل المثال، يمكن أن ينتشر بسرعة أي منشور بسيط على السوشيال ميديا يندد بممارسة تجارية غير عادلة أو عدم كفاءة الخدمة العامة، فيتفاعل الجمهور معه مما يؤدي لحل الأزمة وإحداث تغييرات جذرية على أرض الواقع. وعلى هذا النحو، دفعت تلك المنصات العديد من المؤسسات نحو مزيد من الشفافية والمساءلة.

السوشيال ميديا والحكومات

بالإضافة إلى المنظمات الفردية، يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي تدفع بعض الحكومات نحو مستويات أعلى من الشفافية والمساءلة أيضًا. ففي عام 2019، قامت Statistica، وهي منصة بيانات الأعمال، بإجراء استبيان عالمي لاستكشاف تصورات المساءلة الحكومية، وأشارت البيانات التي تم جمعها من أكثر من 23 ألف مشارك، إلى أن الغالبية العظمى من مستخدمي الإنترنت يعتقدون أن السوشيال ميديا قد حسنت مساءلة الحكومة في معظم الدول. على سبيل المثال، في كينيا، الدولة التي حصلت على أعلى الدرجات، أشار 73٪ من الأشخاص إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل هادف وإيجابي على مساءلة الحكومة.