مشاهدات رمضانية (8): حصاد رمضان 2021

أحمد العياد

• “لعبة نيوتن” العمل الأفضل

مسلسلات كثيرة عرضت هذا الشهر والمنافسة كانت على أشدها، مواضيع عديدة تم التطرق لها سواء من مواضيع درامية ومخابراتية وصعيدية ونلحظ قلة الأعمال الكوميدية هذا الشهر.

منذ أيام الشهر الأولى اتضح تميز مسلسل لعبة نيوتن وبفارق كبير عن أقرب المسلسلات له. قصة بسيطة لكن طريقة روايتها وسردها والإخراج المميز لتامر محسن جعلنا أمام عمل مهم جدا هو الأفضل هذا الشهر حتى مع بعض الملاحظات لكن ذلك لا يلغي تميز وجمال هذا العمل والذي عشنا مع أبطاله حازم وهنا ومؤنس وبدر صراعات عديدة ومباريات تمثيلية غاية بالإبداع.

نرشح لك: ملخص الحلقة الأخيرة من مسلسلات رمضان 2021

 

يضاف له بعد ذلك كأنجح الأعمال المسلسل الاجتماعي خلي بالك من زيزي ومسلسل نجيب زاهي زركش.

• ممدوح والتألق في “لعبة نيوتن” و”خلي بالك من زيزي”

المنافسة كبيرة ما بين محمد ممدوح ومحمد فراج أبطال مسلسل ( لعبة نيوتن) وقدم فراج فعلًا أداءً استثنائيا خاصة مشاهد الانكسار بعد فراق (هناء)، لكن رغم ذلك ممدوح هو الأفضل هذا الشهر لمساهمته بنجاح عملين هما لعبة نيوتن وخلي بالك من زيزي.
من يشاهد عصبية وغضب وتوتر محمد ممدوح في لعبة نيوتن ومن ثم يشاهد رقته ورومانسيته وهدوءه في خلي بالك من زيزي يوقن بموهبة هذا الفنان الكبير.
أن تتميز خلال هذين الشهر بمسلسلين ناجحين ويستطيع المشاهد أن يفصل بين هذين الدورين هو نجاح كبير لهذا الممثل وكم أتمنى أن أشاهد حضور أكبر لممدوح على الصعيد السينمائي.

• منى زكي وأداء استثنائي

يكاد يكون هناك إجماع على تميز منى زكي هذا الشهر في مسلسلها لعبة نيوتن واستحقاقها الأفضلية دون منافسة، ففي مسلسل لعبة نيوتن قدمت منى أداء مميزاً وأمسكت بتفاصيل الشخصية بكل حرفية، كان لها العديد من المشاهد المميزة في الشهر كمشهد الولادة ومشهد المحكمة ومشهد الحديث مع الطبيبة النفسية، ومعظم مشاهد المكالمات مع حازم إضافة لمشهدها الأخير في المطار.

حرص منى على عدم الإتكال التام فقط على نجوميتها وموهبتها هو السبب الرئيسي بنجاحها حتى الآن ففي هذا العام كان التعاون مع المخرج تامر محسن وقبل سنوات مع المخرج محمد ياسين في أفراح القبة، إيمان منى زكي بأهمية وجود نص قوي ومخرج قوي هو السبب الرئيسي باستمرار نجوميتها حتى الآن كأحد أهم نجمات العالم العربي.

• محمد محمود نجم “نجيب زاهي زركش”

بأداء بسيط ودون افتعال ومبالغة كان الفنان محمد محمود أحد أهم النجوم المساعدين في هذا الموسم الرمضاني، بل أحد أهم مفاجآت هذا الشهر، كون مع الفخراني ثنائية رائعة مليئة بالمشاهد الكوميدية والدرامية أحياناً.
ومن الفنانين الذي كان لهم تميز خاص هذا الشهر هو صبري فواز خصوصا في مسلسل خلي بالك من زيزي بدور الطبيب النفسي أو مسلسل موسى فكان إضافة مميزة لهذين العملين بالذات.
وهناك العديد من الممثلين ممن يستحقون الإشادة كرياض الخولي عن دوره في موسى، وأحمد حلاوة في الاختيار وتامر نبيل في دوره في خلي بالك من زيزي، وعصام توفيق في نجيب زاهي زركش، ومحمد ثروت ومحمود الليثي في بين السما والأرض.

