بمشاركة يسرا اللوزي.. ندوة من قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية لدعم تعلم اللغة العربية

إسراء إبراهيم

أُقيمت اليوم ندوة بعنوان “عربي ما بعد التخرج: ليه يا ترى؟”، تحت مظلة قسم اللغة العربية وقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ضمن سلسلة ندوات عبر الإنترنت عن اللغة العربية في مجال العمل.

تتناول الندوة سبب احتياج خريجي الجامعة الأمريكية إلى اللغة العربية بعد التخرج، تدير المناقشة د. رشا علام أستاذ مساعد ونائب رئيس قسم الصحافة والإعلام، بمشاركة ميرفت أبو عوف أستاذ الممارسة بقسم الصحافة والإعلام، ومنى سلمان مذيعة تلفزيونية ومدرس مساعد بقسم الصحافة والإعلام ومنتصر القفاش كاتب ومدرس أول لغة عربية بقسم تعليم اللغة العربية ويسرا اللوزي ممثلة وخريجة الجامعة الأمريكية قسم علوم سياسية.

نرشح لك: “الأعلى للإعلام” يتقدم ببلاغ ضد أستاذ بكلية الإعلام

قالت الفنانة يسرا اللوزي، إنها تعلمت اللغة العربية منذ صغرها وفي المرحلة الثانوية انتقلت إلى مدارس فرنسية، وعندما دخلت الجامعة الأمريكية كانت اللغة الإنجليزية لغة ثالثة بالنسبة لها، مردفة: “فمكنتش مرتاحة بالدراسة الإنجليزية”، مشيرة إلى أنها اختارت دراسة التمثيل باللغة العربية لأنها لغتها التي ستعبر بها عن مشاعرها، مضيفة: “بشوف وزراء وناس بتمثل بلدها في مؤتمرات بيعملوا جرائم إعرابية بيوجعولي ودني لما بسمعهم، معرفش ازاي ناس بتمثل بلدها مبتعرفش تتكلم لغة بلدها مظبوط”.

تابعت “اللوزي” أن الأهالي لهم دور أساسي فيما وصل إليه الجيل الجديد من تجاهل للغة العربية لعدم اهتمامهم بتعليمها لهم، مردفة: “عمرك ما هتبقى أمريكاني، فين هويتك؟! في أفلامنا في حاجات ومصطلحات مصرية لو مش عارفها مش هتأثر فيك وتحسها سواء في الفن أو المزيكا، الجيل الجديد تايه ومعندوش هوية فهو مش هيقدر يفهم الفن”. مشيرة إلى أهمية توقف الفنانين عن مخاطبة جمهورهم خلال المهرجانات باللغة الإنجليزية لأنه يتوجه بالأساس لجمهور مصري.

أكدت على أن اللغات تتطور وساعات تدهور، لافتة إلى أن الفن ينقل الواقع قائلة: “مش شايفة الفن لازم يدي دروس في الأخلاق لحد، شغلنا مراية للواقع واللغة المقدمة في المهرجانت أوالفن واقع يحدث في الشارع المصري، مش هنوعظ الناس في فيلم، لكن الفنان اللي بيمثل نفسه في البرامج لا بد وأن يدرك مخاطبته للجمهور المصري وأنه يقدم فن مصري، فيتحدث معهم باللغة العربية، لازم نلغي إني اتكلم إنجليزي في المهرجانات ومش مطلوب من الجمهور يفهم أو يتطلم إنجليزي مش مضطر استفزهم بكلامي”.

تحدثت ميرفت أبو عوف، عن مشاركة الشباب والطلاب معها في بعض المهرجانات الفنية ويطلب منهم ترجمة محتواها من العربي إلى الإنجليزية، موضحة أنهم كانوا يواجهون صعوبة في فهم اللغة العربية، وكان لديهم حالة من الفزع بسبب شعورهم بالعجز في الفهم وتمكنوا من استيعاب أهمية اللغة العربية، مردفة: “الجيل دا بيتخبط في الشغل على نفسه، عشان كده بنحاول نوجه الشباب للشغل على نفسهم”، في سوق العمل يشعر الطلاب بحالة من العجز باللغة العربية لأنهم لا يستطيعون التفكير باللغة العربية، ومن خلال تعاملهم واحتكاكهم بالحياة العملية بدأوا في الاهتمام باللغة.

أشار منتصر القفاش، إلى أن الإقبال على قراءة الرواية وكتابتها باللغة العربية خلال السنوات الأخيرة، شهد إقبالا كبيرا من الشباب، لكن يعاني بعض الشباب ممن يكتبون الروايات بالعربية ويمتلكون الموهبة مشاكل في التعبير عن أفكارهم بلغة جيدة، يرجع إلى أن تلك المشكلة الأساسية ومن أسبابها انقطاع الشباب عن الاستمرار في القراءة باللغة العربية، ورؤيته لأنها لا تفيد وذلك يفقده الكثير من الحساسية باللغة والأدوات التي يحتاجها لكتابة موقف معين.

أكدت منى سلمان على أن أكثر مشكلة تواجه الطلاب المتحدثين باللغة الإنجليزية في سوق العمل، إن الطلبة لديهم الموهبة والأدوات التي تمكنهم للعمل الصحفي وصوره المختلفة، لكن لديهم مشكلة في التواصل ولديهم إحساس بالرهبة من اللغة، لافتة إلى أن اللغة العربية كانت جزءا من القوة الناعمة للمصريين لكنها بدأت تنحصر في الجيل الجديد، متابعة: “تنازل الجيل الجديد عن اللغة العربية هو تنازل عن دور مهم، لأن لو خصمنا من الثقافة العربية مصر أعتقد ستخسر جزءا كبيرا”.

نوهت عن أن انقطاع القراءة باللغة يحدث مشكلة ويفقد التواصل، في حين أنها أداة أساسية لفهم المجتمع، مضيفة: “إذا لم تشترك مع الناس في لغتهم هتوصلهم رسالتك ازاي، ماذا ستقول للجمهور الغربي عن ثقافتك العربية وأنت لا تعلمها، لو مش معتز بما تملكه ليه أنا اعتز بيك! هتفضل درجة ثانية لأنها مش ثقافتك، لأنك تتوجه لجمهور عربي وتخاطب ذلك الجمهور لو معبرتوش عن نفسكم نسفكم هتضيع منكم”. 

أضافت أن إتقان اللغة العربية مسألة مهمة لأن لها علاقة بالقدرة على الاستمرار في الحياة وتقديم عمل جيد، مضيفة: “اللهجة سجن، لذلك يمكن الكتابة باللغة العربية البسيطة البيضاء في صناعة الأخبار”.