أكاديمي بريطاني يعلن مقاطعة صحافة "مردوخ"

محمد إسماعيل إسماعيل

بعد اعتقاله في احتجاج ضد انقراض الحيوانات بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري مؤخرًا، أطلق الأكاديمي والفيلسوف البريطاني “روبرت ريد” حملته الجديدة بعنوان “داؤود مقابل جالوت” من أجل إحداث التغيير بالقدوة.

يعتقد “ريد” أنه لا يوجد شيء أكثر تهوراً من إنكار الخطر الذي تواجهه الحضارة الإنسانية من التغييرات التي تحدث بوتيرة متسارعة في الأنظمة البيئية والغلاف الجوي. ولا يوجد شيء غير مسؤول أكثر من الهجوم القوي على نشطاء التغير المناخي الذين وصفتهم صحيفة Byline Times الأمريكية بأنهم “من لا حول لهم ولا قوة” عندما يجرؤون على الحديث عن حقيقة التغير المناخي وتأثيراته على الأرض بسبب ما يتعرضون له من هجوم الأنظمة الرأسمالية الشرسة.

نرشح لك: روايات هاري بوتر.. 10 مشاهد لم تظهر في الأفلام بدون سبب

ويظن أن الهجوم على نشطاء التغير المناخي ما هو إلا “نوع من الرقابة على الصحافة الحرة” وكتم متعمد لصرخات غضبهم، واعتبر “ريد” سلوكيات الصحف التي يمتلكها إمبراطور الصحافة “روبرت مردوخ” استجابة لرغبات النخبة الحاكمة في الغرب التي يستفزها ويستفز مصالحها السماع لعبارة “التغير المناخي”.

لكن هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في التناول الإعلامي لقضية التغير المناخي، وأشاد “ريد” بما فعلته مجموعة XR ميديا جروب من تأخير أو منع بعض الصحف المطبوعة ليوم واحد – كصرخة احتجاجية ضد القيود التي تعاني منها الصحافة الأمريكية التي لم تعد حرة. واعتبر “ريد” حجب الصحف بمثابة عصيان مدني جريء لتسليط الضوء على كيفية استيلاء الملياردير مردوخ على على الصحافة البريطانية والأمريكية لصالح أناس غير مقتنعين بواقعية أزمة تغير المناخ، وعلى رأسهم مردوخ نفسه.

وقال “ريد” إن هؤلاء المليارديرات يروجون لرؤية عالمية تهدف إلى القضاء على جهود حماية البيئة وإطلاق الحرية لزيادة السيارات على الطرق وإطلاق العنان للمزيد من رحلات الطيران – ولتذهب إلى الجحيم كافة العواقب والمخاوف التي سوف تنعكس حتمًا على مناخنا ومستقبلنا.

وأشار “ريد” إلى ضرورة التحذير المستمر من الاضطراب الواسع والدائم الذي سيحدث إذا لم تغير البشرية مسارها الحالي في استهلاك الطاقة وغازات التبريد تمامًا.

تابع: “نحن بحاجة إلى إعادة تحديد مكان عالمنا بشكل جذري، لحماية أنفسنا من الفوضى المناخية وفيروس كورونا على حد سواء. نحن بحاجة إلى السفر وحرق الكربون أقل بكثير وليس أكثر من المعدلات الحالية. ويحتاج نظام التشغيل لدينا إلى التغيير عبر العالم بأسره”.

وتعد العقبة الرئيسية أمام فهم الجمهور لحقيقة ظاهرة التغير المناخي هي الصحافة، التي تجسدها إمبراطورية مردوخ. ويعتقد “ريد” حتى نجل مردوخ قد أدرك ذلك.

وكشف نجل روبرت مردوخ، عن التضليل بشأن تغير المناخ الذي يقود إمبراطورية وسائل الإعلام التي تمتلكها عائلته، ورداً على تصرف مجموعة XR ميديا جروب، ضاعفت صحافة مردوخ من قوتها وانخرطت في حملة تشويه ضد مخالفيها في الرأي.

وكان “ريد” نفسه من بين المستهدفين، عندما اعتقل بغرض وقف سيل “المعلومات” التي تثبت وتبرهن أن العالم يعيش حالة طوارئ مناخية حقيقية.

وتعهد “ريد” بمقاطعة وسائل الإعلام التي يمتلكها “مردوخ” لحين تعود إلى الصواب وتنشر أخبار التغير المناخي في صفحاتها الأولى.

وعن مقاطعته يقول: “قد يبدو موقفي خياليًا وقد لا يحقق شيئًا، لكنني آمل أن يكون بمثابة سابقة للإشارة إلى إمكانية التوصل إلى نتيجة أفضل بكثير”.

وقبل عامين، قرر “ريد” التوقف عن مناقشة منكري تغير المناخ على البي بي سي – وهي خطوة ساعدت على تغيير السياسة التي تتبناها هيئة الإذاعة البريطانية تجاه هذا الملف. وهذا الموقف، الذي بدأ كعمل منفرد ظهر بسرعة أنه حملة ناجحة.

تغريدة فارقة

أضاف “ريد”: “أتذكر كيف كان أداء تغريدتي التي أوضحت فيها أنني لم أكن مستعدًا لمناقشة حقيقة المناخ مع كذابي المناخ على البي بي سي، فقد انتشرت بسرعة كبيرة، حيث شاهدها ثمانية ملايين شخص وغطتها وسائل الإعلام العالمية. نتيجة لذلك، انضم العديد من الأشخاص الآخرين لقضيتي، بما في ذلك مدير بي بي سي نيوز السابق ريتشارد سامبروك. وأقرت بي بي سي بعد التغريدة بوقت وجيز، نعم أقرت أخيرًا أنه لا معنى لاستضافة منكري تغير المناخ”.

تابع: “لقد كنت مثل داؤود ضد جالوت – وفزت بشكل غير متوقع. آمل أن يؤدي موقفي من صحافة مردوخ إلى إحداث تأثير مماثل بمرور الوقت”. وأوضح “ريد”: “أنا لا أتحدث فقط عن أهداف سهلة مثل “ذي صن” أو “ذي أستراليان” أو “فوكس نيوز” بل والتايمز وصنداي تايمز”.