من "خيانة عهد" إلى "حرب أهلية".. كيف اختلف مشهد وفاة أبناء يسرا؟

رباب طلعت

للعام الثاني على التوالي تثير الفنانة يسرا عواطف المشاهدين، بمشهد موت أحد أبنائها، ففي العام الماضي رمضان 2020 تفاعل الجمهور بشكل كبير بعد مشهد دفنها لابنها “هشام” الذي يجسده الفنان الشاب خالد أنور في “خيانة عهد”، واليوم بعد عرض الحلقة 22 من مسلسل “حرب أهلية” ووفاة ابنتها التي تربيها “نور” والتي تقدمها الفنانة الشابة مايان السيد، تكرر نفس التعاطف، خاصة لوجود سمة أساسية مشتركة بينهما وهو حب وتعلق المشاهد بكلاهما، مع اختلاف ظروفهما وشخصياتهما.

اختلاف وجهة التعاطف

على الرغم من تشابه صعوبة الموقف -موت الابن- في كلا العملين وإيجاد يسرا التعبير في كل منهما عن حزنها بشكل يختلف عن الآخر، إلا أن مشهد وفاة ابنها “هشام” كان أكثر تأثيرًا وجذبًا للتعاطف نحو يسرا نفسها نحو الأم التي خسرت ابنها، حيث حاز مشهد دفنه على إشادات الكثيرين، لصدق مشاعر يسرا، على الرغم من أنها لم تنطق بكلمة واحدة، سوى في المشرحة وهي تخبر بيومي فؤاد بأنه “مش هو” لرغبتها في عدم تصديق أمر مقتله، ولكن كان المشهد بأكمله ينصب اهتمامه على إبراز وجع الأم وحدها، ومن ثم توالت المشاهد التي بينت كم الألم الذي تواجهه الأم في فراق ابنها وعدم تصديقها لما حدث.

نرشح لك: شاهد.. موت “نور” في الحلقة الـ22 من “حرب أهلية”

 

 

ولكن التعاطف في الحلقة 22 التي تدور أحداثها كاملة حول وفاة “نور” اختلف حيث كان نحو نور نفسها، الفتاة الرقيقة الطيبة والمخلصة التي تحمل من الصفات أطيبها، والتي اعتنت بها “مريم” منذ طفولتها وتعتبرها ابنتها، وتحبها حبًا شديدًا، فكان في مشهد الوفاة الكثير من الأشخاص الذين حزنوا على فراقها، بداية من الأم “مريم” التي تجسدها يسرا، و”تمارا” التي تقدمها جميلة عوض، وهي ابنة يسرا الحقيقية التي تحولت خلال الأحداث من فتاة شديدة الغيرة والكره لنور التي ترى أن أمها قد منحتها الحنان والاهتمام الذي كان يجب أن يذهب لها هي إلى حب ومشاعر أخوة حقيقية تكنها لها، و”زياد” خطيبها الذي حارب والدته للزواج منها محمود حجازي وخسرها يوم خطبتهما التي انتظرها كثيرًا، وأخيرًا أخو “نور” غير الشقيق، اللص المشارك في مقتلها، وعلى الرغم من ذلك ظهرت علامات الوجع والندم على وجهه، لذا كان حزن الجمهور على “نور” أكبر من “مريم” عكس “خيانة عهد” كان نحو “عهد” أكثر من “هشام”.

 

السبب واحد.. موت للانتقام

 طريقة وقصة وفاة “هشام” عن “نور”  تختلفان عن بعضهما، فالأول كان حادث على يد خالته وصديقتها والتي أوقعته في الإدمان انتقامًا من والدته لكرهها الشديد فيها بسبب اختلاف المستوى الاجتماعي بينهما، وبسبب الكره الذي تكنه لها بسبب قسوة والدة يسرا نحوها وأخوها لأنهما كانا أبناء ضرتها، بعد شجار دار بينهم أدى لقتله عمدًا، والثانية بسبب حادث سرقة مدبر من أخيها بالاتفاق مع “يوسف” باسل خياط، طليق “مريم” الذي يريد أن يحصل على كل خزنتها لاستعادة المستشفى التي كان استولى عليها منها واستردتها منه بمساعدة صديقتها أروى جودة، ولكن تتفق كلا الوفاتين بأنهما رد فعل انتقامي من أعداء يسرا نحوها.

ألم واحد.. وأداء مختلف

على الرغم من أن ألم وفاة الابن واحد، حتى وإن كانت “نور” ليست ابنة بالإنجاب فهي ابنة بالتربية والعشرة، إلا أن أداء يسرا أختلف في كلا المشهدين، حيث لم تكرر نفسها في طريقة التعبير عن حزنها وتلقيها خبر الوفاة، ففي “خيانة عهد” جسدت الحزن بطريقة الصدمة وعدم التصديق في البداية، ومن ثم الصمت التام في الجنازة والشرود، وفي “حرب أهلية” جسدت الموقف ببكاء وتساؤل “ليه؟” ومن ثم البحث في أغراض ابنتها والبكاء على بصمت على مقتنياتها، فما بين “مش هو مش هو”، و”لا يا نور ماتروحيش دلوقتي”، نجحت يسرا أيضًا في تغيير تعبيرات وجهها أثناء تلقيها الصدمة.

نرشح لك: بسنت صيام عن دورها في “حرب أهلية”: مخضوضة من رد الفعل