العارف.. بدلة "عز" التي أحبها شباك التذاكر

دنيا شمعة

طُرِح فيلم “العارف” في السينمات منذ حوالي 3 أسابيع، وتصدر المركز الأول في إيرادات شباك التذاكر حتى الآن رغم كونه آخر الأفلام المطروحة، حيث حقق أكثر من 42 مليون جنيه ليسبق فيلم “مش أنا”، الذي تم طرحه منذ 6 أسابيع، بحوالي مليون و100 ألف جنيه.

الفيلم من بطولة أحمد عز، أحمد فهمي، كارمن بصيبص، محمود حميدة، مصطفى خاطر، وركين سعد، ومن تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد علاء الديب.

نرشح لك: رأي هنا الزاهد في فيلم “العارف”

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by @e3lam

تدور الأحداث بشكل عام في إطار من الإثارة والأكشن، حول الصراع بين عالم “الهاكرز” المرتزقين والتابعين للجماعات الإرهابية وأحد أجهزة الأمن المصرية، حيث يتسبب فشل إحدى العمليات في قتل عائلة الظابط “يونس” المسئول عنها، والذي يجسده الفنان أحمد عز، ليتقاعد لفترة ويعود بعدها للانتقام من “راضي” المسئول عن قتل عائلته وأحد أخطر العناصر الإرهابية، والذي يجسده الفنان أحمد فهمي.

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Ahmad Fahmy (@ahmadfahmy_official)

الفيلم يقدم “عز” في قالب مقارب جدا للقالب الذي ظهر به في “الممر” و”الخلية” و”هجمة مرتدة”، وهو شخصية الضابط التي تعرض لهزيمة أو فقد نتيجة عمله ويعود لينتقم.. فبين موت الصديق على يد أحد العناصر الإرهابية في “الخلية”، وهزيمة 67 في “الممر”، وقتل العائلة في “العارف”.. كانت هذه هي دوافع الشخصيات التي قدمها أحمد عز لتعود للانتقام، كما أن التشابه لم يكن في الدوافع فقط بل في الحالة الوطنية العامة للفيلم، ووجود شخصية شريرة كارهة لروح الوطنية الموجودة لدى الضباط المصريين، كشخصية “مروان” التي جسدها سامر المصري في “الخلية”، وشخصية “دافيد” التي جسدها إياد نصار في “الممر”، وأخيرا شخصية “راضي” التي جسدها أحمد فهمي في “العارف”.

التكرار في حالة أحمد عز لم يكن ضارا للعمل ونجاحه بل بالعكس، نجحت الأفلام الثلاثة وحققت أعلى الإيرادات لأسباب عدة.. أهمها انجذاب الجمهور للأعمال الوطنية وطريقة طرحها الجديدة في آخر 3 سنوات، واختيار التوقيت المناسب لعرض الفيلم أيضا.. فالجمهور افتقد خلال هذا الموسم وجود فيلم أكشن مصنوع بحرفية، ليأتي “العارف” ويكسب اللعبة بهذه الورقة، كما أنه في الحقيقة أفلام أحمد عز في السنوات الأخيرة أصبحت علامة للأكشن، ومن الممكن أن نعتبرها كسلسلة غير متصلة شبيهة بأفلام “جيمس بوند”.

الفيلم أيضا قدم أحمد فهمي بشكل جديد ومختلف، وفي رأيي إنه اللون الأكثر ملائمة له.. حيث ناسبت ملامحه وتعبيراته وأدائه، الدور لدرجة كبيرة جدا.. وحتى قبل “العارف” ظهر “فهمي” في أدوار عديدة بعيدا عن الكوميديا كدوره في “الوعد” و”الأصليين” و”حملة فرعون” و”كازابلانكا”، وكلها ناسبته وأظهرت إمكانياته بصورة أكبر من أدواره الكوميدية، كما أن التفاصيل الصغيرة التي امتزجت بشخصيته كالشعر غير المرتب واللحية والإضاءة الخافتة في مشاهده الممزوجة بالألوان الداكنة خدمت ظهوره لدرجة كبيرة.

وليس أحمد فهمي وحده من أعاد الفيلم تقديمه بصورة جديدة للجمهور.. كارمن بصيبص أيضا قدمت نفسها للجمهور المصري بصورة غير الصورة الرقيقة الهادئة التي اعتاد أن يضعها بها، فمشاهد الأكشن التي ظهرت بها خلال الفيلم أدتها بطريقة متقنة وهيئة الفتاة المتمردة التي ظهرت بها لائمتها جدا، حتى أن الثنائي الذي كونته مع أحمد عز خلال الأحداث فاجأ الجمهور بخفة ظله وانسيابية الحوار بينهما.

لم يكن أبطال العمل وحدهم من مثلوا إضافة كبيرة له، لكن حتى النجوم الذين ظهروا بمشاهد قليلة كانوا بمثابة إضافة كبيرة للفيلم.. فبين مصطفى خاطر الذي كان بمثابة الفاصل الخفيف الذي يحمل كوميديا الموقف الخفيفة والغير مبتذلة، ويفصل بين مشاهد الأكشن وبعضها في الجزء الأول من الفيلم، انتقالا إلى محمد ممدوح وظهوره المفاجئ في آخر مشاهد الفيلم الذي جعل الجمهور يسترجع ثنائيته مع أحمد عز في “الخلية” مع إضافة لمسات من الخبرة والمرونة على شخصية “ممدوح”.

وبالطبع كان للمخرج أحمد علاء الديب ومدير التصوير أحمد المرسي الدور الأكبر في خروج الفيلم بهذا الشكل الذي أبعده عن رداءة الأكشن، فالتصوير تم في بلغاريا وإيطاليا وماليزيا بجانب مصر، وبين مشاهد الأكشن والمطاردات وحتى التصوير تحت الماء كانت الصورة التي ظهرت على الشاشة للمشاهد هي أفضل نتيجة يمكن الوصول لها بمساعدة شركة “أروما” وعبد الرحمن حمد، وتامر مرتضى المشرف العام على أعمال الجرافيكس للفيلم.. ولكل هذه الأسباب التي تم ذكرها سابقا، مازال الفيلم يتصدر شباك التذاكر في دور العرض ويحقق أعلى الإيرادات رغم طرحه منذ 3 أسابيع.

إلى كل أنصار الشتاء، الفيديو دة هيخليك تخرج من الصيف بسلام 👆