رحيل رائدة "التوك شو"

كتبت: منة حسام الدين

كان العثور على اسمها على مواقع الإنترنت العربية مستحيلًا، قليلة هي المعلومات عنها، لكنها على النطاق العالمي تُعرف بأنها “رائدة برامج التوك الشو “حسبما ذكرت وسائل الإعلام الكندية.

إنها “ليبي بيكر” و اسمها الأصلي “إيليزابيث كينيدي”، انضمت إلى تليفزيون مدينة “هاليفاكس” الكندية، عاصمة لمقاطعة نوفا سكوشا، بداية الستينيات، وفارقت الحياة بداية الشهر الجاري في مدينة “تورنتو” الكندية، عن عمر يناهز الثامنة والسبعين بعد صراع طويل مع مرض “الزهايمر”.

“ليبي بيكر” ولدت وترعرت في مدينة “مونتريال”، لكنها انتقلت إلى مدينة “هاليفاكس” عام 1952 بعد زواجها من بول كريستنين، الذي كان يعمل في البحرية الكندية.

تعتبر “ليبي” إحدى الشخصيات البارزة في قناة “سي بي سي هاليفاكس” المحلية، وواحدة من أوائل الإعلاميين الذين انضموا إلى تلك القناة والتي تُصنف على أنها التليفزيون الرسمي للمدينة.

قبل أن تمتهن الإعلام، شاركت ليبي بيكر في عدد من المسرحيات وبالغناء في فريق البحرية وذلك قبل أن تجذب انتباه منتجي التليفزيون المحلي.

منذ انضمام “ليبي” لقناة “سي بي سي هاليفاكس” عام 1960، وبدأت في تقديم برنامجها “Look in on Libbie” الذي استمر عرضه لمدة 7 سنوات متواصلة، وخلاله استضافت “ليبي” مئات المشاهير المحليين والدوليين، والذي بفضله تحولت “ليبي” من مجرد مذيعة برنامج إلى واجهة لقناة “سي بي  سي هاليفاكس ” المحلية.

وبجانب برنامجها” “Look in on Libbie ،  شاركت “ليبي بيكر” في تقديم برنامج ” Home Base” خلال الأعوام ما بين 1960 و1967، برفقة الإعلامي جين بينييه، الذي استمر عمله مع قنوات “سي بي سي” لمدة ثلاثين عامًا.

“رحلت رائدة برامج التوك شو ” هكذا نعت صحيفة “ذا كرونيكال هيرالد” الكندية “ليبي بيكر”، التي حصلت وفقًا للصحيفة على هذا اللقب، بسبب تقديمها لبرنامجي ” Look in on Libbie” و ” Home Base”.

وكما ذكرت صحيفة “ذا ستار” الكندية، خلال السنوات السبع الأولى من الستينيات، قامت “ليبي بيكر” بتغطية سباق الخيول الشهير في كندا ” “The Queen’s Plate، كما شاركت في التغطية التي أجرتها قناة “سي بي سي هالفاكس”لمعرض إكسبو 67” الدولي الذي أُقيم في مدينة مونتريال الكندية ، والذي يعد أكبر المعارض الدولية التي أقيمت خلال القرن العشرين.

وعلى الرغم من عدم إشارة الإعلام العربي إلى اسم “ليبي بيكر” ، إلاانها وفقًا للإعلام الكندي، أحد أهم الشخصيات الإعلامية ، لمشاركتها كمحاورة في أول برنامج يتم بثه فضائًيا، ولتعاونها مع الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء “وكالة ناسا” في تنفيذ البرنامج الأمريكي لأول هبوط لرائد فضاء على سطح القمر.

“ليبي بيكر” كانت واحدة من أول امرآتين تقومان بمحاكاة تجربة الهبوط على سطح القمر التي نفذتها شركة ” جرومان لهندسة الطائرات” في الولايات المتحدة الأمريكية،والتي عُرفت في وقت لاحق باسم شركة “جرومان الفضائية”، حسبما ذكر موقع “تورونتو ستار”.

بدءأ من نهاية الستينيات بدأ شغف “ليبي بيكر” بالطيران، فحصلت على رخصة لقيادة الطائرات، لكنها أيضًا لم تنقطع عن العمل الإعلامي.

عام 1967، وتحديدًا بعد طلاق “ليبي بيكر” من زوجها بول كريستنين، انتقلت برفقة ابنتيها إلى مدينة “تورنتو”، حيث استمرت في العمل لتليفزيوني وصناعة الاخبار بانضمامها إلى مؤسسة “تي إيتون”.

خلال السبعينيات وبفضل حصولها على شهادة اعتماد في دراسات العلاقات العامة، انضمت “ليبي بيكر” إلى هيئة تدريس جامعة “هامبر”، وذلك قبل أن تتزوج للمرة الثانية عام 1972.

العمل الأكاديمي والسفر والترحال برفقة زوجها، كانت أهم النشاطات التي أولتّها “ليبي بيكر” أهمية بعد أن أصبحت خبيرة في لعلاقات العامة، وذلك حتى أصيبت بمرض “الزهايمر” عام 2003 والذي أدي إلى وفاتها بعد فترة علاج طويلة.