مهندس بريطاني يكشف تفاصيل بناء موانئ ومطارات الشارقة

محمد إسماعيل الحلواني

مثل العديد من الأشخاص الذين انتقلوا إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل، خطط المهندس ميل ستيوارت للبقاء لبضع سنوات فقط ومن ثم بعدها يعود للاستقرار في المملكة المتحدة، ولكن الحياة كانت لديها خطة مختلفة للمهندس البريطاني. وأمضى ستيوارت، البالغ من العمر80 عامًا، أكثر من 40 سنة في الشارقة، حيث عمل وساهم في تنفيذ بعض المشاريع العملاقة في الإمارة.

عمل السيد ستيوارت في البداية كمهندس ثم كمستشار للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وكان له مقعد في الصف الأول في التطوير المذهل للإمارة.

نرشح لك: بعد العثور على مولود في حمام المطار.. السلطات القطرية تجري تفتيشا ذاتيا للسيدات

وتقول صحيفة The National إنه الآن أحد الأشخاص القلائل الذين حصلوا على الإقامة الدائمة. ويبدو أنه يمتلك هذه الموهبة، وقدرًا غزيراً من البصيرة في تنفيذ مهامه، وقال ستيوارت للصحيفة: “عندما حضرت إلى هنا كان عدد سكان الشارقة حوالي 40.000. انظروا إليها الآن. ربما كانت دبي أكثر قليلاً، وانظر إليها الآن. انظر إلى البنية التحتية التي تم تطويرها. إن التعمير يسري في دمائهم. هم طراز جيد من البشر، طراز مجتهد على نحو لا يصدق. لا يوجد مكان آخر في العالم حقق ما حققوه في حياة واحدة”.

انتقل ستيوارت لأول مرة إلى الشارقة في عام 1974 مع شركة هالكرو الهندسية البريطانية ليعمل كمهندس في ميناء خالد في الشارقة، وكان يعتزم البقاء لمدة عامين فقط. ثم تركزت مهامه على الواجهة البحرية في منطقة المجرة، مع القليل من مشروعات التطوير الداخلية.


وعندما بدأ ستيوارت العمل مع الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأول مرة، أعجب ستيوارت بنهج الحاكم العملي. كان الحاكم يزور في كثير من الأحيان مشروع ميناء خالد ويقدم اقتراحات. لقد فهم الرسومات الفنية لأنه حصل على شهادة في الهندسة الزراعية. وقال ستيوارت: “كان يفحص الأشياء، ويخرج الرسومات ويقول هل يمكننا إخراج حاجز الأمواج والضغط لبناء رصيف آخر هناك؟”.

ويتذكر ستيوارت أيضًا أنه في عام 1975 رسم القاسمي بيده التصميم الشهير ذي القباب الثلاثة لمطار الشارقة الجديد الذي افتتح بعد ذلك بعامين فقط. وبعد انتهاء العمل في ميناء خالد في عام 1976، تقاعد مدير شركة هالكرو في الشارقة. وقدمت الشركة العديد من كبار المهندسين كبديل محتمل ولكن الشيخ الدكتور سلطان تدخل وطلب من ستيوارت، “رجل الميناء”، الذي كان يبلغ من العمر 36 عامًا فقط، أن يتولى هذا الدور.

في عام 1991، حصل ستيوارت على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدمة المصالح التجارية البريطانية في الإمارات العربية المتحدة. وعلم الشيخ الدكتور سلطان بهذه الجائزة وقبل أن يتسلمها ستيوارت، فاجأه الحاكم بحفل خاص به – قدم له “مفتاح مدينة الشارقة” من الذهب الخالص.

فيما قال ستيوارت: “لقد كانت مناسبة مؤثرة للغاية، كان ذلك ذروة مسيرتي المهنية.”

وعندما حان الوقت لتقاعد ستيوارت في عام 1998 طلب الشيخ الدكتور سلطان الانضمام إليه كمستشار. وعمل في مكتب الحاكم لمدة 10 سنوات أخرى وعندما تقاعد السيد ستيوارت حصل على الإقامة الدائمة ونشأ ولداه وهو يعيش في الشارقة حتى يومنا هذا.

وعلق: “لقد كانت مهمة مثيرة للتأمل – أن تكون مسؤولاً عن تنفيذ جميع مشاريع البنية التحتية في الشارقة وأن تكون لديك علاقة عمل مباشرة مع الرجل الأول في الشارقة”.