رسالة الأطباء النفسيين إلى وسائل الإعلام

أسماء مندور

منذ فترة، بينما كانت الهند تعاني في ذروة اندلاع فيروس كورونا للمرة الثانية، ركزت كثير من وسائل الإعلام، العامة والخاصة والأكاديمية والاجتماعية، على الخسائر التي يُلحقها الوباء بالناس، لكن كانت تغطيتها في وسائل الإعلام مقلقة.

في هذا السياق، نشر مجموعة من الأطباء النفسيين البارزين رسالة موجهة إلى وسائل الإعلام. مضمون الرسالة أن عقولنا مهيأة للتركيز على الأمور التي تبدو بارزة للغاية، في وقت ومكان محددين، والتي تتعلق بتجربة معينة وتعبر عن التعاطف مع معاناة الآخرين. فهذا يعني أن لدينا القدرة على الإحساس بالخطر، والتعاطف مع المعاناة، وكلاهما مهم لبقائنا الحقيقي كنوع بشري متفرد عن باقي الأجناس الأخرى.

نرشح لك: “النشر المباشر”.. أحدث تقنية في مجال الصحافة والأخبار

وعليه، فإن فرض الرقابة على التقارير الصحفية للأزمة، لن يؤدي إلا إلى إرباك الموقف.

القلق والضغط النفسي

تتحدث الرسالة أيضًا عن عمليات الإغلاق، التي تسببت في لجوء الأشخاص إلى التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي “أكثر من ذي قبل”، وعندما يرون صورًا مزعجة، فإنهم يعانون من “القلق والضغط النفسي”.

دائمًا ما يقول أخصائيو الصحة العقلية أن وسائل الإعلام لها تأثير مهم على الصحة العقلية، مع قدرتها على المساعدة في توليد الوعي، وتوجيه الموارد، ومعالجة وصمة العار والتمييز. ومع ذلك، يجب ألا تغيب عن بالنا المسؤولية الأساسية للصحافة، التي تتمثل في جمع المعلومات الدقيقة، والتحقق منها وتنظيمها ونشرها. فهذه المعلومات لها نفس أهمية باقي وسائل الإعلام الأخرى أثناء الأزمات.

لا يعني أي من هذا أن الصحة العقلية مهددة دائمًا، أو أن التقارير جميعها ليست أخلاقية أو إنسانية، لكن من المحتمل أن تكون بعض هذه “الهفوات”، على الأقل، ناتجة عن أخطاء فردية. حتى الإعلاميين ليسوا استثناءًا من مثل هذه الأخطاء، على الرغم، أو ربما بسبب، النوايا الحسنة، لكن من المهم لنا جميعًا أن نتعلم من هذه الأخطاء وأن نتصرف بشكلٍ أفضل.

 

مسؤولية من؟

أشار Shuranjeet، باحث الصحة العقلية، مؤخرًا إلى أن احتياج اختصاصيي الصحة العقلية إلى “تثقيف” الناس، غالبًا ما يصبح تعبيرًا عن حاجتنا إلى تثقيف الناس حول “آرائنا” حول الصحة العقلية. لذا من المهم أن نكون على دراية بهذا الاختلاف، وألا نفترض أن معرفة شريحة المجتمع الصغيرة، التي نراها في عياداتنا كافية للتعبير عن صوت الناس.

من المهم أيضًا أن نلاحظ أن خطاب الأطباء النفسيين، وأمثالهم، جاء في وقت تزايد فيه الاعتراف بأن حرية الصحافة في العالم أصبحت مهددة، على سبيل المثال؛ احتلت الهند المرتبة 142 في قائمة 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021. من جانبه، أشار كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إلى أن الصحافة هي أفضل لقاح ضد التضليل الإعلامي، وأن العالم بحاجة إلى هذا اللقاح تمامًا مثل أي لقاح آخر.

شاهد.. ميريام فارس غدارة يا دنيا