تفاصيل جلسة مجلس الأمن الدولي حول أزمة سد النهضة

انطلقت مراسم جلسة مجلس الأمن الدولي حول أزمة سد النهضة الإثيوبى، مساء الخميس، في مدينة نيويورك الأميركية، القائمة بين إثيوبيا ومصر والسودان.

قال سامح شكري وزير الخارجية، إن مصر تواجه تهديدا وجوديا ببناء سد النهضة، مشيرًا إلى أنه مع وضع كل حجر ينبى في السد يضيق شريان الحياة على ملايين الأبرياء في مصر. لافتًا إلى أن وزير خارجية إثيوبيا أعلن بعجرفة أن النيل ملك لهم، وأن مصر تعاونت مع الاتحاد الأفريقي وانخرطت في مفاوضات جادة لكن الجهود باءت بالفشل.

نرشح لك: إبراهيم عيسى: أتمنى ألا تنتهي أزمة سد النهضة بنقطة دم

أوضح أن إثيوبيا تتحرك بشكل أحادي وأقدمت على الملء الثاني لسد النهضة في ظل استمرار مصر في ممارسة سياسة ضبط النفس تجاه سلوك أديس أبابا، مشيرًا إلى أن ملء السد بشكل أحادي يؤكد سوء النية لإثيوبيا. وحث “شكري” على اتخاذ موقف مماثل لموقف الاتحاد الأوروبى بسبب إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة بشكل أحادي، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تنتهج سلوك يجسد سوء النية وتهدد السلم والأمن الدوليين، مشيرًا إلى أن النهج الاإيوبى يدفع مصر لمطالبة مجلس الأمن للتحرك الجاد والفعال.

أكد “شكري” على أن تحركات إثيوبيا الأحادية مع غياب أي مسار جاد لتحقيق تسوية سياسية حقيقية هو ما دفع مجلس الأمن للدفع العاجل والفعال لمعالجة هذا الوضع الذي يمكن أن يعرض السلم والأمن الدوليين، مشيرًا إلى أن حضور مصر لمجلس الأمن يأيى إيمانا بقدرة مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته تجاه السلم والأمن الدوليين. ودعا إلى ضرورة التوصل لاتفاق يمنع حدوث أي أضرار جسيمة لمصر والسودان. موضحًا أن فشل المفاوضات سببها التعنت الأثيوبي في المفاوضات، وأن إبرام اتفاق بشأن سد النهضة أمرا قابلا للتحقق والتعنت الأثيوبي هو ما أفشل المفاوضات.

وأوضح أن النهج الإثيوبى أدى لفشل أي محاولات للتوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أن أديس أبابا تصر على صياغة الاتفاق بما يضمن لها تعديلها عندما تشاء، مؤكدا أن أثيوبيا لم تبرم أي اتفاقية خاصة بالنيل قصرا ومصر لا تعارض حق أثيوبيا في استغلال موارد النيل الأزرق.
ودعا شكرى للالتزام بالقوانين الدولية التي تشدد لضرورة عدم التسبب في أي أضرار لدولتي المصب، مؤكدا أن مصر لم تدخر جهدا لاستشراف جميع الفرص نحو التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة.

قال بارفي أونانقا، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للقرن الإفريقي، إن أزمة سد النهضة شائكة، وإن هناك خلافات بين الأطراف بشأن عملية ملء وتشغيل السد، موضحا أنه سيتم الاستماع لمقترحات رئيس الاتحاد الإفريقي بشأن الأزمة.
ذكرت إنغر أندرسون، مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن التخطيط المتكامل سيمكن من الوقاية من الآثار المدمرة للفيضانات الموسمية وتوفير الطاقة وتعظيم تخزين المياه. وقدمت الدول جهودا لتعزيز التعاون والمضي قدما في المفاوضات. مشيدة بالجهود المستمرة. متابعة: “تجاوز الخلافات القائمة سيتطلب عملا كبيرا برعاية فائقة وبدعم من الخبراء القانونيين والتقنيين وبعزم من الدول الثلاثة للتوصل إلى حل تعاوني سعيا لتحقيق تنمية مستدامة للجميع”.

