محمد فوزي وأم كلثوم.. قصة أغنية مجهولة!

محمد فوزي وأم كلثوم

طاهر عبد الرحمن

من المعروف والمشهور أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تتمنى أن تغني من ألحان الفنان الكبير محمد فوزي، وهو أيضا كان يحلم بذلك، ومن المعروف والمشهور كذلك أنه كانت بينهما بدايات مشاريع غنائية، في أغنيتي “حب إيه” و”أنساك”، ولكن فوزي انسحب منهما عندما اكتشف أن الملحن الشاب، وقتها، بليغ حمدي قام بتلحينهما بشكل أفضل وأكثر فنية، كما تقول الروايات المتداولة على لسان بليغ وغيره.

وبعد ذلك دخل فوزي في دوامة مرضه المعروفة، حتى كانت وفاته يوم 20 أكتوبر عام 1966، دون أن تحصل أم كلثوم على أي لحن من ألحانه، ودون أن يحقق حلمه بالتلحين لها.

نرشح لك: قصة يوم عاشت فيه مصر بدون صحافة!


وكل الروايات المعروفة عن علاقة أم كلثوم بمحمد فوزي تتناول قصة هاتين الأغنتين على وجه التحديد، ولكن هناك قصة أغنية ثالثة غير معروفة أو متداولة جمعت بينهما، وكان بليغ حمدي أيضا طرفا فيها، ولم يعرف عنها شيئا إلا بعد وفاة فوزي بعامين.

محمد فوزي وأم كلثوم

بليغ يستكمل لحنا لفوزي

في عدد يوم 20 أكتوبر عام 1968 بجريدة الأهرام، وفي الصفحة الأخيرة، كتب كمال الملاخ خبرا بعنوان: بليغ يستكمل لحنا لمحمد فوزي ستغنيه أم كلثوم.

وجاء في الخبر أن فوزي كان قد بدأ في تلحين أغنية لأم كلثوم وأنه لحن جزءا منها، ولكن مرضه حال دون استكماله وبعدها رحل عن الدنيا.

محمد فوزي وأم كلثوم

الخبر يذكر بأن أرملة الفنان الكبير، كريمة فاتنة المعادي كما كانت الصحافة تطلق عليها، هي التي اختارت بليغ حمدي من أجل استكمال لحن زوجها الراحل.

أغنية بدون عنوان

وكما جاء في الخبر أن الأغنية كتبها الشاعر مصطفى عبد الرحمن، دون أن يذكر أي عنوان لها، وجاءت كلماتها كالتالي:

دلوقت أول أما افتكرت وجيت
لعذابي والا للهوى حنيت
خليتني أكدب عيني لما أشوفك
وأجري أبتسملك.. ألقى روحي بكيت
صعبان عليا من زماني ومنك
صعبان على قد ما حبيت

محمد فوزي وأم كلثوم

وبالطبع يمكن فهم سبب اختيار أرملة فوزي لبليغ تحديدا كي يقوم باستكمال اللحن، فهو تلميذ محمد فوزي النابغة الذي كان يتعهده بالرعاية الفنية.

لكن، وكما نعرف الآن، فإن تلك الأغنية لم تظهر على الإطلاق، وأكثر من ذلك فإنه لا يوجد أي تعاون فني يذكر بين بليغ حمدي والشاعر مصطفى عبد الرحمن.

موسم مزدحم لأم كلثوم

بعد ذلك بعدة أسابيع أجرى كمال الملاخ أيضا حوارا مع أم كلثوم، تحدثت فيه عن مشاريعها الفنية لموسم شتاء عام 1968 لم تأت على ذكر تلك الأغنية، وكان التركيز كله في حديثها عن أغنية “هذه ليلتي” من كلمات الشاعر جورج جرداق وتلحين محمد عبد الوهاب، مع أن الملاخ كان قد كتب أن كوكب الشرق لديها موسم فني مزدحم، فبخلاف هذه ليلتي وأغنية محمد فوزي (التي لم يذكر عنوانها) فإنها تستعد لغناء أغنية “ودارت الأيام”، من كلمات مأمون الشناوي ولحن عبد الوهاب، وأيضا أغنية “ألف ليلة وليلة” من كلمات مرسي جميل عزيز ولحن بليغ حمدي، بالإضافة كذلك لأغنية من كلمات الشاعر الشاب محمد حمزة وتلحين بليغ حمدي أيضا، وهو المشروع الذي لم يتم.

أغنية نسيها الجميع

على ما يبدو فإن تلك الأغنية، التي لحن محمد فوزي جزءا منها، وطلبت أرملته من بليغ استكمالها لتغنيها أم كلثوم، لم يتحمس لها أحد، وذهبت أدراج الرياح، حتى بليغ نفسه، ورغم أنه تحدث كثيرا عن دور فوزي في حياته وبداياته، لم يأت على ذكرها بعد ذلك.

والسؤال الآن: أين تلك الأغنية التي كانت حلما مشتركا بين محمد فوزي وأم كلثوم!؟