بعيدا عن الأضواء.. "غدارة يا دنيا" يكشف وجها آخر لـ ميريام فارس

أطلقت منصة البث التدفقي “نتفليكس” منذ عدة أيام، وثائقي “غدارة يا دنيا”، الذي يسلط الضوء على فترة هامة في حياة الفنانة اللبنانية ميريام فارس، وهي حملها في طفلها الثالث “ديف” بالتزامن مع أحداث العزل المنزلي في لبنان بسبب فيروس كورونا (كوفيد -19)، وقد نجح العمل في تصدر الترند العربي، واحتل المركز الأول للمشاهدة في الشرق الأوسط.

نرشح لك: أفلام عربية تنافس في مهرجان “كان” السينمائي

أكثر ما ميز الوثائقي هو ابتعاده عن الوجه المعروف لميريام فارس الفنانة، ولكنه سلط الضوء بشكل أكبر على ميريام الأم، وفيما يلي يرصد “إعلام دوت كوم” أبرز مظاهر أمومة ميريام فارس.

ميريام فارس

المرحلة الأصعب.. فقد واكتئاب

في بداية الفيلم الوثائقي، كشفت ميريام فارس عن أحد الأسرار التي لم تعلن عنها من قبل وهي تعرضها للإجهاض في يونيو 2017، حيث لم يكتمل حملها الثاني، بسبب أزمات صحية تعرضت لها، وعدم تحمل جسدها الحمل، مما أدخلها في حالة عزلة واكتئاب استمرت أربعة سنوات، ابتعدت فيها ميريام عن ممارسة أنشطتها الفنية تمامًا، وشعورها بعدم الرغبة في الاستمرار في أي شيء في الحياة.

وصفت “فارس” تلك الفترة قائلة: “شعرت بأن جزءاً مني قد ذهب.. وتملكني شعور بالذنب على الرغم من أن الإجهاض لم يكن قراري، لكنني شعرت بالاكتئاب والوحدة، وأحاسيس مختلطة لن يفهمها أو يشعر بها إلا الأمهات اللواتي مررن بنفس تلك التجربة القاسية”، وتابعت: “تلك الفترة استمرت 4 سنوات شداد، وأتمنى أن يأتي الوقت الذي أتصالح فيه مع نفسي ولا أوقف الحفلات لأن المسرح المكان الوحيد الذي أخرج به من اكتئابي”.

ميريام فارس

كورونا.. الخوف والأمل

تطرق الفيلم فيما بعد إلى الحمل الثالث لميريام، في ابنها “ديف”، الذي كان في وقتًا صعبًا، حيث تزامن حملها مع بداية ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في لبنان، مما أصابها بالذعر، والخوف بأن تتكرر مأساة فقدها لابنها، ما جعلها تقرر الانعزال والابتعاد التام عن العالم الخارجي داخل قصرها مع زوجها وابنها الأول “جايدن”.
انتقلت ميريام من الخوف الشديد إلى التعايش مع الوضع، وتجدد الأمل من جديد بانتظار “ديف”، واستعدادها لاستقباله، وقد انتقلت الأحداث سريعًا بين أشهر حملها التسع، وقد استعرضت الكثير من التفاصيل التقليدية التي تمر بها النساء الحوامل، من المتابعات الدورية مع طبيب النساء والتوليد، ورؤية الجنين للمرة الأولى عبر جهاز السونار، ومن ثم متابعة زيادة الوزن، والتعرف على التغيرات الجسدية والهرمونية والمزاجية للحوامل في تلك الفترة، وصولا إلى اللحظة المنتظرة وهي ساعة الولادة، وخروج المولود الصغير للدنيا، والسعادة الغامرة التي تشعر بها الأم وقتها، والأمل الذي يتجدد في الحياة مع كل ولادة جديدة.

ميريام فارس

جايدن.. الحب الأول

اللحظات الأكثر لطافة في الفيلم كانت التي جمعت بين ميريام فارس وابنها الأول “جايدن”، حيث كانت فترة العزل فرصة مثالية لكليهما للتقرب من بعضهما، وممارسة الكثير من الأنشطة معًا، مثل الطهي واللعب والرسم وغيرها من الأمور التي عبر فيها كلاهما عن حبهما لبعضهما.

ميريام فارس

ميريام فارس

تعامل ميريام فارس مع “جايدن” في تمهيده لاستقبال أخيه الأصغر كان مؤثرًا أيضًا حيث إنها تعاملت بوعي كبير وملهم للأمهات اللاتي اتخذن قرار الإنجاب الثاني، لكي يساعدوا أبنائهم في الاستعداد لمشاركة طفل آخر حبهن.

واللقطة الأكثر تأثيرًا كانت وقت اضطرارها للخضوع للعزل المنزلي، عندما راودها الشك بأنها قد أصيبت بفيروس كورونا، فقد أثارت مشاهد طرق “جايدن” الباب عليها وطلبه منها أن يراها حتى ولو من بعيد الكثير من التعاطف معهما، لشدة تعلق الطفل بوالدته، وعدم تقبله لفكرة أنها معه في نفس المنزل ولا يستطيع رؤيتها والتعامل معها، وكانت لحظة لقائهما بعد سلبية المسحة دافئا وعفويًا بشدة.

ميريام فارس

ميريام فارس