دلالة صور مواقع التواصل الاجتماعي، ولماذا تبحث عنها العلامات التجارية؟

أسماء مندور

 

يقوم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بتحميل أكثر من 3.2 مليار صورة كل يوم. تحتوي تلك الصور على ثروة من المعلومات حول عادات المستهلكين، والتي لا يتم الكشف عنها دائمًا في التسميات التوضيحية.

 

نشر موقع socialmediatoday مقالًا يوضح كيف تتسابق العلامات التجارية في الحصول على أفكار من صور مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تحليل الملايين من صور المستخدمين، وتحديد التفاصيل المهمة؛ مثل الشعارات والبيانات الديموغرافية (الفئة العمرية والجنس)، والأنشطة، والأشياء المحيطة، والإعدادات، والعديد من التفاصيل الأخرى.

نرشح لك: الطريق إلى النمو لوسائل الإعلام في الشرق الأوسط في عالم ما بعد الوباء

استنتج المتخصصون 5 أهداف رئيسية وراء الكشف عن معلومات قيمة في الصور التي ينشئها المستخدم.

الحصول على أفكار لمنتجات جديدة

يمكن معرفة كيفية استخدام المستهلكين لمنتج ما، من خلال الاطلاع على ما ينشرونه عبر الإنترنت، حيث تنتقي الخوارزمية مشهد إعداد الصورة، مثل الموضة أو الشارع، بالإضافة إلى العناصر الأخرى في الصورة.

كما تلهم تلك الصور أيضًا أفكار حملات التسويق المستقبلية، أو المنتجات الجديدة، أو التحسينات على المنتجات الحالية؛ على سبيل المثال، عند فحص المحتوى المرئي من علامة القهوة العالمية “ستاربكس”، أظهر التحليل أن “تزيين الكيك” من بين الأنشطة الأكثر شيوعًا للعلامة التجارية الشهيرة، حيث يمكن لستاربكس استخدام هذا النشاط المشهور بالفعل لإنشاء منتجات جديدة، مثل مجموعات تزيين الكعك التي تحمل شعار حورية البحر.

الوصول إلى جماهير جديدة

يمكن أن تساعد الإحصاءات المرئية في تحسين أو إنشاء أنواع جديدة من المستهلكين، من خلال التمييز بين الفئات العمرية والجنس والمهنة والأنشطة، الموضحة في الصور التي ينشئها المستخدم.

يمكن أيضًا مراجعة معرض صور المستخدم، لمعرفة المزيد عن فئة ديموغرافية معينة؛على سبيل المثال، تحليل صور الشباب لمعرفة الأنشطة الشائعة في تلك الفئة العمرية. وبالمثل، يمكن استخدام تلك البيانات للعثور على جماهير مستهدفة جديدة. مثلًا، عند فحص بعض الأنشطة الشائعة في صور مستخدمي “ستاربكس”، وجدنا “هندسة البرمجيات” مدرجة كواحدة منها.

تحديد مندوبين للعلامات التجارية

يمكن أن يساعد المحتوى المرئي، الذي ينشئه المستخدم، في العثور على مندوبين جدد للعلامة التجارية. حتى لو لم يتعين على هؤلاء المستخدمين وضع علامة أو ذكر اسم العلامة التجارية بشكل صريح في التسمية التوضيحية الخاصة بهم، لأنه يمكن معرفة ذلك، عن طريق جمع الصور وتحديد الأصول ذات العلامات التجارية الموضحة عليها.

 

تسبب هذا في ارتفاع في مقاييس المشاركة في “ستاربكس”، حيث شارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم عبر الإنترنت. ودفع اتجاه تيك توك العديد من خبراء صناع القهوة، إلى إنشاء محتوى يتعلق بعملهم، كل ذلك دون تشجيع صريح من الشركة.

تعزيز التسويق المحلي

يتم جمع الصور التي أنشأها المستخدم باستخدام العلامات الجغرافية. بعد ذلك، يتم مقارنة التركيبة السكانية وحالات الاستهلاك بين الجماهير؛ على سبيل المثال، إذا كنت تاجر تجزئة للقهوة وتتطلع إلى التوسع في بلد جديد، فمن الجدير مراعاة الخصائص الثقافية لتلك المنطقة وتعديل الاستراتيجية التسويقية وفقًا لذلك.

كشف محتوى المستخدم الإقليمي في روسيا والولايات المتحدة عن بعض الاتجاهات الواضحة؛ ففي روسيا، يتناول شاربو القهوة قهوتهم باستخدام مبيض القهوة، ويستمتعون بـ “مشروباتهم” في المنزل. بينما في الولايات المتحدة، يحب الناس تناول مشروبهم أثناء التنقل، ويميلون إلى القهوة السوداء.

تتبع أكثر المنشورات جاذبية

قد تتسبب المنشورات الجذابة، أو علامة المشاهير، أو الموقف المتأزم، أو الاتجاه المرئي الجديد، في حدوث ارتفاع في مقاييس التفاعل، حيث يشارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم عبر الإنترنت.

 

على سبيل المثال، عند تصفية جميع الإشارات حسب نوع المستهلكين، اتضح أن المحتوى المرئي الذي أنشأته النساء، والذي يتناول موضوع القيادة، قد حظي بمشاركة عالية، على الرغم من العدد القليل نسبيًا من الإشارات.

 

وعليه، يمكن أن تؤدي مراقبة مثل هذه الأفكار إلى التخطيط لمزيد من الأنشطة عبر الإنترنت، وإنشاء محتوى أكثر جاذبية. في حالة ستاربكس، كان بإمكانهم إنشاء حملة تسلط الضوء على النساء وفكرة القيادة.

الخلاصة

 

التحليلات المرئية هي الاتجاه الجديد في عالم التسويق، لأنها تكشف عن الرؤى الخفية وتساعد الشركات على الرؤية من خلال عيون عملائها.

 

إلى جانب حالات الاستخدام المذكورة، يمكن للعلامات التجارية الآن اكتشاف فئات استهلاك جديدة في العالم الحقيقي وردود فعل على المنتج، والمحتوى الذي ينشئه المستخدمون لأغراض التسويق، وتحليل الرعاية غير المتصلة بالإنترنت، وإنشاء محتوى جذاب، وغير ذلك الكثير.

 

وفي الوقت نفسه، لا يوجد حد لاستخدام التحليلات المرئية، لأنها أداة متعددة الاستخدامات لإدارة المهام المختلفة.