محمد حسن يكتب: مباراة القمة على ستاد "قُريش"

لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ، معركة حقيقية تخطت مرحلة التراشق اللفظي وتخطت كل المنطق والمعقول ، حين يتعلّق الأمر بالكرة في مصر فاترك الهدوء والمنطق والعقل ، ستبدو كل الشخصيات اللطيفة التي تعرفها من أصدقاءك علي فيسبوك وتويتر إلي أشباح ، وستتحول تلك الصور الذهنية الجميلة الي تماسيح تسبح في نهرٍ عكر ، حتي هؤلاء الفنانين والشعراء الكُتّاب والصحفيين ، سيتحول الكل بشكل مزعج ، إذا أردت معرفة أخلاق أحدهم سريعاً فحدّثه عن الكرة ، وقتها سينسلخ القناع عن الوجه الحقيقي ، أزمة طاحنة ومعركة شهدت انهيار كل شئ أمام السعي لإنتصارات مزيفة أمام الجماهير الملتهبة الطامحه لإمعان الخصم في الذل والهوان ، مباراة يسعي الأهلي لنقلها من الجونة إلي أحد الإستادات الأُخري لأسباب تبدو منطقية ، تتحول إلي شد وجذب ، وتراشق معتاد علي الفضائيات ينتهي الأمر بإعتذار غير مفهوم من سيد عبد الحفيظ “أنا أسف للمرة المليون” ، رغم ان وجود المستشار معلوم أسلوبه لدي الجميع ؟!

 
الفضائيات تتعامل مع تلك الأزمات بفرحة طفل وجد مدينة الملاهي بعد غياب ، تتعامل مع رئيس نادي الزمالك علي أنه فرس الرهان والكارت الذهبي الذي ينتج إعلانات ومشاهدات وزيارات للمواقع لاتنتهي ، جمهور الزمالك يرفض رئيسه في تعامله مع كارثة الدفاع الجوي التي سقط فيها اثنان وعشرون قتيلاً من مشجعي الفريق ، بينما يُثمّن الجمهور مجهوداته في ضم اللاعبين الجُدد والضغط علي المنافس في تعاقداته والمزايدة عليه والتنكيل برئيس ناديه وسبّه أناء الليل وأطراف النهار.

التعطش للبطولة والشعور بالظلم لسنوات طويلة أدي في النهاية لحدوث خلل واضح في المعيار والمقياس ، وأدي في النهاية إلي التنكيل بالمنافس الذي يعكف البعض من جماهيره لسحق جمهور الأبيض أيضا أينما حلّ وارتحل ، مشهد لعين وغالبية تُتاجر بأحلام البسطاء ، ولاعجب إذا ان تجد كلمات من نوعية “لماليم” و “زناطير” تكتسح مواقع التواصل ، بغضاء وكراهية مرعبة تقض مضجع الموتي في قبورهم ، تنبش الأحياء في قلوبهم ، إذا كان تصرف رئيس النادي الأهلي يعتبر ذكاء بإستخدام الأولترا وطاقتهم المُرعبة في تلك المعركة ، لكنّه تلميح خطير لأنه أقحم نفسه مع الدولة التي تريد بين عشية وضحاها أن تتخلص من صداع الأولترا المزمن ، في صراع غالباً ستنصر فيه الدولة المستشار علي المهندس لأنه أحد أذرعها في القوية حالياً ، أريد في تلك اللحظة أن أتوقف لأُخبر عم جاب الله ان الزمن الطيب مش جاي كما كان يزعم في مسلسل سوق العصر ورئيس النادي الذي ينكّل بأمهات كل الخصوم عن طريق سبّها والحط من قدرها يؤكد ذلك ولاتنتظر في عهده أي تقدم ملموس علي مستوي سلوك الجماهير التي أصبح معشوقها الأول في الكوميكس والأفشات .

لو عدت إلي مواقع التواصل ستشعر انك عدت إلي عهد قريش في الأفلام القديمة ، طيور ظلام حيث الشوارب والحواجب التي تزن جرامات ، وجوه تبالغ في القبح والسوء ، وعقول أكلها الصدأ من قلة القراءة والثقافة وكثرة الفراغ ، والإعتماد علي صفحات يديرها مجموعة من الأشباح التي لا تعرف أبسط قواعد اللغة ، موضة تشجيع الفتيات للكرة من باب “الروشنة” ووضع قلوب بجوار اسم باسم مرسي او عمرو جمال ، كأنك في سوق الجواري ، التحفيل علي خصمك اللعين من وجهة نظرك من خلف الشاشة ، ما هذا القبح ، ولا أحد مسؤول ولا أحد يحاسب ولا أحد يريد ، ولا أحد في تلك الدولة العريقة ستجده مسؤلاً عن أخلاقيات الأجيال الصاعدة ، ولن تجد نادياً يفكر في تثقيف جماهيره ونشر الوعي والنهوض بالأفكار ، لا يتم استخدامهم الا وقت اللزوم “افتح الباب عشان عندنا طلعة” الي الآن لا أصدق تصدير جماهير الأهلي في وجه الدولة ، والي الآن لا أصدق كيف ترعي الدولة صاحب مؤسسة “أُمك” لسب الخصوم والا فكيف السكوت عن هذا وذاك ، لن أطلب من الدولة “لأن الكدب خيبة” بل سأطلب ممن قرأ ، ارجوك وأشد علي يديك ، ان كان لديك ضمير لازال يشعر ببعض الألم او الحزن الخفيف او التأنيب ان تتوقف عن المهازل ، الصمت في تلك الأوقات عن الإساءة للآخرين والتعقل في بلد مثل مصر الحبيبة ربما يدخلك الجنة مع الصالحين ، اللهم بلّغت اللهم فاشهد .

اقـرأ أيضـاً:

 محمد بركات يكتب: الأهلي vs الدولة

شاهد مباراة القمة على هذه القنوات

.

إقرأ أيضا لنفس الكاتب
محمد حسن يكتب: رمضان كريم السيد

محمد حسن :الفرح

تواصل مع الكاتب من هنـا

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا