لحماية الخصوصية.. إعدادات لا بد من تغييرها في واتسآب

محمد إسماعيل الحلواني

وسط الجدل الدائر حول تغيير سياسة الخصوصية لتطبيق واتسآب، وسيل الشائعات وهجرة المستخدمين إلى تطبيقات بديلة على رأسها “سيجنال” و”تليجرام”، علقت مجلة فوربس الأمريكية على مخاوف الخصوصية قائلة: “نعم.. يمكنك الاستمرار في استخدام واتسآب.. ولكن بعد تغيير هذه الإعدادات أولاً”.

شاهد مستخدمو واتسآب الأخبار المزعجة التي تحذر من التغييرات المفاجئة في الخصوصية، واقترح كثيرون الاستعانة بتطبيقات بديلة. لكن الخبر السار هو أنك لست مضطرًا للقيام بذلك – لا يزال واتسآب مناسبًا للاستخدام – ومع ذلك، فإن الخبر السيئ هو أنك بحاجة لتغيير هذه الإعدادات المهمة للبقاء في أمان.

نرشح لك: بعد انتهاك واتساب للخصوصية.. تعرف على مميزات “فايبر”


تتلخص تغييرات واتسآب، التي أعلن عنها في أكتوبر 2020، في فتح المزيد من مشاركة البيانات مع فيسبوك. كان الأسبوع الماضي هو الأصعب بالنسبة لـواتسآب منذ الكشف عن برامج التجسس الضارة في عام 2019. وقد أدت فكرة أن أكبر تطبيق مراسلات في العالم سوف يشارك البيانات مع أكثر أجهزة البيانات قسوة في العالم إلى انزعاج واسع النطاق.

ستبقى بياناتك الأكثر خصوصية وحساسية على واتسآب، بما في ذلك رسائلك، وللأشخاص الذين تتواصل معهم؛ يتم تشفير الرسائل من طرف إلى طرف عند إرسالها – يمكنك أنت والجانب الآخر لكل رسالة فقط فك تشفير محتوياتها – حتى واتسآب ليس لديه وسيلة للوصول إلى المحتوى أثناء نقل الرسائل، في حين أن الرسائل الموجودة على هاتفك محمية بأمان جهازك المعتاد.

لكن المشكلة المثارة مؤخرًا تكمن في البيانات الوصفية – أي: بعض الأسئلة التي تبدأ بأدوات الاستفهام (مَنْ ومتى وأين) عن رسائلك، بالإضافة إلى جهات الاتصال والمعلومات الخاصة بجهازك.

يجمع واتسآب الكثير من البيانات، أكثر بكثير من “سيجنال” و”تليجرام” وiMessage. ولكن عند مقارنته بتطبيقات مثل فيسبوك وتيك توك، فإن واتسآب يجمع القليل للغاية.

وعلى الرغم من أن هذه التغييرات الرئيسية الجديدة لا تمثل تهديدًا لخصوصيتك وأمانك كما يبدو، إلا أن هناك تهديدات حقيقية ومخاطر حقيقية مع واتسآب. نعم، يمكنك الاستمرار في استخدام التطبيق، ولكنك تحتاج إلى تغيير إعداداتك لاستخدام التطبيق بأمان.

أولاً: تحتاج إلى منع المحتوى الضار المُرسَل إليك على واتسآب من إصابة هاتفك ببرامج ضارة عن طريق تجنب الروابط والمرفقات غير المعروفة. تحتاج أيضًا إلى تعطيل خيار الحفظ التلقائي للصور في ألبوم الصور أو المعرض بهاتفك، فلا أحد يرغب في منح ملفات غير معروفة إمكانية الوصول إلى الهاتف.

والأهم من ذلك، هناك نوعان من الإعدادات الأخرى التي تعرض خصوصيتك للخطر بالفعل والتي يجب عليك تغييرها. على عكس تغيير شروط الخدمة الجديدة، فهذه أيضًا تعرض محتوى رسالتك الفعلي للخطر.

ثانيًا: إن أكبر مخاطرة على واتسآب هي احتمال تعرض حسابك للسرقة – وهذه كارثة تؤثر على عدد كبير من الأشخاص كل أسبوع. وعلى الرغم من أن المهاجم الذي يستولي على حسابك لن يتمكن من الوصول إلى محفوظات رسائلك السابقة، إلا أنه سيتلقى جميع الرسائل المرسلة إليك أثناء تحكمه في حسابك، وسيرى جهات الاتصال الخاصة بك في كل مجموعة من مجموعاتك وفي أي رسائل جديدة مستلمة. عليك إذن إضافة رقم PIN لتطبيقك.

نرشح لك: واتساب يطلق 5 ميزات جديدة.. تعرف عليها


ثالثًا وأخيرًا:
تتعلق الإعدادات التي ينبغي تغييرها في هذه النقطة بأكبر ثغرة في خصوصية واتسآب – أي: النسخ الاحتياطية. بينما يتم تشفير رسائلك على واتسآب من طرف إلى طرف أثناء إرسالها وتصبح محمية بأمان الهاتف عند استلامها أو حفظها، إذا كنت تستخدم خيار واتسآب لنسخ سجل الدردشة احتياطيًا إلى سحابة آبل أو جوجل، إذن هذه النسخ الاحتياطية غير محمية بواسطة هذا التشفير من طرف إلى طرف، مما يبطل الغرض من التشفير التام بين الأطراف في واتسآب.

تردد كثير من خبراء الاتصال في التوصية بتعطيل هذه النسخ الاحتياطية، نظرًا لأن خطر فقدان الهاتف يعني فقدان سجل الدردشة. ولكن بالنظر إلى الضجيج من منافسي واتسآب، مثل “سيجنال” الذي لا يقدم نسخًا احتياطية سحابية نظرًا للمخاطر، فمن المحتمل أن يكون الوقت مناسبًا لتعطيلها الآن.