8 مواقف بكى فيها محمد حسنين هيكل

إسلام وهبان

صدر حديثا عن دار ريشة للنشر والتوزيع، كتاب “هيكل.. المذكرات المخفية”، للكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز، والذي يتناول من خلاله سيرة الكاتب الصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، من خلال ما تركه من إرث كبير ومتنوع ما بين الكتب والحوارات والمقالات التي كتبها أو كُتبت عنه.

ومن المعروف أن “هيكل” لم ينشر حتى وفاته مذكراته الخاصة، إلا أنه ذكر الكثير عن حياته وعلاقته بكبار رجال الدولة وملوك ورؤساء الدول الأخرى، وشهادته على كثير من الأحداث التاريخية من خلال كتبه وحواراته، والتي استقى منها “الباز” مذكرات هيكل المخفية.

نرشح لك: قريبا.. محمد الباز يكشف عن المذكرات المخفية لـ “هيكل”

وفي ذكرى ميلاده التي توافق 23 سبتمبر 1923، نستعرض أبرز 8 مواقف بكى فيها “هيكل”، حسبما جاء في كتاب “هيكل.. المذكرات المخفية”، وذلك فيما يلي:

20 أكتوبر 1948
كانت هذه هي المرة الأولى التي يبكي فيها بعد عمله في الصحافة، وكان ذلك حينما رأى الجيش المصري يستعد للانسحاب من مدينة المجدل، بعد الهزيمة في حرب 48، ويقول هيكل “وقفت على سفح الهضبة العالية التي تقبع فوقها غزة، ولم أشعر إلا وأنا أغطي عینی بیدی باكيا أنهنه وأذرف الدموع كأنها جمرات نار”.

2 يناير 1952
هذه المرة كانت وقت حريق القاهرة، وكان الأستاذ حينها في مكتبه في أخبار اليوم، وعندما سمع خبر اندلاع النيران في عدد من الأماكن بالقاهرة، خرج ليرى الوضع بنفسه لكنه لم يتمالك دموعه وهو يرى العاصمة تحترق، فيقول “خرجت إلى شارع فؤاد وإلى شارع سليمان باشا وإلى شارع قصر النيل وإلى شارع إبراهيم باشا كانت ألسنة اللهب في كل مكان، وكانت الفوضى هي التي تحكم وتملك.. كانت الشوارع مغطاة بالرماد وبقطع الخشب التي ما زالت تشتعل والنار تسري فيها بعد أن أحالتها إلى فحم، وعاد إلى نفس الشعور الذي أحسست به في غزة”.

1 أكتوبر 1970
الصداقة الطويلة والكبيرة بين هيكل والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، جعلته يرافقه حتى اللحظات الأخيرة في حياته، ويكون بجواره وهو على فراش الموت، ورغم أنه لم يبكي أمام هذا الموقف، إلا أنه بكى في اليوم التالي عند تشييع جثمانه يوم الخميس الأول من أكتوبر 1970، ويقول هيكل “ظللت أياما بعد الرحيل لا أقدر على التصديق، وأياما أخرى أعقبتها لم أتمكن من التخيل، فقد كانت هذه هي سفرته الأولى التي يذهب فيها ولا أكون رفقته. ثلاثة أيام انقضوا بين لحظة الرحيل حتى هجع في مثواه الأخير، كفئا أبيضا طاهرا فوق فرشة من الرمال في قبر أقيم على عجل خلف مسجد بناه بنفسه. بدأت الجنازة من مجلس قيادة الثورة القديم على النيل، وما إن طالعت النعش ولاحت لى حقيقة أن جمال عبد الناصر في جوف هذا الصندوق لم أتمكن من مغالبة نفسي، وأجهشت بالبكاء نائيا بنفسي خارج الصفوف”.

نرشح لك: عن الفن والسياسة.. أم كلثوم تسأل و”هيكل” يجيب


19 نوفمبر 1977
هذا التاريخ يعني للمصريين والعرب الكثير، وقد تغير المشهد السياسي في الشرق الأوسط من بعده، وهو يوم زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس، وقد حاول وقتها “هيكل” أن يبتعد عن الأحداث ويسافر إلى الإسكندرية، إلا أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من سماع الأخبار عبر الراديو، وهو على شاطئ ستانلي، يتنقل بالمؤشر بين مختلف إذاعات العالم، لتنتابه حالة من البكاء حينما سمع أن فوج من مقاتلات السلاح الجوي الإسرائيلي يحلق في السماء لاستقبال طائرة السادات، ويقول هيكل ” لم أتمالك نفسي ولا أعرف لماذا لحظتها، فإذا أنا أغطي عيني بكفي وأجهش في بكاء، ولم أستطع ضبط مشاعري إلا عندما أحسست بيد تمس كتفي في رفق والتفت لأجد طفلي الصغير حسن يرقبني بعينين تملأهما الدموع والدهشة شاعرا أن شيئا ألم بي، ولكن مداركه لا تسعفه بتفسير هذا الذي لم يعهده في من قبل . أثبته والدته ملتمسة منه أن يعود إلى الكابينة”.

28 سبتمبر 1981
هذه المرة من داخل سجن طرة، في فترة اعتقاله، وخلال الاحتفاء بذكرى رحيل عبد الناصر، وكنوع من التصدي لكل ما كان جاريا ، كان الرئيس السادات أيامها في بداية النهاية، وفي الصباح سرت شائعة بأنهم يجهزون معتقل جبل الطور في صحراء سيناء لترحيلهم إليه قبل المغيب. في المساء تزاحم الخطباء يرثون الرئيس ناصر من خلال قضبان سجن السادات. وكان هيكل منذ بداية اليوم يشعر أن هناك دمعة مترددة تغشى باب العين لكنه لم يذرفها، لكن في لحظة من لحظات هذا اليوم تذكر تفاصيل اليوم الأخير من حياة عبد الناصر، وتذكر آخر كلماته في آخر مكالمة تليفونية سمع فيها صوته وهو يقوله له أنه بحاجة إلى استراحة، ما جعله لا يتمالك نفسه ويبكي على فراق رفيقه وما آلت إليه البلاد.

نرشح لك: “أساتذة” الأستاذ محمد حسنين هيكل

6 أكتوبر 1981
بكى هيكل حينما سمع خبر اغتيال السادات، وكان وقتها معتقلا داخل سجونه، لكن بعد تأكده من خبر الوفاة لم يرى لحظتها سوى أنه كان صديقا له طيلة 20 عاما، وأنه رافقه لسنوات طويلة وكان محبا لابنه حسن.

1 أكتوبر 2003
كانت هذه المرة بعد المقال الذي كتبه “الأستاذ” في جريدة الأهرام، في سبتمبر 2003، بعنوان “الاستئذان في الانصراف”، والذي تحدث فيه عن رغبته في التقاعد والابتعاد عن الصحافة، بعد ما قدمه لصاحبة الجلالة، ليجد بعدها عشرات المقالات ومئات المكالمات تطالبه بالعدول عن هذا القرار، ليجد نفسه يبكي من مشاعر الحب والامتنان التي أحاطت به.

المرة الأخيرة
يقول هيكل “هذه كانت الأكثر وجعا، عندما وجدت ابني أحمد يصارحه بإصابته بورم خبيث، لتفيض مع هذا الخبر الأحاسيس الإنسانية والحنان الأبوي وتحررت جميعا من كل عقل، وإذا بعيني في حالة انهيار كهبوب العواصف ودموعي تنافس الأمطار في انسكابها..”

نرشح لك: في الذكرى الرابعة لرحيله.. 5 كتب لم تر النور لـ “هيكل”