تامر أمين.. قصة تحول مذيع في 10 سنوات

أحمد عدلي

قبل أكثر من 10 سنوات بقليل كان تامر أمين أحد أهم نجوم التوك شو في مصر، فالإعلامي الذي ورث المهنة عن والده وشقيقه كان يقدم أحد أهم برامج التلفزيون المصري وهو “البيت بيتك” ثم نسخته الأخيرة “مصر النهارده” على شاشة تلفزيون الدولة الرسمي، محاورا أهم الشخصيات ومتناقشا وطارحا للقضية في المجتمع بما يتسق مع وجهة نظر الدولة.

لكن تامر الذي حصل على فرصة ذهبية في التلفزيون المصري دفعته نحو النجاح، لم يجد نفس عوامل النجاح خارجه ليس فقط بسبب أرائه السياسية خلال الفترة التي أعقبت خروجه من التلفزيون المصري، ولكن لأسباب عدة مرتبطة بقوة المنافسة وتغير قواعدها، فلم يعد التلفزيون المصري هو المصدر الرئيسي لكافة المعلومات، ولم تعد برامج التوك شو محصورة في المنافسة بين 4 برامج فقط.

نرشح لك: الأزمة الكاملة لـ تصريحات تامر أمين عن الصعيد

في مسيرته من 2011 وحتى اليوم، شارك تامر أو قدم عدة برامج توك شو حظيت بنسبة مشاهدة عالية قبل مشاركته فيها، لينضم ويخرج منها دون أن يشعر الجمهور بوجوده في كثير من الأحيان، بل أن بعض هذه البرامج فقدت جزء كبير من قوتها ومشاهدتها خلال فترة تقديمه لها بداية أهمها برنامج “الحياة اليوم” الذي كان يصنف وقت مشاركة تامر في تقديمه بأنه الأكثر مشاهدة.

من روتانا إلى الحياة وصولا لقناة النهار، لم يترك تامر أمين بصمة في المحتوى الذي يقدمه، لم تجد له انفراد حقيقي يضيف للبرنامج الذي يقدمه، لكن ما ستجده هو محتوى يعبر عن وجهة نظره الشخصية ويرصد التحولات في أرائه وتعليقاته التي تثير الجدل باستمرار، والانفعالات والصوت المرتفع في مواجهة المشاهد.
فقد تامر أمين بوصلته منذ خروجه من التلفزيون المصري حتى مع حصوله على فرص عديدة جيدة ومميزة، لم يدرك التغيرات التي حدثت في الإعلام يتحدث وكأن الزمن توقف قبل 2011، لم يعد يعرف أن أسلوب الصوت المرتفع ليس له نتيجة وأن أراء المذيع حتى وإن تحدث بها يجب أن تكون موثقة.

رغم خبرته التي تجاوزت أكثر من 20 عاما بالعمل الإعلامي إلا أن متابعة بسيطة للمحتوى الذي يقدمه تامر أمين ستجد نفسك أمام مذيع يقدم رأيه في كل شيء حتى لو يكن يفهم فيه بشكل جيد ومعمق، مذيع يحاول ادعاء الفضيلة أمام الشاشة لإرضاء قاعدة يعتقد أنها الأكبر من مشاهديه، وفي نفس الوقت مذيع لا يتوقف عن توجيه الانتقاد واللوم لزملاءه وكأنه مسؤول عن إدارة المشهد الإعلامي.

جمهور 2021 يختلف عن جمهور ما قبل 2011 حيث سطع نجم تامر وكان كثيرون ينتظرونه أمام باب ماسبيرو لحل مشاكلهم، هو اليوم يحاول إعادة نفس المشهد عندما التقى من قال أنها معجبة تطلب لقاؤه، يريد تامر أمين الأضواء كنجم يتحدث الناس عنه وليس كمذيع يقوم بعمله الإعلامي.

لم يدرك تامر كثير من المتغيرات بداية من وجود آليات عديدة لحل المشكلات دون اللجوء إليه أو لغيره من الإعلاميين وصولا إلى اختلاف طبيعة الجيل الحالي فيما يتعلق بأولوية الاهتمامات التي يرغبون في التعرض لها، ليظل تامر أمين مطلا على شاشة النهار في “آخر النهار” 2021 بنفس أسلوبه في “مصر النهارده” عام 2010.