مريم نعوم: نستطيع إنقاذ الأعمال الفنية بأنها تاخد وقتها الحقيقي مش السحري

علقت الكاتبة مريم نعوم، على الجدل المثار مؤخرا بسبب مسلسل “الملك”، بعدما توقف عرضه للمراجعة وقررت الشركة المنتجة عرضه على لجان متخصصة للمراجعة والدراسة.

أوضحت “نعوم” عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك“، أن العمل الذي يقدمه صناع الفن لا بد أن تكون واجهته الأساسية هي الإتقان، أيا كان نوع العمل المُقدم، مشيرة إلى أن ظروف السوق تدريجيا جعلت الإتقان رفاهية وأحيانا طلب غير مشروع. موضحة أن ظروف وضغوط العمل قد تجعل القائمون عليه يقعون في الأخطاء.

نرشح لك: رأي منى زكي في أزمة مسلسل “الملك”

 

أشارت إلى أن الاعتذار عن الخطأ في مهنة الفن صعب جدا، خاصة في ظل الجهد الذي يبذله المبدع للخروج بالعمل للنور، منوهة عن أن بعض الفنانين لديهم شجاعة الرفض وقوة الاعتذار عن أخطائهم، مردفة: “لو إحنا معتبرين نفسنا فنانين.. إذا مبدعين، صحيح العالم أطلق على شغلنا أنه (صناعة الترفيه – entertainment industry) بس الترفيه مش معناه تقليل قيمة الفن وتحويله لسلعة. الفنون ليها قيمة كبيرة قوي وتأثير بيعيش سنين وسنين ماينفعش إحنا بنفسنا نسفه من قيمتها وقيمة مجهود عظماء أفنوا عمرهم في الصناعة دي. إحنا أول ناس لازم ندافع عن زملائنا إنهم ياخدوا وقتهم عشان يتقنوا فنهم. ده حقهم علينا وحقنا على الصناعة. ساعتها دي معركة عادلة”.

تابعت: “وقف -مش منع- مسلسل عشان تصحيح مسار الأمور المفروض يدينا أمل إن أخيرا في شخص أو جهة – حتى لو في أهداف إحنا مش عارفينها – أدرك إن الضغط اللي بيأدي لقبول الأخطاء بحجة (هتعدي) ضغط مش بس بيقتل الصناع حرفيا لأننا فقدنا أرواح بسبب الضغط ده.. لكن كمان بيحول الفن لسلعة ممسوخة. لو محتاجين نقف في ضهر بعض يبقى نقف ونقول إننا محتاجين نكتب وبعدين نصور. محتاجين الصناعة ترجع لقواعدها سالمة.. المنتج والمخرج والمؤلف هما اللي بيحددوا مين الأنسب للعمل مش العكس. من وجهة نظري المتواضعة دي معركة الفنانين المبدعين الحقيقية”.

أضافت: “لكن خلط الأمور بإن المسلسل تم منعه وربط ده بحرية التعبير ده أمر في غير محله. لإن المسلسل ده تحديدا محدش ذكر المضمون الدرامي.. حتى هذه اللحظة على الأقل. محدش اتكلم عن القصة أو السيناريو أو الحوار عشان يبقى قمع لحرية التعبير. وإلقاء اللوم على الجمهور والسوشيال ميديا برضه في غير محله. لإن كلنا كصناع في السوق عارفين إن الشركة المنتجة مش ضغط الجمهور أبدًا اللي هخليها توقف المسلسل عشان تراجعه”. متابعة: “للأسف جانبنا الصواب في رسالتنا. وبتكلم بصيغة الجمع مع إني لم أشارك لأني بعتبر إننا كلنا في مركب واحدة. ولو زملائنا اتعرضوا لهجوم بسبب أخطاء لا يمكن إنكارها.. يبقى من باب أولى نفند أسباب الأخطاء.. أولًا عشان نعرف ندافع عنهم.. وثانيا عشان محدش فينا يقع في نفس الأخطاء/الفخ تاني”.

واصلت: “لو محتاجين نعمل حملة كصناع.. أعتقد لازم ننتصر لقيمة الفن والفنان.. للإتقان.. للدقة والتدقيق.. للإحساس بالمسؤولية.. للمعرفة.. ننتصر للقيم اللي إحنا حبينا الفن عشانها وقررنا نرمي نفسنا في تهلكة الصناعة دي عشانها.
لو محتاجين هاش تاج دفاعا عن الفن والفنانين أعتقد يبقى #نكتبنحضرنصور #احنامشسحرة”.

اختتمت: “في النهاية صناع المسلسل جانبهم الصواب.. بالتأكيد مش هنعلق لهم المشانق.. لكن كمان مش هننتصر للخطأ طالما في إمكانية لتصحيحه.. وإمكانية لإنقاذ أعمال تانية مستقبلية لو كل عمل أخد وقته الحقيقي مش وقته السحري.. عشان الفنانين دول بني آدمين والله.. ماعندهمش قدرات خارقة”.

كانت المتحدة للخدمات الإعلامية، عن وقف مسلسل “الملك”، المأخوذ عن رواية كفاح طيبة للأديب العالمي نجيب محفوظ، من بطولة عمرو يوسف.

قررت تشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع وذلك لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملا، وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان المقبل.

تقرر وقف عرض المسلسل بعد الانتقادات التي وجهت له على الملابس والأزياء وشكل الممثلين الذين ظهروا في البرومو الخاص بالمسلسل، لحين مراجعة تلك الانتقادات.

مسلسل الملك مأخوذ عن رواية كفاح طيبة للأديب العالمى نجيب محفوظ، وسيناريو وحوار محمد وخالد وشيرين دياب، إخراج حسين المنباوى، وبطولة عمرو يوسف وماجد المصري وصبا مبارك ومحمد فراج وريم مصطفى ومحمد لطفي ومحمد علاء ومها نصار وباسل الزارو وأمير صلاح الدين وياسين السقا ومعتز هشام، ويجسد فيه عمرو يوسف شخصية الملك أحمس ورحلة كفاحه ضد الهكسوس.