استعادة الهيبة وتوفير الخدمات.. ماذا تناول الصحفيون في برامجهم الانتخابية؟

هالة أبو شامة

أقيمت انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، يوم الجمعة الماضي، في نادي المعلمين بحضور أعضاء النقابة والمرشحين الذين ظلوا طوال مدة التصويت يروجون لبرامجهم الانتخابية آملين في الحصول على أكبر قدر من الأصوات للفوز بالمنصب لمنشود.

ورغم أن الدعاية الانتخابية هذا العام اتخذت أشكالا مبتكرة ومستحدثة وفقًا للظروف التي يمر بها العالم حاليًا من جائحة كورونا، إلا أن أوراق البرامج الانتخابية ظلت مسيطرة على المشهد، إذ كانت تتطاير من كل الاتجاهات على المتوافيدين للإدلاء بأصواتهم، لكن في النهاية كان الفوز لـ 6 مرشين من أصل 62 مرشحًا كانوا مقسمين كالآتي: “6 لمنصب النقيب، 21 فوق السن، 35 تحت السن”، وهم ضياء رشوان، الذي فاز بمقعد النقيب، والأعضاء أيمن عبد المجيد، دعاء النجار، محمد سعد عبد الحفيظ، محمد خراجة، إبراهيم أبو كيلة، حسين الزناتي.

نرشح لك: صور.. أشكال الدعاية الانتخابية في انتخابات نقابة الصحفيين

لكن هل كانت هذه الدعاية هي السبب الأساسي لفوز هؤلاء المرشحين؟

الإجابة على هذا السؤال، ستكون وفقًا للجولة الميدانية التي قمنا بها خلال ساعات يوم الانتخابات، والتي لاحظنا فيها انتشار دعاية مكثفة للبعض من بينهم العضوين الفائزين محمد سعد عبد الحفيظ، ودعاء النجار، وقلة أو غياب دعاية الآخرين من بينهم باقي الفائزين، ولذلك لا يمكن الجزم بأنه تم توجيه أصوات الناخبين من خلال الضغط الدعائي والذي تمثل في توزيع الكمامات وزجاجات الكحول ودفاتر الملاحظات وكوبونات الخصومات على الملابس، والأقلام التي تم توزيعها لحظة الإدلاء بالأصوات.

وقلة أو غياب الدعاية لا يعني على الإطلاق عدم وجود برامج معلنة للمرشح، فمثلا ضياء رشوان، الذي فاز بمنصب النقيب، لم نرصد له دعاية ملموسة خلال الانتخابات سوى بعض اللافتات الموزعة هنا وهناك، هذا بخلاف شعبيته، إلا أنه كان يمتلك برنامج انتخابي أعلن عنه قبل فترة بالفعل، والذي تمثل في عدة بنود أبرزها: “زيادة موارد النقابة، حل مشكلة أجور الصحفيين جذريًا، الدفاع عن المهنة والارتقاء بظروف ممارستها وتأمين الصحفيين وحمايتهم وتطوير الخدمات لهم”.

وهذا يعني أن المرشح قد يكون واثقًا بشدة في شعبيته، أو أنه لا يملك دعم مادي كافي يغطي نفقات الدعاية والتي يمكن أن نصف بعضها بالغريبة أو الفارهة.

لكن على أي حال حتى وإن كانت برامجهم الانتخابية منتشرة بشكل ملموس فإن محتواها لن يختلف كثيرًا عن أغلب البرامج الأخرى والتي كانت تدور جميعها في فلك مشترك يتكون من عدة نقاط نرصدها فيما يلي:

استعادة هيبة وكرامة أبناء المهنة

حرص عدد من المرشحين على أن يتصدر برنامجهم الانتخابي وعدًا باستعادة هيبة وكرامة الصحفيين من خلال تفعيل الدور النقابي لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

التصدي للفصل التعسفي

وعد أغلب المرشحين ناخبيهم بالتصدي لظاهرة الفصل التعسفي التي انتشرت في السنوات لأخيرة، من خلال عمل تعديلات تشريعية لحماية مستقبل الصحفيين، مع التأكيد على إحالة المتوطين في عمليات الفصل التعسفي للتحقيق النقابي.

تخصيص موقع للمفصولين عن العمل

يرتبط ذلك البند بنظيره السابق، إذ نادى البعض بضرورة تدشين موقع إلكتروني تابع للنقابة حتى يكون منصة لكل المتعطلين والمفصولين من عملهم.

