بسبب التحكم بأسعار الكتب.. أمازون تواجه دعوى قضائية

محمد إسماعيل الحلواني

تشير أصابع الاتهام مجددًا إلى شركة أمازون الأمريكية بالتورط في ممارسات احتكارية، بعد أن ترددت الأنباء حول دعوى قضائية جديدة تعتزم شركة تجارية في سياتل تحريكها ضد أمازون وفقًا لصحيفة “سياتل تايمز”.

وتستند الدعوى، التي رفعت أمس الأول الخميس أمام محكمة فيدرالية في نيويورك نيابة عن شركة “Bookends and Beginnings” في منطقة شيكاغو، إلى أدلة على تواطؤ أمازون في تحديد أسعار الكتب المطبوعة على نحو يقوض المنافسة الشريفة.

نرشح لك: أبرز تصريحات مديرة التنظيم بشركة “تويتر” عن التريندات والهاشتاجات

وأعلنت شركة المحاماة التي تمثل الشركة المدعية أن العقود المليئة بالقيود التعجيزية التي أبرمتها أمازون مع كبار الناشرين جعلت من المستحيل على مكتبات وبائعي الكتب بالتجزئة منافسة أمازون من حيث أسعار الكتب.

وتمنع العقود المبرمة مع ناشرين، بما في ذلك دار “هاشيت” و”هاربركولنز” و”ماكميلان” و”بنجوين راندون هاوس” و”سيمون آند شستر” – المعروفين باسم “الخمسة الكبار – Big Five” – من بيع الكتب بدورهم إلى بائعي التجزئة الآخرين بأقل من سعرها الذي يعرض على أمازون، كما قال مكتب المحاماة “هاجينز بيرمان”.

وتعتبر عقود أمازون الحالية مع الخمسة الكبار “مخالفة لقواعد المنافسة”، بل “مانعة للمنافسة”.

واقترح المحامون أن تتحول القضية إلى دعوى جماعية بمشاركة جميع بائعي الكتب الذين اشتروا الكتب من الخمسة الكبار بعد مارس 2017. ولم ترد أمازون على طلبات التعليق من قبل الصحيفة.

وقالت نينا باريت، مالكة Bookends & Beginnings، في بيان إن نمو أمازون يهدد أعمالها. وأضافت: “لقد شاهدنا أمازون وخشينا أن تتحول إلى أخطبوط، وقد أصبحت بالفعل، أما أنا فقد عانيت بشكل مباشر من الدمار الناجم عن النشر وبيع الكتب في ظل هذه الممارسات الاحتكارية”.

لدى هاجنز بيرمان تاريخ طويل في رفع دعاوى جماعية بدعوى تثبيت الأسعار.

وفي عام 2011، رفعت الشركة دعوى قضائية ضد شركة آبل، زاعمة أن عملاق التكنولوجيا يدعم أسعار الكتب الإلكترونية على حساب المستهلكين. وقد أطلقت قضية أخرى ضد أمازون في وقت سابق من هذا العام حيث وجهت ادعاءات مماثلة بشأن تحديد الأسعار بشأن قسم الكتب الإلكترونية في الشركة.

قبل أيام من رفع هذه الدعوى، قالت السلطات في ولاية كونيتيكت إنها فتحت أيضًا تحقيقًا في ما إذا كانت صفقات أمازون للحصول على كتب إلكترونية من الناشرين تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار.

وتواجه أمازون تحقيقات مستمرة فيما يتعلق بمكافحة الاحتكار من قبل الادعاء العام في كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن. تم استجواب مؤسس أمازون “جيف بيزوس” أمام اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار بمجلس النواب الأمريكي العام الماضي بشأن ممارسات أمازون غير العادلة ضد البائعين الخارجيين الذين يستخدمون منصتها.

تجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 90٪ من مبيعات الكتب المطبوعة عبر الإنترنت تمر عبر أمازون، وفقًا لتقرير صدر العام الماضي عن اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار في مجلس النواب الأمريكي. وقال التقرير إن الشركة مسؤولة أيضًا عن 50٪ من إجمالي حركة مبيعات الكتب المطبوعة.