• نهى عابدين تتألق في ” خلي بالك من زيزي” و”نجيب زاهي زركش”

العديد من الممثلات التي كان لهن حضور مميز في الأدوار الثانية المهمة ولم يكن مجرد سنيدات للأبطال، كنهى عابدين الممثلة الموهوبة التي كانت نجمة في مسلسل خلي بالك من زيزي بأداءها اللطيف الهادئ الغير مفتعل.
وقدمت في مسلسل نجيب زاهي زركش دورة الفتاة اللعوب خفيفة الدم.
ويجب لا ننسى ذكر العديد من الفنانات التي شكلوا إضافة مهمة بأدوارهم كسلوى محمد علي وصفاء الطوخي في خلي بالك من زيزي، ومنة فضالي في موسى، وأسماء أبو اليزيد وإنجي المقدم في الاختيار 2.

• تامر كروان والكمار نجوم الموسيقى التصويرية

تامر كروان الموسيقي الأبرز هذا الشهر فموسيقاه المشوقة والحزينة وبجميع أشكالها وثيماتها في لعبة نيوتن كانت من الأسباب الكثيرة في تميز هذا المسلسل. أبدع كروان في صناعة الموسيقى التصويرية والتي كانت من أبطال هذا العمل.
إضافة للعبة نيوتن كان لتامر كروان موسيقى بالغة العذوبة والشاعرية في مسلسل موسى.
المبدع الثاني هذا الشهر في موسيقاه التصويرية كان خالد الكمار، وإبداعه أنه قدم في عمل اجتماعي بسيط “خلي بالك من زيزي” موسيقى مشابهة للأجواء بشكل ذكي، وعادة خلال هذه الأعمال لا تكون رئيسية لكن خالد الكمار كان بالفعل على قدر الحدث وللعام الثالث على التوالي يثبت أقدامه كأحد أهم الموسيقيين المصريين القادمين بقوة، في كل موسم يثبت أقدامه بشكل أكبر ومميز ويجعلنا نتفاءل له بمستقبل أكثر تميزاً وإشراقاً.

• مابين كرارة ومكي الفائز والخاسر

في كل موسم رمضاني يكون التنافس على أشده ويكون هناك توقعات مبنية لعدد من الأعمال، وفي نهاية الشهر يتحدد من كسب ومن خسر.

في هذا الشهر يكاد يكون أميرة كرارة أحد أهم الخاسرين، فأمير كرارة لأكثر من خمس سنوات هو أحد أهم نجوم الدراما المصرية، بدءا من كلبش بمواسمه الثلاثة ثم عمله الوطني الناجح الاختيار إضافة لفيلميه السينمائيين حرب كرموز وكازابلانكا.


وبناء على التوقعات العديدة حول عمله الرمضاني نسل الأغراب، كانت التوقعات أن يكون العمل إضافة له، ولكن حدث العكس، بل وأصبح العمل مثار تهكم وسخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فكان عملاً بمثابة خطوة للوراء بالنسبة له هذا العام.


وعلى جانب آخر كان مسلسل الاختيار لأحمد مكي أشبه بطوق نجاة ونقطة تحول وفتح لآفاق أخرى بالنسبة له، فبعد النجاح الكبير لمسلسل” الكبير أوي” بأجزاءه العديدة، بعد ذلك مسلسله “خلصانة بشياكة” والذي لم يحقق نجاحا يذكر، إضافة لغيابه السينمائي الكبير، فكان حضوره في هذا العمل الوطني أشبه بإنعاش له وتجديد الدماء ومحاولة التفكير بأعمال أخرى ومواضيع أخرى إضافة لحضوره الدائم في الكوميديا.