أسماء مندور
كثفت نتفليكس من جهودها لجذب المستخدمين طوال الوقت، ويُظهر البحث الخاص بالشبكة أن المستخدمين يفكرون في كل عنوان لمدة 1.8 ثانية، وأنه إذا لم يعثر المستخدمون على أي شيء في غضون دقيقة ونصف، فإنهم يغادرون المنصة، مما يدفع الشبكة باستمرار لابتكار طرقً جديدة لجعل الصفحة الرئيسية جذابة قدر الإمكان.
تدرك نتفليكس أن العمل الفني، أو الصور المصغرة من الأعمال الفنية التي تقدمها، أمر بالغ الأهمية، وهو الورقة الرابحة في حروب البث المباشر، وهو ما دفع نتفليكس لتخصيص قسمًا خاصًا بها يعتمد على سجل مشاهدة المستخدم، وهي خطوة الهدف منها التحول من سعيها الأصلي لتقديم أعمال ترفيهية شاملة إلى شاشة جذب عن طريق “الإغراء”.
نشر موقع slate مقالًا يؤكد على أن الصفحة الرئيسية للخدمة، والعروض التي تحصل عليها نتفليكس، تم تزويدهما بمشاهد “مثيرة” لجذب أكبر عدد من الجماهير؛ مثلًا عندما يظهر محتوى جديد على صفحة نتفليكس الرئيسية، فإنه غالبًا ما يكون مدعومًا بمشاهد خارجة، ومشابهًا بشكل كبير للمحتوى الذي استمتع به المشتركون من قبل، كما أن العديد من الزيارات الناجحة لـ نتفليكس مؤخرًا لم تكن نزيهة، وإنما كانت بهدف مشاهدة الإيحاءات المخجلة التي تعرضها الشبكة في صفحتها الرئيسية، سواء كانت ضمنية أو صريحة.
النقطة الأخرى المثيرة للجدل هي العناوين المثيرة على نتفليكس، بمعنى أن نفس الحيل التي كادت أن تدمر الصحافة على الإنترنت تهدد الآن بالسيطرة على خدمة البث، ويعكس اتجاه نتفليكس نحو تلك الاستراتيجية في عام 2021 بعض القرارات المستقبلية المهمة، التي تتعلق بدمج بعض العناوين المثيرة مع خوارزمية التعلم الآلي، التي اكتشفت للتو نقطة الضعف الخاصة لدى البشر، المتمثلة في “الشهوة”.
السؤال هو ماذا ستفعل نتفليكس حيال الخوارزميات التي تكتشف غرائز البشر الأساسية؟ هناك أدلة على أنه حتى الآن، تتغير سياستهم الداخلية للتأكيد، ليس فقط على فتح عرض ما، ولكن أيضًا ضمان مشاهدته بالكامل.
وفي نفس السياق، أفاد الأشخاص المطلعين على المعايير التي تستخدمها نتفليكس داخليًا، وتشاركها على نطاق واسع، أن استمرار المشاهدة أصبح واحدًا من أهم أولويات الشبكة، حيث قال أحد منشئي المحتوى على نتفليكس: “تتغير الأشياء في نتفليكس باستمرار، وهذا هو نوع السياسة التي نأمل أن تعمل على ازدهار خدمة نتفليكس وسط هيمنة حروب البث المباشر”.