منظومة علاج تليق بالصحفي

استغل بعض المرشحين أزمة كورونا، من خلال طرح وعودًا بشأن تطوير المنظومة الصحية وتوفير غرف للطوارئ الطبية، وتوفير تطعيم كورونا لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حتى أن هناك من وعد بإقامة مستشفى مثل المرشح صفوت عبد العظيم، بدعم من رجل أعمال كويتي صديق له، في 6 أكتوبر، مشيرًا إلى أن الأخير سيحتفظ بنسبة 80 % من ملكيتها فيما سيتبرع بـ 20 % من منها للنقابة، ذلك الأمر الذي كان سيوفر دخل ثابت.

البدل وتدني الأجور

كان ذلك البند على رأس أغلب البنود في البرامج الانتخابية، إذ أكد الكثيرين على ضرورة زيادة بدل التكنولوجيا والتدريب، ورفع قيمة معاش الصحفي ومساواته بالبدل.

توفير وحدات سكنية

وعد البعض بعمل تعاون مع وزارة الإسكان للحصول على وحدات سكنية اجتماعية، فيما وعد البعض الآخر بالتعاون مع بعض الشركات العقارية لتوفير خصم للصحفيين على قيمة الشقق السكنية.

توفير الخدمات الترفيهية

اتخذت هذه الخدمات التي وعد البعض بتوفيرها أشكالا عدة من بينها تقديم تسهيلات للحصول على عضوية ببعض الأندية المشهور، تخفيض أسعار الخدمات المقدمة من قِبل سلسلة مطاعم بعينها، الاستفادة من أنشطة وزارتي الشباب والثقافة، وتوفير رحلات نايل كروز في رمضان، مثلما وعد المرشح محمد منير، والذي حصل على 304 صوتًا خلال الانتخابات.

نرشح لك: الإعلام المصري في 5 سنوات.. استعادة التوازن والتقدم للأمام

ملاحظات عامة

1- لم يتم التطرق لقضايا المرأة إلا من قِبل المرشحة دعاء النجار، التي فازت بالعضوية بعدما حصلت على 1078 صوتًا، حيث وعدت بتخصيص لجنة للمرأة تهتم بقضايا المرأة داخل النقابة، مع السعي لتوفير ظروف أفضل للصحفيات المغتربات.

2- أغلب البرامج الانتخابية التي تطرقت لتوفير الخدمات لم تتطرق كثيرًا للبنود الخاصة بحل القضايا المهنية والمعنوية والمادية لأبناء المهنة، والعكس صحيح، إذ أن البرامج التي تتطرقت للقضايا الجادة أغفلت الجانب الترفيهي والخدمي.

3- حرص بعض المرشحين على استخدام صيغة بعينها للتأكيد على أن برنامجهم الانتخابي تم البدء في تنفيذه في وقت مسبق للتأكيد على أن وعودهم ليست كاذبة أو سرابًا.

4- مشاكل الصحفيين في المواقع الإلكترونية لم تكن مطروحة بشكل بارز في البرامج الانتخابية رغم أن أغلب الصحف والمؤسسات أصبحت تعتمد حاليًا على منصاتها الإلكترونية، وأبرز ذكر هذه المشكلة ووعد بحلها ووضع آلية للاتحاق بالنقابة، كان المرشح أحمد محفوظ، الذي حصل على 60 صوتًا فقط من إجمالي 3844 صوتًا صحيحًا في الانتخابات.

5- رغم أن الصحافة الإلكترونية أصبحت جزء لا يتجزأ من العمل الصحفي إلا أنه لم يتم التطرق للتحديات التي تواجها إلا من قِبل قلة من المرشحين من بينهم مساعد الليثي، الذي حصل على 71 صوتًا، والذي وعد بأنه سيعمل على التفاوض مع ممثلي جوجل لرفع قيمة الإعلانات في مصر.

6- قضايا النشر لم تغب عن البرامج الانتخابية المعلن عنها، إذ وعد البعض بالضغط للإفراج عن الزملاء المحبوسين على ذمة مثل هذه القضايا، من بينهم عمرو بدر، الذي حصل على 738 صوتًا.

7- أغلب البرامج الانتخابية الجادة حصلت على النسب الأعلى من أصوات الناخبين.

8- اتجاه البعض للتأثير على رأي الناخبين بابتكار شكل جديد للبرنامج الانتخابي، مثل ياسر سليم، الذي فضل طباعة برنامجه على شكل صحيفة ورقية تتضمن بعض المقالات والتحقيقات ذات الصلة بأهدافة المنشودة، إلا أنه حصل في النهاية على 226 صوتًا.