كيف تأثرت مصداقية الأخبار بأحداث هذا العام.. قراءة أولية فى تقرير رويترز 2021

روأحمدأحمد عصمت عصمتيترز

أحمد عصمت

طغت تأثيرات فيروس الكوفيد-19 وما تلاه من عمليات الغلق الكلي والجزئي وصراع اللقاحات حول العالم على نتائج تقرير معهد رويترز لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد الإنجليزية حول اقتصاديات صناعة الأخبار في العالم. كذلك تناول التقرير أعمال شغب الكابيتول هيل في الولايات المتحدة والبريكسيت فى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وانعكاساتها على مدى دقة ومصداقية وقيمة المادة الخبرية المقدمة حول العالم بالإضافة لاتساع الفجوة ما بين وسائل الإعلام الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي.

التقرير مبني على بيانات مسحية شارك فيها 92 ألف مواطن من 46 دولة عبر 6 قارات بزيادة 6 دول عن تقرير العام الماضى وهى الهند، اندونيسيا، تايلاند، نيجيريا، بيرو، وكولومبيا.

غلاف تقرير رويترز للأخبار 2021

نرشح لك: تقرير.. غرف الأخبار لا تعرف الكثير عن الحرب الثقافية

 

أطلق التقرير في نسخته العاشرة الأمس صباحاً الأربعاء 23/6/2021 عبر تقنية الويبنار وكانت أهم مخرجاته:


1- تتصدر فنلندا الدول محل الدراسة أعلى مستويات الثقة في الأخبار من قبل المتابعين بنسبة 65% بينما تتذيل الولايات المتحدة القائمة بنسبة 29%. وبشكل عام فقد ارتفع مؤشر الثقة في الأخبار بنسبة 6% عن العام الماضى ليصل إلى 44%. كما لوحظ ثبات نسبة الثقة في الأخبار التي تنشر على منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات الأخبار.

2- استمرت الأخبار المتلفزة في تقديم زخم قوي في بعض الدول كما تأثر توزيع الصحف المطبوعة بشدة نتيجة الاعتماد على النسخ الإلكترونية مما أدى إلى الإسراع في عمليات التحول الرقمي للمؤسسات.

3- شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً حاداً في نسبة الاهتمام بالأخبار بعد انتخاب الرئيس بايدن خصوصاً من الجماعات ذات التوجه السياسي نحو اليمين.

4- لاحظت الدراسة اهتمام بعض غرف الأخبار بأن تكون أكثر تنوعاً وازدياد تمثيل الشباب(خصوصاً الإناث) والفئات المهمشة وإن كنا في حاجة إلى أن تكون غرف الأخبار أكثر شمولية كضمانة لجودة وتميز المحتوى المقدم.

5- 74% (أغلبية) من عينة الدراسة أكدوا أنهم يفضلون الأخبار التي تعكس مختلف وجهات النظر بينما أشارت نسبة غير ضئيلة من الشباب أن الحياد قد لا يكون مناسباً فى بعض الموضوعات مثل قضايا العدالة الاجتماعية.

6- لا يزال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأخبار قوياً، لا سيما مع الشباب وذوي المستويات التعليمية المنخفضة. أصبحت تطبيقات المراسلة مثل WhatsApp و Telegram شائعة بشكل خاص في الجزء الجنوبي من العالم، مما يثير قلقًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بنشر معلومات خاطئة حول الكوفيد-19.

7- ارتفعت المخاوف العالمية بشأن انتشار الخلل المعلوماتى (المعلومات الخاطئة والمضللة) بنسب تراوحت بين 82٪ في البرازيل و37٪ فقط في ألمانيا.

8- ازدياد نسبة تأثير “المؤثرين” على منصات التواصل الاجتماعي بنسب مختلفة من بلد لبلد ومن تطبيق لتطبيق فى نشر الاخبار.

9- على الرغم من الاستثمارات الضخمة في صناعة البودكاست من مؤسسات وشركات كبرى إلا أن هناك تباطؤ في نموه وانتشاره بسبب القيود على الحركة؛ ويعد تطبيق سبوتيفاي الأوفر حظاً بين تطبيقات البودكاست.

10- ارتفاع الاعتمادية على الهواتف المحمولة بنسبة 73% للحصول على الأخبار وكذلك زيادة نسبة مستخدمي مجمعات الأخبار خصوصاً المعتمدة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

11- تقود النرويج الدول محل الدراسة في نسبة مستخدمي الخدمات الإخبارية المدفوعة بنسبة 45% تلاها السويد بنسبة 30% ثم الولايات المتحدة بنسبة 21% ثم فنلندا بنسبة 20% ثم فرنسا بنسبة 11% ثم ألمانيا بنسبة 9% وأخيرا المملكة المتحدة بنسبة 8%. فى المجمل مازلت النسبة ضئيلة جدا عالميا وإن كانت مرشحة للزيادة ولوحظ أن نصف عدد المستخدمين يشتركون فى خدمتين إخباريتين (محلية أو عالمية).

رويترز

إجمالاً أشار التقرير إلى تغير أنماط استهلاك الأخبار في الدول محل الدراسة مؤكداً على ضرورة إيجاد حلول للفجوة الرقمية والتكنولوجية بين دول العالم المختلفة ينتج عنه بون شاسع فى استقبال واستهلاك الأخبار بشكل عام. أيضاً أكد على أن الخلل المعلوماتى وتسيد نظرية المؤامرة أصبح قاسماً مشتركاً أعلى فى أذهان الناس.

تناول التقرير الصراع الدائر حالياً بين كبرى شركات التكنولوجيا وبعض الدول والمؤسسات الصحفية بخصوص نشر الأخبار ودفع مبالغ مالية مقابل توزيع تلك الأخبار والمحتوى بشكل عام. يبقى أن نشير إلى أن الدراسة لم تشمل أي دولة من المنطقة العربية والشرق الأوسط وهو ما نتمنى أن يتغير في التقارير القادمة.

رويترز