كيفية محو الأمية الإخبارية بين مستخدمي المنصات الاجتماعية

أسماء مندور  محو الأمية الإخبارية

اليوم، يمكن لأي شخص متصل بالإنترنت الوصول إلى الأخبار، كما يمكن لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة المقالات ومتابعة حسابات إخبارية محددة، واستهلاك المعلومات بسرعة، يبدو أنه تطور مثالي للصحفيين والجمهور على حد سواء، ولكن هل يمكن أن يكون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر إخباري بهذه البساطة حقًا؟

بينما تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة للمستخدمين للتعرف على الأحداث الجارية ومتابعة الأخبار، إلا أنها يمكن أن تساعد أيضًا في انتشار المعلومات المضللة، حيث أدت ازدواجية تلك المواقع واستهلاك البشر المتزايد للأخبار على المنصات الاجتماعية إلى زيادة الحاجة إلى محو الأمية الإخبارية.

نرشح لك: أهمية مسايرة الصحافة للعالم الرقمي


كيف يتابع الشباب الأخبار؟

في استطلاع مارس 2021 لـ 41 طالبًا من جامعة ببردين في أمريكا، أفاد 95 ٪ منهم بأنهم على دراية بالأحداث الجارية أو لديهم معرفة جيدة بها، حيث كشف الاستطلاع أن 90٪ من الطلاب يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر إخباري.

وأكدوا إنهم يبذلون جهدًا للذهاب إلى مصادر متعددة للحصول على الأخبار، لعلمهم أن العديد من المنافذ تقدم تقارير عن الأخبار من زاوية محددة، لذلك يحاولون الحصول على قدر ضئيل من وجهات النظر، حتى يتمكنوا من تناول القصة الحقيقية تحت كل العدسات المختلفة”.

ومن منظور صحفي، قالت بريانا ويليس، المحررة الرقمية في موقع Graphic، إنها تعرف أن تويتر هو المكان الذي يحصل فيه الكثير من الناس على أخبارهم، وبعد ذلك، بالطبع، إنستجرام، لأنه النظام الأساسي المفضل لدى الشباب، ومن ثم الفيسبوك، حيث يوجد الكثير من كبار السن”.

 

ازدواجية مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر أخبار

بالإضافة إلى فرص المشاركة، أكد كثيرون أنهم يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، للحصول على تحديثات سريعة حول الأحداث الجارية، وأكدوا أيضًا أنهم ممتنون له لقدرتهم على الحصول على الأخبار في متناول يدهم.

إنهم يرون مزايا في الطريقة التي تعمل بها مواقع التواصل الاجتماعي كأداة للمستخدمين لجلب الوعي للمواضيع المهمة، بالإضافة إلى أن هناك بعض الأشياء الرائعة حول تلك المنصات الاجتماعية، حيث يمكن أن يكون للناس رأي، ويمكنهم المشاركة والتحدث عن أشياء لم يكن لديهم مكان للقيام بذلك.

لكن إلى جانب مزايا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر إخباري إلا إن هناك عيوبًا أخرى، مثل تبادل المعلومات المضللة، إذ لا يمكن حقًا لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون مفيدة من حيث نشر معلومات موثوقة، حيث أن ثقة الناس منخفضة جدًا في المعلومات المتوفرة على تلك المواقع.

وأفاد 15 ٪ من طلاب الجامعات، الذين شملهم الاستطلاع، بأنهم دائمًا ما يتحققون من الأخبار التي يجدونها على مواقع التواصل الاجتماعي، فليس كل من ينشر شيئًا ما يهتم به حقًا ويريد زيادة الوعي، كما أن مشكلة نشر لقطة لحدث ضخم، هي أنهم لا يرون سوى القليل جدًا من الحدث الفعلي.

 

بحوث محو الأمية الإخبارية

في عام 2017، دخلت إليزابيث سميث، أستاذة وباحثة صحفية، في شراكة مع مكتبة رونالد ريغان الرئاسية للبحث في محو الأمية الإخبارية.

قالت سميث: “تم انتخاب الرئيس ترامب، وبعد فترة وجيزة من انتخابه، بدأنا حقًا في رؤية مصطلح “الأخبار المزيفة” يظهر في لغتنا العامية الشعبية، وفي ربيع عام 2017، أقامت سميث حدثًا لخريجي جامعة ببردين وصحفيين ومتخصصين في المجال لمناقشة فكرة “الأخبار المزيفة”.

حضر موظفو مكتبة ريغان الحدث كأعضاء من الجمهور وقرروا عقد حدث مماثل في المكتبة في مايو، قالت سميث: “كان من المثير حقًا أن نسمع مباشرة من أعضاء المجتمع مقدار “النقد اللاذع” الذي لديهم تجاه الأخبار، وبعد سماع الجمهور يعبر عن انعدام الثقة في وسائل الإعلام، سألتهم من أين حصلوا على أخبارهم، ثم اكتشفت بعد ذلك أن العديد من الأشخاص في المجتمع يستهلكون أخبارهم من مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت سميث أن نتائج الدراسة تؤكد أهمية فهم عمل الصحفيين ووسائل الإعلام الإخبارية، لأن ما يجب أن نتعلمه هو كيف يمكننا أن نكون أكثر انتقادًا، فمحو الأمية الإخبارية لا يعني مجرد تصديق الأخبار أو تكذيبها، وإنما يعني أن “ننظر بعين ناقدة على المعلومات التي نستهلكها”.

نرشح لك: تقرير.. أفريقيا لاعب رئيسي في ثورة رقمية جديدة