ايجيبشان ستريتس تحيي ذكرى ميلاد سيد درويش

محمد إسماعيل الحلواني

وافق يوم أمس الأربعاء، 17 مارس الذكرى الـ129 لميلاد الموسيقار سيد درويش، “البطل القومي الذي أدخل الموسيقى المصرية إلى القرن العشرين”، على حد وصف الملف الكامل الذي نشرته صحيفة The Manchester Guardian Weekly عن مشواره الفني يوم الأحد 25 نوفمبر 1923، أي بعد شهرين من وفاته.

ولأنه كان يتيمًا، ولكي يجد ما يطعم به والدته وأخواته، بدأ سيد درويش الغناء في مقهى صغير في كوم الدكة أواخر عام 1906، عندما كان صبيًا. وسرعان ما أصبح ذائع الصيت في الإسكندرية وأصبح مغنيًا شهيرًا في الأفراح.

نرشح لك: نهايات مأساوية (2).. سيد درويش الحشيش أم الإنجليز؟

وبداية من العام 1918، انتقل الموسيقار الراحل للعمل في مسارح القاهرة فتوقف عن الغناء في ذلك المقهى، وانتقل إلى القاهرة وتخلى عن الجبة والقفطان وأصبح يرتدي البدلات العصية.

كان الأمريكيون قد أغرقوا الأسواق العالمية بعد الحرب الأهلية وانخفضت الأسعار. كانت الإسكندرية تعاني من نفس المحنة الاقتصادية التي تعاني منها بقية البلاد وكان هناك عدد قليل من الوظائف التي يمكن الحصول عليها، لذلك اشتغل سيد درويش عامل بناء. وأثناء البناء اعتاد أن يغني أغاني العمل لتشجيع زملائه على العمل. ولاحظ رئيس العمال ذلك وبدلاً من أن يدفع له مقابل العمل، منحه أجرًا ليغني لزملائه.

وذات يوم بينما كان يغني، توقف شخصان من بلاد الشام للتحدث معه لأنهما أحبا غنائه. بعد أسبوعين، ودع العمال. وسافر معهما إلى سوريا لتعلم الموسيقى.

ورافق سيد درويش أمين وسليم عطالله، وهما فنانان مصريان في جولة إلى بلاد الشام. وهناك تعلم أساسيات الموسيقى الشرق أوسطية والأوروبية الحديثة ومزجها مع الأغاني الشعبية المصرية لخلق أسلوب جديد غير عادي وغير مسبوق.

لكن عندما عاد، فشل في إثارة إعجاب الجماهير السكندريين. وبعد مرور عام، تعلم المزيد، وهذه المرة عندما عاد، لفتت موسيقاه الجديدة انتباه الأوساط الفنية – ولكن ليس عامة الناس. وكان أكثر هؤلاء الفنانين انتباهًا له هو الشيخ سلامة حجازي، فاستمع إلى مسرحية درويش في الإسكندرية ودعاه للغناء في مسرحه بالقاهرة أثناء فترة الاستراحة. وهكذا، بدأ اسم السيد ينتشر في عالم المسرح بالقاهرة.

وأجرى مراسل الجارديان مقابلة مع أقرب من تعاونوا مع سيد درويش، وهما بديع خيري ونجيب الريحاني، اللذان غيرا المسرح المصري القديم بنفس الطريقة التي غير فيها درويش الموسيقى المصرية.

في عام 1917، انضم سيد درويش إلى الثنائي وتضمنت مسرحياتهما دائمًا مقطوعات موسيقية من ألحان سيد درويش. تعاون الاثنان خارج المسرح أيضًا، لكن نجاحهما المسرحي هو الذي دفع سيد إلى النجومية.

وفقًا للريحاني، كان تعاونهما الأول ناجحًا. وعلق الريحاني على ذلك قائلاً: “افتتحت المسرحية من هنا، وفتحت محافظ الناس من هنا، فلا يمكنك أن تمشي في الشارع دون سماع إحدى أغاني المسرحية، الحلوة دي قامت تعجن. لكن السحر الحقيقي هنا هو أنني، بنفس الصوت الذي تسمعه الآن، هذا الصوت القاسي العميق لرجل كان يغني من قبل فقط على سبيل المزاح، كتب لي أغنية، عندما أديتها على خشبة المسرح، جذبت الجماهير إلى نقطة حيث كادوا يكسرون أصابعهم من التصفيق، بل أعتقد أن جميع المطربين المشهورين في جمهور ليلة الافتتاح شعروا بالتهديد بسبب غنائي بسبب لحن لسيد درويش”.