القصة الكاملة لـ عملة البيتكوين.. هل تتلاعب بالاقتصاد العالمي؟

أسماء مندور

البيتكوين (Bitcoin‏) هي عملة مشفرة تم اختراعها في عام 2008، وبدأ استخدامها في عام 2009، لتكون أول عملة رقمية لا مركزية، من دون وجود بنك مركزي، حيث يمكن إرسالها من شخص إلى آخر دون الحاجة إلى وسيط، كالبنوك مثلًا.

نرشح لك: أهمية مسايرة الصحافة للعالم الرقمي

بداية الفكرة

في عام 2008، طرح شخص أطلق على نفسه اسم “ساتوشي ناكاموتو”، فكرة بيتكوين للمرة الأولى من خلال ورقة بحثية، ليكون الهدف من هذه العملة تغيير الاقتصاد العالمي، بنفس الطريقة التي غير بها الويب أساليب النشر.

تعمل شبكة البيتكوين منذ 2009، ولم تتوقف منذ ذلك الحين، ولم يستطع أحد اختراق شبكتها، ومعظم الاختراقات التي تحدث، تكون بسبب أخطاء بشرية في إدارة المحفظة وليست بسبب عيوب في التصميم، فعملية التحويل تتطلب فقط معرفة رقم محفظة الشخص المحول إليه، ويتم تخزين عملية التحويل برقم تسلسلي خاص، ولا يتضمن هذا اسم المرسل أو المتلقي أو أي بيانات أخرى خاصة بهما، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضائع غير المشروعة عبر الإنترنت على حد سواء.

انهيار البيتكوين

 

بحسب موقع BBC، فقد انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 34 ألف دولار لأول مرة منذ ثلاثة أشهر، بعد أن فرضت الصين قيودًا جديدة على العملات المشفرة، حيث حذرت بكين، أمس الثلاثاء، المؤسسات المالية والشركات المصرفية من تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملة المشفرة، كما حذرت المستثمرين من المضاربة عليها.

يأتي ذلك الانخفاض في بيتكوين بأكثر من 10٪ الأسبوع الماضي، بعد أن قالت شركة صناعة السيارات “تسلا” إنها لن تقبل العملة بعد الآن، ويوم الإثنين، انخفضت العملة المشفرة بنسبة 22٪، بانخفاض بنحو 6 آلاف دولار في آخر 24 ساعة. كما خسرت العملات الرقمية الأخرى مثل Ethereum وDogecoin ما يصل إلى 25٪ و 29٪ على التوالي.

وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم “تسلا” بحوالي 3٪ في تداولات هذا الأسبوع، ربما بسبب إعلان شركة صناعة السيارات الكهربائية عن قبولها عملة البيتكوين في شراء السيارات، حيث اشترت الشركة، المملوكة لرجل الأعمال “إلون ماسك”، ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة في أوائل فبراير الماضي.

 

من جانبه، كتب موقع france24 أن عملة البيتكوين انخفضت إلى ما دون 40 ألف دولار للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، يوم الأربعاء، بعد أن قالت الصين إن العملات المشفرة لن يُسمح بها في المعاملات وحذرت المستثمرين من المضاربة عليها.

أزمة الصين

كان تداول العملات المشفرة غير قانوني في الصين منذ عام 2019، من أجل الحد من غسيل الأموال، لكن استمر الناس في التداول بعملات مثل البيتكوين عبر الإنترنت مما أثار قلق بكين.

يوم الثلاثاء، أصدرت ثلاث منظمات مدعومة من الدولة، وهم: الجمعية الوطنية لتمويل الإنترنت في الصين، والجمعية المصرفية الصينية، وجمعية الدفع والمقاصة الصينية، تحذيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المستهلكين لن يتمتعوا بأي حماية إذا تكبدوا أي خسائر من معاملات الاستثمار في العملات المشفرة.

أضافوا أن التقلبات الشديدة الأخيرة في أسعار العملات المشفرة “تنتهك بشكل خطير سلامة الأصول المالية للناس”، وتعطل النظام الاقتصادي والمالي الطبيعي. وحذر الإشعار المستهلكين من المضاربات الجامحة، مضيفًا أن “الخسائر الناجمة عن صفقات الاستثمار يتحملها المستهلكون أنفسهم”، لأن القانون الصيني لا يوفر لهم أي حماية.

وأكدت مجددًا أن تقديم خدمات العملات المشفرة للعملاء والمنتجات المالية القائمة على التشفير، يعد أمرًا غير قانوني بالنسبة للمؤسسات المالية الصينية ومقدمي خدمات الدفع.


ما قبل الانهيار

في تقريره، ذكر موقع barrons أن المستثمرين الغربيين كانوا مرتاحين جدًا بشأن البيتكوين، لكن تغير الحال تمامًا، وبالنسبة لأي شخص تابع مشهد العملات المشفرة لفترة من الوقت، فإن أحداث الأسابيع الأخيرة كانت تنذر بشيء ما. مثل تغريدة من رجل الأعمال “إلون ماسك” يعلن فيها أن شركته ستقبل مدفوعات العملة المشفرة، مما أدى إلى ارتفاع البيتكوين لمستويات عالية جديدة، وبدأ الناس في القول إنه تم الاعتراف أخيرًا بها.

وفجأة، تغير المسار تمامًا من شركة “تسلا” الرائدة في صناعة السيارات، حين تراجعت عن انتقالها إلى الاتجاه السائد نحو العملات المشفرة، وأوقفت مشتريات المركبات باستخدام البيتكوين.

أيضًا خلال الشهر الماضي، في غرفة دردشة في “كلوب هاوس”، تم تداول بعض الشكوك حول العملات المشفرة. كما كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز، هذا الأسبوع، عن شكوك جديدة بين مديري الصناديق المؤسسية حول مستقبل العملات المشفرة كفئة أصول مالية.


البيتكوين والبيئة

أعرب بعض المتخصصين عن مخاوفهم من تعدين البيتكوين، فالعملية كثيفة الطاقة التي يتم من خلالها إنشاء العملة الرقمية، باستخدام أجهزة كمبيوتر عالية الطاقة، غالبًا ما تعتمد على الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري، وخاصة الفحم، الذي له أسوأ انبعاثات من أي وقود آخر.

من جانبه، صرح “ماسك” أن شركة صناعة السيارات الكهربائية لم تكن تنوي بيع أي من عملة البيتكوين الخاصة بها، وتعتزم إعادة معاملات العملة المشفرة بمجرد تحول التعدين إلى استخدام مصادر طاقة أكثر استدامة، وأن العملة المشفرة فكرة جيدة، ولكن هذا لا يمكن أن يكون بتكلفة كبيرة على حساب البيئة.

الغريب في الأمر، أنه على الرغم من أنه لا يمكن تداول العملة الرقمية في الصين، إلا أن أكثر من 75٪ من تعدين البيتكوين حول العالم “يتم في الصين”.