أندرو محسن: 12 ملاحظة على طريقي

تقترب حلقات كل المسلسلات من نهايتها و قد أظهر كل مسلسل ما في جعبته لجذب المشاهدين ناحيته و إقناعهم بأن يكون على قائمة الأفضل هذا العام، إلا مسلسل طريقي الذي يدفع في كل حلقة جديدة بدفقات من الجمال تجعله ليحتل مكانًا في قائمة الأفضل هذا العام.

أندرو محسن
أندرو محسن

1- طاقم التمثيل هنا هو الأفضل على الإطلاق،من دون الاستعانة بنجوم من الصف الأول و بمساعدة مجموعة من الشباب كان مستوى التمثيل سواء في الأدوار الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة جذابًا و يصعب انتقاده سلبًا ، و يتفوق على بعض المسلسلات التي امتلأت بالنجوم دون تقديم أداء جيد.

2- الجميلة “ياسمين صبري” في دور “نادية” صديقة “دليلة”، ليس هذا دورها الأول و لكنها لم تلفت الأنظار لموهبتها قبل هذ الدور، الأداء المثالي لدور البنت “الشقية” التي تحب أن يحبها جميع الرجال دون أن تقع هي في حب أحدهم ، لتثبت أنها ليست مجرد فتاة جميلة تقوم بالتمثيل و لكنها ممثلة جميلة ، و الجمال يليق بها.

3- في دور صغير جدًا يجذب “خالد كمال” (كرم المينا) الأنظار ، الطريقة التي ينطق بها الكلام و حركة عينيه و حتى وقفته جميعها رائعة ، تجعل المشاهد دائمًا ينتظر المزيد من مشاهده.

4- خبأت لنا الحلقات الكثير لنكتشفه تدريجيًا عن شخصية “يحيى المنيسي” ، و مع كل ملمح جديد يظهر من الشخصية يزداد تألق “باسل خياط” للإمساك بالشخصية و السيطرة عليها مقدمًا شكلا فريدًا من أشكال الحب السادي من خلال أداؤه للدور.

5- هل هناك من سادية و حب أكثر من أن يحتضن “دليلة” بقوة و تلتمع عيناه و هو يقول لها: “إنتي بتاعتي يا دليلة ، بتاعتي أنا بس “. مشهد يبقى في الذاكرة .

6- استمعنا إلى الأغنية الثالثة داخل المسلسل “على مين الملامة” من كلمات “نادر عبد الله ” و ألحان “وليد سعد” و على عكس الأغنيتين السابقتين قام بالتوزيع هنا “خالد نبيل” و ليس “أمين بو حافة” ، و ربما جانبهما التوفيق في ذلك حيث جاء توزيع الأغنية أقرب إلى التسعينيات و ليس السبعينيات التي تدور فيها أحداث المسلسل.

7- صارت الصفعة التي تلقتها “شيرين” بعد الأغنية مثار حديث ، و لكن لفت انتباهي بالأكثر التمهيد للصفعة . “يحيى المنيسي” يقترب إلى الراديو و يرفع صوته و بنهاية الأغنية يمد كفه لها ليرفعها عن الأرض برقة ثم .. يصفعها . هذ ا البناء كله هو ما أعطى للصفعة هذا الوقع الذي أحسسنا به.

 
8- المسلسل الوحيد هذا العام الذي يدفع للإمساك بورقة و قلم و أنت تشهاده لتدوين عبارات الحب الفاتنة التي يؤلفها “تامر حبيب” ، اخترت منها تعريفًا جديدًا للحب تقوله “سهير” لشقيقها : ” الحب إنك تجيلي أنا بقى أختك اللي مش باشوفك في السنة غير مرة واحد بس عشان تقعد تكلمني عنها”

9- هذه العبارات الجميلة ليست مقصورة على قصص الحب فقط و لكن على جمل الحوار العادية في المسلسل ، فنجد “دليلة” تخاطب ابنتها التي ما زالت حبلى بها فتسمعنا عبارة رقيقة أخرى: ” عارفة إن انتي كمان صعبانه عليا عشان إنتي محبوسه جوايا “، هل هناك أرق من هذا ؟

10- ليست جودة الحوار هي ما يميز نص “تامر حبيب” و لكن أيضًا سرعة الأحداث، في الحلقة العشرون تطلب “سلوى” من والدها السفر، في الحلقة التالية نجد من يسأله عن سبب حزنه “كل ده عشان سلوى سافرت ؟” فيدرك المشاهد أنها سافرت ، هكذا بمنتهى البساطة .

11- يتلاعب المخرج “محمد شاكر خضير” و مدير التصوير “تيمور تيمور” بنا في أكثر من مشهد لإثارة تساؤلاتنا ، فنجد الأم “سوسن بدر” تتحدث مع شخص ما و أمامها على الطاولة صورة ابنها المقتول، و تتحرك الكاميرا ببطء أثناء الحوار مخبأةً الكرسي أمامها حتى تكشف في النهاية عن خلوه و نكتشف تدريجيًا أنها تتحدث إلى الصورة .

12- كذلك يضع مهندس الديكور “علي حسام” بصماته بقوة على المشاهد مشتركًا في إكمال الصورة الجمالية للمسلسل. بالعودة إلى الحلقة التاسعة عشر، في مشهد وجود “سيد” و “كرم المينا” في منزل “وصال”. في لقطة واحدة ستجد المنزل بأثاثه ذو الشكل القديم و المفارش القديمة أيضًا على طاولة الطاعم التي يعلوها صدفة البحر التي كانت تستخدم كنوع من الديكور في المنازل. في الخلفية دهانات ذات لونين البيج في النصف العلوي و الأخضرفي النصف السفلي كما كان معتادًا قديمًا، على الحائط ستجد مرآة عتيقة و ستلمح تشققات الجدار و الدهان المتآكل. كل هذه التفاصيل و هذا الاهتمام في لقطة واحدة تدوم أقل من 5 ثوانٍ في منزل ظهر في الأحداث حوالي 3 مرات فقط.هكذا يكون الديكور .

اقرأ أيضًا:

أندرو محسن: 17 ملاحظة على “لعبة إبليس”

أندرو محسن: 21 ملاحظة على ألف ليلة و ليلة 2015

أندرو محسن : 13 ملاحظة على تحت السيطرة وطريقي و أستاذ ورئيس قسم

أندرو محسن : 22 ملاحظة على 3 مسلسلات   

أندرو محسن: 24 ملاحظة عن طريقي والعهد وأستاذ ورئيس قسم