7 موضوعات.. تفاصيل ملف أحمد مراد المثير للجدل في "عالم الكتاب"

رد سامح فايز، مدير تحرير مجلة عالم الكتاب، على الانتقادات التي وجهت لغلاف العدد الأخير من المجلة، والذي تضمن صورة الكاتب أحمد مراد.

قال “فايز” في تصريحات خاصة لـ “إعلام دوت كوم”، أن الملف الذي نُشر في العدد يتضمن 7 موضوعات تناولت كتابة “مراد” على أكثر من مستوى، سواء نقد للرواية أو الأفلام، أو تأثيره في حركة بيع الكتاب.

نرشح لك: أحمد مراد: أنا نباتي وأرى أكل اللحوم “تعذيب للحيوان”


تابع أن ذلك الملف يتسم بالأهمية نظرًا لأن “مراد” وصل للقائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية وفاز بجائزة الدولة للتفوق، وهي واحدة من أهم الجوائز الثقافية في مصر ورواياته هي الأكثر قراءة في مصر وتسببت في اتساع رقعة القراءة آخر ١٥ سنة.

فيما أشار إلى أن تلك الانتقادات التي وجهت للعدد، سببها الرئيسي سيطرة لون ثقافي واحد صدره اليسار المصري على مدار ٦٠ سنة، إذ اعتبروا أن رؤيتهم للكتابة عموما هي الأصدق مع رفضهم لأي تغيير أو رؤية مخالفة للجيتو الثقافي الذي يمارسونه على حركة النشر.

يشار إلى أن الدكتور زين عبد الهادي، رئيس تحرير مجلة “عالم الكتاب” كان قد أصدر بيانًا رد فيه على تلك الانتقادات الموجهة للعدد، جاء نصه كالآتي: “تتحدث عن صناعة الكتاب، وليست معنية بالأدب لا من بعيد أو من قريب، وإذا كانت قد سارت في طريق الأدب أحبينا فهذا خطأ في استراتيجية المجلة، ولا يمكن الاستمرار فيه، ويبدو أن صورة أحمد مراد قد أثارت حساسية البعض واعترافهم بالهزيمة أمام كاتب وزع مليون نسخة، من رواية واحدة، هذا الكاتب له وجه واحد، وإذا نجح كاتب واحد في بيع مليون نسخة فما السر وراء الهجوم عليه سوى فشلهم الذريع”.

تابع: “أنا لا أفهم الحقيقة سر هذا الهجوم سوى أنه غيرة من النجاح، لم يصل لها كاتب مصري من قبل، ولم يدعى أحمد مراد يوما أنه أعظم كاتب في التاريخ، إنه إنسان متواضع للغاية يعرف ماذا يفعل ويخطط لنجاحه جيدا، فهل الهجوم هو هجوم على الملايين التي قرأت مراد ونوع الثقافة التي يقوم بتصديرها للقراء العرب، أم الهجوم بسبب فشلهم في صناعة كاتب يحصد الجوائز ويبيع مليون نسخة ويحافظ على الثقافة المصرية، أم أنهم لايريدون الخروج من عباءة الأفكار البالية”.

أضاف: “أحمد مراد وريث نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، اللذان نجحا مع آخرين في عودة القارئ المصري الى القراءة، أحمد مراد ظاهرة في صناعة الكتاب وجزء منها، أليس هذا حقيقيا، إذا ماهذا الانزعاج الشديد الذي أراه ، الا اذا كانوا ينظرون لانفسهم في مرآة المجلة، بأنهم لم يستطيعوا بناء مساحة لما يكتبون في شارع النشر، وهو ما يجعلنا نتسائل عن الهدف من هذه الحملة التي تؤكد أن جزء من الثقافة في مصر ليست بخير، وأن فشل بعض المثقفين في القضايا الكبرى يحتاج لمراجعة نقدية، وأن بعضهم مازال يعيش في العصر الحجري وأن أحمد مراد مرة أخرى كسب الجولة دون أن يحرك ساكنا.

أردف: “لا أعتقد أنه يمكن تبرئة بعض المثقفين من هذه الحملة التي تدل على طريقة تفكير بعضهم وهم ليسوا بالقلة، فهل طبع أحمد مراد مع إسرائيل مثل البعض، وهل غازل أحمد مراد السلطة مثل البعض، وهل أحمد مراد يوزع ٥ نسخ فقط من كل عمل له على اصدقائه مثل البعض، وهل قال أحمد مراد عن نفسه انه أعظم روائي مثل البعض، وهل قال بأنه مجدد الرواية وهل وهل وهل ؟ هذا ليس دفاعا عن مراد، لأنه لا يحتاج لمن يدافع عنه”.

استكمل: “يا سادة فرقوا بين مجلة متخصصة في الأدب ومجلة متخصصة في صناعة الكتاب، كم مجلة لدينا في العالم العربي متخصصة في صناعة الكتاب، تقريبا لا يوجد ، ويبدو البعض متحفزا للغاية لنجاح مجلة عالم الكتاب في أعدادها الأخيرة، إلى حد توزيعها على نطاق واسع في العالم، ومع ذلك فنحن نعمل بجدية على مؤشرات الثقافة، ووضع أحمد مراد على الغلاف لا علاقة له بأهمية أحمد مراد الأدبية من عدمها على الرغم من ترشيحه للبوكر ووصوله للقائمة القصيرة لها مؤخرا، بل لأن أحمد مراد يلعب دورا كبيرا في صناعة الكتاب وصناعة الثقافة، في الاقتصاد الثقافي، وفي الفكر أيضا، أحمد مراد ظاهرة لا يمكن تجاهلها وهو لم يظهر فجأة، بل له أباء في هذا الاتجاه، أما أن يرسل أحدهم بأنه يعتذر عن نشر مقاله فهذا شأنه، ومن الجيد اثارة الحركة في البركة الآسنة أحيانا، ليعود الجميع لصوابهم”.

اختتم: “أنا لا أريد أن أكشف عن أساطين مصرية في الثقافة والأدب والكتابة بشكل عام سنتناولها في الأعداد القادمة، كما لا أريد أن أكشف عن كامل الغلاف وعنوانه، لأن الحكم على جزء من الصورة يؤكد على طريقة تفكيرنا في الثقافة. وبأن من يحكم ومن يتكلم ومن يهاجم لا يرى جيدا ما نفعله في إطار الصورة الكلية، وحصر نفسه وبنى مواقفه على صورة غلاف غير مكتملة، كما أن ذلك يؤكد أيضا أننا لانفكر بشكل صحيح وأن التشويه طال كل شئ، ومع ذلك وبكل صدر رحب نقول شكرا جزيلا لانكم تحاولون المساعدة بالتجديف في الاتجاه الآخر”.