الاختيار: طالعين بمصر من العوز عايزينها جنة

فاطمة خير

“نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا”

لأن الانتماء للوطن ليس محلاً للتفاوض، ليس مجالاً للنقاش، وغير قابل للتفسير وفقاً للاحتمالات؛ فإن إعلان هذا الانتماء أيضاً لابد وأن يكون مُعلَناً واضحاً كشمس النهار، لا مجال للمراوغة هنا، ولا مجال لدرجات اللون الرمادي: هنا إما أن تكون مع أو ضد.

لأجل هذا يكون استخدام كلمات مباشرة لا تقبل اللبس مهماً للغاية، لكن أن تأتي هذهِ الكلمات مشبعة بالصدق فهذا أمرٌ آخر، هو من رزق المحبة.. محبة الوطن وصدق الانتماء له.

نرشح لك: مأساوية.. نهاية مسلسل بين السما والأرض

ليس ادعاءً أن يقول مصري: نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا، فالمصري إذا أراد نَفّذ.

” عارفين هدفنا .. طالعين بمصر من العوز عايزينها جنة”

يعرف المصري أنه سيفدي مصر بروحه إن هي احتاجته، ويعقد رجال الظل النية على ذلك كل يوم، مع كل نهار يعرفوننا ولانعرفهم، لكن أعدائنا يدركون خطورة هؤلاء الرجال..وما أكثرهم، وهم كابوسهم الذي لن ينتهي. جنودٌ كُثر “طالعين بمصر من العوز عايزينها جنة”.. وقد كان.. وسيكون.

لذا فنحن المصريون ننام في أمان، عرفنا ذلك من سنين، وننعم فيه، وسنستمر، فقد أخرجت بيوتنا رجالٌ يعرفون معنى “الوطن”، وربت أمهاتنا رجال يعلن زئيرهم ” ناسنا وترابنا وأرضنا بتتحامى فينا”.

الذاكرة أقوى سلاح، لاتفنيه أقوى أسلحة الأعداء، يعرف أعدائنا ومن والاهم ذلك، لكن لسوء حظهم فإننا لانزل نتذكر، وكأنه في الأمس القريب حدث كل ما كان، لن ننسى، ولن نسمح لأحد بمحو الذاكرة أو تشويه الحقيقة، سيرث أبنائنا كل ذلك، سنعلمهم ونؤهل وعيهم لمعرفة العدو الحقيقي المتخفي والمختبئ يعيش على خيرات أرض لايستحقها.

وإن عدتم؛ عدنا.. ” خطوتنا ع الأرض دبت، دكت حصون الشر، وإن عادت نعود”

كلمات نصر الدين تاجي، وصوت الفنان أحمد سعد والمجموعة، ألحان وتوزيع أحمد فرحات، لتتر مسلسل “الاختيار2” هي أنشودة يومية في حب الوطن، وطن اسمه يؤلم الخونة، ويفجع من يقف خلفهم، فيبدو أن خيالهم الساذج قد صور لهم أن كل من عاش تلك الأيام قد نسى محاولات هدم الوطن! يحق لنا أن نفرح، وأن نفخر، وأن نشاهد أعمالاً فنية تجسد بطولات عظيمة، وأيام عسيرة نجا منها الوطن بسلام، دفع كثيرون ثمن ذلك ويحق لهم أن تُجَسد بطولاتهم، و يحق للجميع أن يفهم ما حدث، هذا ليس حقاً وحسب بل ضرورة، فالمشوار لايزال طويلاً.

تتر “الاختيار2” في حد ذاته عمل فني ووطني عظيم.

الاختيار حق إنساني، لكن حين يتعلق الأمر بالولاء للوطن، يصبح الاختيار الوحيد هو إعلاء قيم الانتماء وحسب.

ولعل هذا أكثر ما أزعج تجار الأوطان أنهم قد انتبهوا أنه لا تزال: “خطوتنا ع الأرض دبت”

ليس هذا فحسب؛ بل أنه “مقطوعة إيد كل اللي هايعطل عملنا”

كل ما تحتاجه لتعرف معدن أي مصري أصيل، هو أن:
” بص في عنينا.. روحنا في إدينا “

ستظل مصر هي الاختيار الوحيد..دائماً وأبداً.