ما يجب على ناشري الأخبار أن يتعلموه من عمالقة وادي السيليكون

أسماء مندور

على الرغم من أن الكثير من الابتكارات تأتي من وادي السيليكون، إلا أن هذا لا يعني أنه يتعين على غرف الأخبار نسخ جميع الاستراتيجيات التي جعلت جوجل وأبل وفيسبوك وأمازون ومايكروسوفت، باختصار، ناجحة للغاية، وإنما حان الوقت للتركيز على المستقبل والابتعاد عن المنتجات والإيرادات التي لن تستمر على المدى الطويل.

لذا يعتقد بعض خبراء الإعلام أن الناشرين الرقميين لديهم الكثير ليتعلموه من شركات التكنولوجيا الكبرى، خاصةً بعد أن اتجهت بعض أكبر شركات التكنولوجيا التي تتخذ من الساحل الغربي مقراً لها إلى مجال الأخبار.

نرشح لك: تويتر تستعد للإعلان عن خطط اشتراكات جديدة لمستخدميها

سواء أحب الصحفيون ذلك أم لا، فإن عمالقة وادي السيليكون يتجهون إلى مجال نشر الأخبار بسرعة كبيرة، ونحن بحاجة إلى التفكير فيما يعنيه هذا بالنسبة لصناعة الصحافة على المدى الطويل، من المؤكد أنها شركات تقنية وعملها الأساسي ليس جمع الأخبار أو توزيعها، ولكن بالنظر إلى السرعة التي يمكن أن تطور بها هذه الشركات من نفسها، يمكن أن يتبدل الحال تمامًا خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

فكيف يمكن لناشري الأخبار مواكبة التكنولوجيا الكبيرة والاستلهام من ثقافة الابتكار الخاصة بهؤلاء العمالقة؟

خمسة اتجاهات حاسمة للأخبار

وفقًا للخبراء، هناك خمسة مجالات رئيسية يحتاج فيها الناشرون إلى تركيز جهودهم الابتكارية إذا أرادوا أن يظلوا قادرين على المنافسة، ويجب أن يكون الفهم الأفضل للمستخدم هو محور أي نهج جديد.

الإيجاز

على الرغم من أننا نتصفح هواتفنا الذكية حوالي 160 مرة في اليوم، إلا أن متوسط المرة الواحدة يبلغ حوالي ثلاث دقائق فقط، وعليه، يحتاج الناشرون إلى أخذ “فترة التركيز القصيرة” هذه في الاعتبار ومواكبة التغيرات الجديدة التي تلبي الحاجة إلى السرعة.

تواصل اجتماعي

يركز الجمهور بشكل متزايد على مدى تفاعل المحتوى الخاص بهم وليس فقط على جودته، حيث يدفع الأشخاص مقابل القيمة التي يجلبها التفاعل، بدلاً من المحتوى فقط.

المحتوى الصوتي

يتميز هذا المجال باتجاهين؛ أولًا أنه سريع النمو، ثانيًا تقوده التكنولوجيا، لذا يزداد الطلب على المحتوى الصوتي مع كل منتج جديد يتيح لنا الوصول إليه، الصوت جزء أساسي في حياتنا، وهذا يحفز الابتكار في إنشاء المحتوى الذي يوفر فرصًا أفضل للناشرين.

الفيديو

ظهرت أهمية محتوى الفيديو من خلال متابعة الجمهور للعديد من الأحداث الكبرى لعام 2020، مثل وفاة جورج فلويد أو اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، لذلك، تزداد أهمية الفيديو كمصدر ووسيلة لنشر الأخبار مع مرور الوقت.

إضفاء الطابع الشخصي

يفتح “الذكاء الاصطناعي” الباب أمام أخبار عالية الاستهداف، حيث يتغلغل التخصيص في كل جزء من صناعة الأخبار، من تنظيم الأخبار على الصفحة الرئيسية إلى توزيع النشرات الإخبارية وعرض الإعلانات، ونظرًا لأن شركات التكنولوجيا تقوم بتخصيص منتجاتها بشكل متزايد، يتوقع المستخدمون أن يتم تصميم تجربتهم وفقًا لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم.

أخيرًا، من المهم التركيز على ابتكار عمالقة وادي السيليكون الذي يساعد في تنمية مؤسستك، تابع دائمًا آخر التطورات، وقل “لا” للمبادرات التي تشتت الانتباه، فمن الأفضل العمل مع عدد صغير من الشركات، بعلاقة أعمق، بدلاً من أن تكون مشتتًا في المجال”.