الإفراط في وسائل التواصل الاجتماعي يرفع خطر الانتحار بين البنات

محمد إسماعيل الحلواني

توصلت دراسة حديثة إلى أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون في وقت مبكر من المراهقة، يعد من العوامل التي تساهم في ارتفاع خطر إقدام الفتيات على الانتحار.

ونصحت مجلة Very Well Health الآباء بالحد من الاستخدام اليومي لبناتهم للتلفزيون والسوشيال ميديا وتعزيز الصداقة معهن والحرص على المحادثات الحقيقة، غير الافتراضية وجهًا لوجه، في مختلف الموضوعات معهن بغرض حمايتهن من الآثار السلبية المرتبطة بوقت الشاشة والتي تنعكس على الصحة العقلية.

نرشح لك: بي بي سي تكشف تعري الأطفال أمام الغرباء على تطبيق “أوميجلي”


ومنذ بدأت جائحة كورونا، توفر وسائل التواصل الاجتماعي نافذة مهمة للعديد من المراهقين الذين أصبحوا رهن العزل الذاتي ويحضرون دروسهم عن بُعد. لكن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لن تأتي بدون مخاطر.

وتوصل باحثون من جامعة بريجهام يونج الأمريكية إلى أن الفتيات المراهقات يتعرضن لخطر الانتحار بشكل أكبر عندما يفرطن في استخدام تطبيقات التواصل لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل يوميًا خاصةً إذا تضاعف هذا الوقت.

بدأت الدراسة في عام 2009 عندما لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي منتشرة كما هو الحال اليوم. ولكن نظرًا لأنهم بدأوا مبكرًا، تمكن الباحثون من قياس تأثيرات الوسائط الاجتماعية أثناء نموها وتطورها، جنبًا إلى جنب مع تأثير أنواع أخرى من الوسائط مثل التلفزيون وألعاب الفيديو وتطبيقات الهواتف المحمولة المختلفة.

بالإضافة إلى البيانات، قدمت رئيسة فريق الباحثين “سارة كوين”، الحاصلة على درجة الدكتوراه وأستاذة التنمية البشرية في الجامعة عددًا من التوصيات لمساعدة المراهقين على تطوير علاقة صحية مع وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعتقد “كوين” أن تيك توك أصبح الآن أحد وسائل التسلية لابنتها هانا البالغة من العمر 13 عامًا. وتقول: “نصيحتي هي أن تبدأ ببطء، لذا أحاول أن تقضي هانا حوالي 15 إلى 30 دقيقة فقط في اليوم”، وجمع فريق الباحثين البيانات في إطار مشروع يركز على ازدهار العائلات، ونشرت الدراسة في مجلة الشباب والمراهقة في أوائل فبراير 2021.

أنماط استخدام واضحة بين الفتيات

من خلال الاستطلاعات السنوية الموزعة من 2009 إلى 2019، قام الباحثون بقياس استخدام وسائل الإعلام ومخاطر الانتحار على مدى 10 سنوات بين 500 مراهق، نصفهم من الإناث، تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا عند بدء الدراسة.

ومن أجل تقييم مخاطر الانتحار، أجرى الباحثون استبيان السلوك الانتحاري المنقح (SBQ-R)، والذي يسأل عن محاولات الانتحار السابقة، وتكرار الأفكار الانتحارية، والتهديد بالانتحار، واحتمال الموت بسبب الانتحار. وتتراوح الدرجات من 3 إلى 18، مع درجات أعلى من 6 مما يعني أن المشارك لديه مستويات إكلينيكية لمخاطر الانتحار.

بينما لا توجد روابط واضحة بين الاستخدام والمخاطر بالنسبة للبنين والرجال، ظهرت اتجاهات مؤكدة عند البنات والسيدات، يزداد خطر الانتحار في ظل 3 شروط:

1- بدء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مبكرًا (13 عامًا أو قبل ذلك).

2- الإفراط في استخدام السوشيال ميديا ومشاهد التلفزيون لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل في اليوم.

3- زيادة وقت الاستخدام مع تقدمهن في السن.

وذكرت كوين أن هذا النمط المحدد الممزوج بالميول الاجتماعية للفتيات الصغيرات قد يجعلهن أكثر عرضة للإقدام على الانتحار.

وقالت: “تُظهر الأبحاث أن الفتيات والنساء بشكل عام متناغمات جدًا في العلاقات ولديهن حساسية زائدة تجاه الضغوط الشخصية، وأن وسائل التواصل الاجتماعي تركز على مثل هذه العلاقات”. وقد تجعلهن هذه الميول أكثر عرضة للتأثيرات السلبية على الصحة العقلية، بسبب المقارنة المستمرة، والخوف من الضياع، والتسلط الإلكتروني المحتمل عبر الإنترنت.

بالنسبة للبنين والمراهقين من الذكور، ارتبطت ألعاب الفيديو بزيادة مخاطر الانتحار، بالإضافة لتعرضهم للتنمر عبر الإنترنت داخل الألعاب، مثل الألعاب أونلاين التي تتيح للاعبين التحدث مع بعضهم البعض عن طريق سماعات الرأس.

وتقول كوين: “أكثر ما أدهشني هو عدم وجود مؤشرات تنبؤ على المدى الطويل للأولاد”، على الرغم من تحديد ألعاب الفيديو والتنمر عبر الإنترنت على المدى القصير”.

توصي كوين، وهي ليست باحثة فحسب، بل أم أيضًا، بأن يراقب الآباء وقت الشاشة ويشجعون النقاش المفتوح حول تجارب أطفالهم.

وعلى موقعها الإلكتروني، يمكنك أيضًا العثور على منهج نفسي للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، مع مقاطع فيديو تهدف إلى تعزيز اليقظة والتفكير أثناء استخدام السوشيال ميديا من أجل استخدام أكثر وعيًا.