حكاوي العكاوي .. حكايات من الأكل و عن الأكل

مينا فريد

إيه هو الأكل ؟
الأكل: الشريك الحي العاطفي المبدع المتجدد لكل لمة و حدث.
فرح/ حزن/ قرب/ بعد..
العيش و الملح..
عهد القبول و المحبة و الصداقة..
لمة العيلة ووحدتها..
ملتقى الصحبة..
فرحة النجاح..
إكرام الضيف..
الأصول و الواجب..
و هدايا الحبايب..
تحلية البؤ..
و فخركل عيلة و تنافس ستاتها و الضحك اللي من القلب.. بيبقى حوالين الأكل.
“ليه مايعملوش مسابقة ملكة جمال المكرونة البشاميل؟”
مين فينا معندوش ذكريات مع حبايبه في الأكل ؟ سواء اللي عايشين ولا اللي سبقونا..
و حتى ذكريات كل واحد مع نفسه و هو وحيد.
دايما أول كل حاجة بتبقى أحلى حاجة.
فاكر أول مرة تشوف في إعلان تليفزيون لنوع أكل مش موجود في بيتك ..؟
البيتزا اللي بتشد منها الجبنة..و تتمنى تجرّبها..
سؤالك و إنبهارك هي دي بجد؟
دجاج بالخلطة السرية.. بلون دهبي يشد العين..
ساندوتش برجر مشوي ع اللهب وبنات حلوات يغنوا ليه و يقولوا ده جنان..
صوت أمك بيرن في ودانك : “أكل بره ده مش نضيف” “شوف بفلوس الساندوتش الصغيّر ده نجيب فرخه و ناكلها كلنا”
ده غير أكل الشارع البسيط..
ساندوتشين كبده من ملك الكبده في الموقف..
أي موقف..
و هل فيه حد بيبيع كبده مش ملك؟
مسمط يطبطب على قلبك بدفا شوربة الكوارع ف الشتا..
و رغيف مشكل بسلطة طماطم بالجرجير.
ريحة الطعمية المقلية الفجر و ريحتها مالية الشارع و حبايبها متجمعين حوالين الطاسة بالقراطيس اللي كانت زمان أخبار جرايد مهمة..
و هل فيه خبر أهم من إن الطعمية طلعت سخنة م الزيت ؟
أيام حلوة كتير جمعنا فيها الأكل..
لمة العيلة يوم الجمعة الضهر.. برنامج سر الأرض شغال و إنت شامم في مطبخ بيتكم طشة الملوخية و تحميرة الفراخ..
و يوم فيه طبخة أورديحي ..
و بليل كوباية شاي و جبنة قديمة و فطيربيتي قدام مسلسل ليالي الحلمية..
كباب و كفتة يدخل بيهم أبوك عليك في ليالي الحنيّة..
خروجة بمصروفك كله لإستكشاف مطعم جديد..
و ميعاد غرامي و إنت في بداية مراهقتك في مطعم هادي و بعيد ..
إدراكك إن أكل أمك مش أحسن أكل..
و الشارع فيه أكل أحلى كتير..
و بعده شوقك ليه أما بتكبر شوية وتعيش لوحدك و تفتقد لمة البيت ..
“عملهالك بإيدي”
صينية الساندوتشات اللي بتدخل و إنت بتذاكر مع صحابك..
الأكل اللي بيتعمل بنفس من اللي بيحبونا لينا ..
نفس الحبايب..
و ريحة أكل الحبايب..
ده غيرالكلام المسكراللي اتعودوا يقولوه الحبايب.
أكل الجيش و المدينة الجامعية..
“اللي ياكل على ضرسه ينفع نفسه “.
أكل في إجتماعات شغل و نقاشات, فطار جماعي لموظفين الشركة..
“اللي ماشبعش على طبلية أبوه عمره ما يشبع تاني”.
“هتبوظ الطبخة عشان بصاغ ملح؟”
أمثال جدتك اللي بتعبرعن حبها كله بالأكل..
“أغرفلك؟”
“بالذمة كدة كلت؟”
“كلها ده انا عملاها من ايدي “
تعليمات أمك اللي بتفضل محفورة في ذكرياتك حتى و إنت كبيرو تفتكره و تضحك..
“لو ماخلصتش طبقك الأكل هيجري وراك يوم القيامة”
دعاء أبوك قبل الأكل اللي بقيت لا إراديا تقوله و إنت بتفتكره..
“اللهم دمها نعمة و أحفظها من الزوال”
تعليمات أمك تسمّي قبل ما تاكل, اللي بقيت تقولها لولادك..
و مزيكا تيجي في ودنك بالصدفة تفتكر أول مرة سمعتها و إنت برضه بتاكل.
كل ده جزء صغير من الذكريات المرتبطة بالأكل.
الأكل و المزيكا و الإعلانات كلهم إرتبطوا بطفولتنا كمواليد للتمانينات و للتسعينات و كانت الحياة أصعب كتير من دلوقتي.
سامع الصوت ده ؟
ده صوت الخلاط ..
عقبال ما العصير ييجي ..
هحكي معاكم تجارب شخصية جدا عن الأكل و مع الأكل ..
الحقيقة هي تبدو شخصية .. بس أما ندخل جوا هتلاقيها شبه تجاربك بالظبط..
إحنا آخر جيل كان شبه بعض..
جهّز نفسك ..
المنيو كبير و طويل.
من أول عربيات الدوم و الترمس و البطاطا بالتوابل على ناصية شارع المدرسة مرورا بساندوتشات الطعمية لحد السوشي و في النص حكايات عن الأكل الأفغاني و اللبناني و السوري و التركي و الأفريقي و الخليجي.. كل مطعم منه حكاية و كل أكله و ليها ذكريات و مواقف..
كلها هتبقى في حكاوي العكاوي ..