الكونجرس يناقش آليات استهداف منصات التواصل الاجتماعيين للجمهور

محمد إسماعيل الحلواني

على خلاف المعتاد، لم يستدعي الكونجرس الرؤساء التنفيذيين لشركات التواصل الاجتماعي للإدلاء بشهادتهم أمس الثلاثاء في جلسة الاستماع الفريدة من نوعها التي لم تركز على سياسات أو أنواع المحتوى، ولم تتطرق لقضية التدخل الأجنبي أو مكافحة الاحتكار، بل خصصت بالكامل لمناقشة ساخنة ومحتدمة حول الخوارزميات والمحركات التي تقود منصات السوشيال ميديا.

قال السناتور كريس كونز، الذي ترأس الجلسة لشبكة CNN: “تستخدم جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي تقريبًا خوارزميات لتحديد ما يراه مستخدموها ومتى يرونه، وتؤثر هذه الخوارزميات على ما يقرأه المليارات من الجمهور وما يشاهدون وكيف يفكرون كل يوم، ومن الأهمية بمكان أن يفهم الكونجرس والجمهور الأمريكي كيفية عمل تلك الخوازميات وبالتالي تحديد وسائل فعالة من أجل التصدي للمعلومات المضللة والاستقطاب السياسي”.

نرشح لك: أمريكيون يطالبون تيك توك بوقف دعوات تدشين يوم عالمي للاغتصاب

لا رؤساء تنفيذيين

كان الجانب الثاني الذي ميّز جلسة يوم الثلاثاء عن جلسات الاستماع الأخرى هو عدم حضور أي من المديرين التنفيذيين. بدلاً من ذلك، أرسلت الشركات رؤساء سياساتها للإجابة على أسئلة أعضاء الكونجرس من أجل تجنب الضجة في وسائل الإعلام، ويبدو أن الكونجرس يهدف إلى إجراء محادثة جوهرية تظل بعيدة عن الأضواء.

وذكر كيسي نيوتن، الذي يكتب نشرة Platformer الإخبارية أن غياب الرؤساء التنفيذيين عن جلسة الاستماع كان مطلبًا لعدد كبير من أعضاء الكونجرس.

يوتيوب في المقعد الساخن

الجانب الفريد الآخر حول جلسة الثلاثاء: هو مطالبة الكونجرس لموقع يوتيوب أخيرًا بالإدلاء بشهادته أمام لجنة في الكونجرس.

عادةً ما يتصل الكونجرس بشركة جوجل ومديرها التنفيذي “سوندار بيتشاي” للتحدث باسم يوتيوب، مما يسمح لموقع يوتيوب بتجنب الحضور، ولكن يوم الثلاثاء، حضرت جلسة الاستماع مديرة الشؤون الحكومية والسياسة العامة في شركة يوتيوب، ألكسندرا فيتش، لتجلس بنفسها في المقعد الساخن.

لدى يوتيوب ما يقرب من ملياري مستخدم حول العالم، و70٪ مما يشاهده هؤلاء المستخدمون يأتي من الخوارزميات والتوصيات بالمشاهدة، وبينما يدلي ممثلو جوجل بشهاداتهم بشكل متكرر أمام الكونجرس، يرغب الأعضاء في الاستماع إلى يوتيوب مباشرةً نظرًا للتأثير الهائل للمنصة في تشكيل الآراء والمعتقدات حول العالم”.

النمو فوق كل شيء آخر

كانت جوان دونوفان، مديرة الأبحاث في مركز شورنستين بجامعة هارفارد، ضمن الخبراء الذين أدلوا بشهادتهم. وقالت إنها حاولت “تسليط الضوء على ما تؤمن به شركات السوشيال ميديا في المقام الأول، وهو ما يتضح في تصميم نموذج الأعمال والسياسات التي: “تضع النمو فوق كل شيء آخر”، مما أدى إلى منتجات وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد المتلاعبين بوسائل الإعلام والمخادعين وغيرهم من المضللين”.

تويتر: يمكن للخوارزميات تحسين السلامة

أكدت لورين كولبيرتسون، رئيسة السياسة العامة الأمريكية في تويتر، أن الخوارزميات ليست كلها سيئة. وأضافت: “نحن نستخدم التكنولوجيا كل يوم في جهودنا لتحسين النتائج والخبرات تلقائيًا لمستخدمي تويتر، كما تساعد أدوات التعلم الآلي في تحديد المحتوى الذي يحتمل أن يكون مسيئًا أو ضارًا، بما في ذلك المحتوى الذي ينتهك قوانين مجتمع تويتر”.

ماذا عن مستقبل التنظيم؟

اعتبر نيل بوتس، نائب رئيس السياسة العامة للثقة والأمان في فيسبوك جلسة استماع الثلاثاء حول الخوارزميات غيضًا من فيض. وقال بوتس: “في العقد الماضي، وخلال عام 2020 مع ظهور الوباء كان التركيز ينصب على المحتوى وأعتقد أن الاهتمام الآن يحول دفة المناقشة إلى الخوارزميات سواء كانت هذه خوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو خوارزميات في القطاع المالي، أو خوارزميات مجال الرعاية الصحية، أو الخوارزميات على نطاق أوسع، وهذا يشكل الموجة التالية من الاهتمام ومسا لوائح التنظيم المحتمل”.