من جانبه، قال طارق الأدب، مندوب دولة تونس لدى مجلس الأمن الدولي، إن حضور وزيرى خارجية مصر والسودان إلى مجلس الأمن يؤكد رغبتهما في تجاوز الخلافات في قضية سد النهضة. مؤكدا على أن تطرق مجلس الأمن لقضية سد النهضة العام الماضي لكن الخلافات قائمة. مشيرا لضرورة وجود آلية تنسيق وتعاون لبحث كيفية استغلال المياه دون الإضرار بحقوق ومصالح دول المصب. مشيرا إلى أهمية أن توجه الأمم المتحدة رسالة هامة لتشجيع الدول الثلاث لاستئناف المفاوضات والتوصل لاتفاق قانونى ملزم.

أكدت باربرا ودورد، مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن الدولي على دعم حكومات مصر والسودان وأثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة الأثيوبي، مشيرة إلى أن التوصل لاتفاق يتطلب تسوية وتنازلات من كل طرف. ودعت الدول الثلاثة لعدم اتخاذ أي إجراءات تقوض مفاوضات حول سد النهضة.
أكدت ليندا جرينفيلد، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن، على أن الولايات المتحدة تؤمن بأن الاتحاد الإفريقي هو الأنسب لتسوية أزمة سد النهضة. مشددة على استئناف مفاوضات حقيقية، تحت قيادة الاتحاد الافريقى على أن تبدأ على نحو عاجل. لافتة إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي اللازم لحل أزمة سد النهضة. وقالت: “ندعو للامتناع عن القيام بأي إجراءات تعقد مفاوضات سد النهضة”.
أوضح بول إمبول إيلامبي، ممثل الكونغو الديمقراطية أن هذا المشروع الضخم يمثل مشاكل للجيران الأقرب وهما مصر والسودان. اللذين تعتمد اقتصاداتهما على نهر النيل، الذي ينبع من النيل الأزرق. مردفا: “يبقى للأطراف الآن أن تتفق على الاختلافات التقنية والقانونية المتبقية، وطبيعة الاتفاق الذي لا بد أن يوقع لتسوية المنازعات وإدارة السد خلال سنوات الجفاف”.
كما كشف ممثل الصين لدى مجلس الأمن أن الدول الثلاث في مرحلة مهمة من المفاوضات. مضيفة: “ونحن نشيد ببرنامج التعاون وضرورة حل أي مشاكل من خلال الحوار والمشاورات”. أكد على أن الصين تولي أهمية قصوى لمسألة السد وتتفهم المشاغل المشروعة لمصر والسودان. وأبدى أمله في استئناف الحوار في أسرع وقت ممكن والتوصل لاتفاق في وقت مبكر، وحل يكون مقبولا لدى الجميع”.

من جهته، قال فرانسوا ديلاتر، مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن كل من مصر والسودان وأثيوبيا، لديها مصالح مشروعة في مسألة سد النهضة، لافتًا في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حاليا إلى أنه في غياب اتفاق مسبق فإن مواصلة ملء السد يفاقم التوتر. مردفا: “ندعو بلدان المنطقة لحل النزاع من خلال الحوار بدعم الاتحاد الإفريقي، وتفادي أي تبدابير تعرقل المفاوضات، ونثنى على الاتحاد الأفريقي لدعم المفاوضات، ويجب أن تتواصل الجهود”. مشددا على أن مصر والسودان وأثيوبيا، يمكن أن تتوصل لاتفاق لملء وتشغيل السد.
أوضحت د. مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن الإجراءات الأحادية لملء سد النهضة ستكون لها آثار مدمرة على حياة الملايين من السودانيين، وتؤثر على سلامة المنشآت المائية السودانية. مؤكدة على التزام السودان بالإطار التفاوضي الذي يقوده الاتحاد الإفريقي، داعية إلى تعزيز هذا الإطار بشركاء آخرين من بينهم الأمم المتحدة، وقدمت للأمين العام شرحا لموقف السودان المتمثل في ضرورة توصل الأطراف الثلاثة؛ السودان، مصر وإثيوبيا لاتفاق ملزم في إطار زمني محدد لملء وتشغيل السد.