في الدوري.. المستثمرون بالأموال والحاملون لآمال الجماهير.. الكل على حافة الهبوط

عصام شاهين

يواصل الدوري المصري مبارياته بأجواءٍ استثنائية؛ حيث تفرض جائحة كورونا طبيعة خاصة، لكن التأثير بدا محدودا مقارنة بالأيام التي اتخذت فيها الحكومة المصرية قرارها الرسمي لعودة النشاط الكروي، القرار الذي اتبعه تصدرا معتادا للأهلي، وتراجعا بدا غريبا للثنائي المتصارع على الحصة الباقية من دوري أبطال إفريقيا للموسم المقبل الزمالك وبيراميدز، لكن الأعجب في الدوري أن بيراميدز صاحب المركز الرابع نفسه -حتى الآن- لم يضمن البقاء في الدوري الممتاز.

نرشح لك: “البنات والصيف”.. المصادرة في عهد عبد الناصر!

 

يعكس جدول الدوري هذا العام تقاربا في مستوياته؛ يبتعد الأهلي بالصدارة، ويتصارع الزمالك وبيراميدز والمقاولون العرب على الكراسي المكملة للمربع الذهبي، فاز الأهلي على الزمالك اعتباريا، ثم فاز الزمالك على الأهلي حضوريا، لكن الزمالك يخسر من المقاولون الذي يخسر من بيراميدز الذي يخسر من الزمالك الذي يخسر في 4 مناسبات ويتعادل في 7، السبعة التي يجتمع عليها المقاولون وبيراميدز في تلقيهما لسبع هزائم.

يأخذ الدوري من المركز الخامس وحتى المركز السادس عشر -أول المراكز المهددة بالغرق- منعطفا أكثر سخونة وربما أكثر طرافة؛ إذ يفصل صاحب المركز الخامس عن صاحب المركز الـ16؛ 11 نقطة مع العلم أن المصري صاحب المركز الـ16 يتبقى له مبارتين مؤجلتين، وإذا قارننا طبقا للأندية المكتمل عدد مبارياتها سيفصل سموحة صاحب المركز السادس عن الجونة صاحب المركز الثالث عشر 5 نقاط فقط.

الأكثر إثارة -وربما صدمة- أن الصراع يمتد إلى كبار الدوري الإسماعيلي العاشر بـ30 نقطة من 25 مباراة، والمصري البورسعيدي في المركز السادس عشر بـ25 نقطة، لكنه يتبقى له ثلاث مباريات مؤجلة، تواجد ربما يكون مخجلا في المناطق الخطرة للإسماعيلي بطل دوري المصري 3 مرات، والمصري صاحب التواجد العريض في البطولة المحلية، وأحد ساكني المربع الذهبي بشكل متتالي آخر 4 مواسم؛ حيث حل 3 مواسم رابعا وفي موسم 2018/2017 حصد فيه المركز الثالث، يحتاج الآن إلى خروج سريع إلى الحياة.

في صراع ساكني الدوري وتحديدا الدور ما بعد الثالث؛ لم تنفع استثمارات بيراميدز وتعاقداته الكبيرة في ضمان تواجدٍ أفضل حتى الآن من موسمه الأول، وبات المقاصة يواجه شبح النجم الذي يبزغ سريعا فيحل لموسم 17/16 وصيفا لبطل الدوري، ثم يواجه كابوس الخروج، لم ينجح تخطيط وادي دجلة وكرته الحديثة في الوصول إلى المراكز المتقدمة لضمان البقاء، ولم يستقر الإنتاج الحربي كعادته في مراكز الوسط منذ وصوله إلى الأضواء، ولم تنجح تدعيمات الأهلي للجونة في لحاقه بركب النجاة حتى الآن.

بين كل الأرقام المتقاربة والنتائج المفاجئة، يشير الدوري إلى عدة تكهنات؛ إف سي وطنطا باتا أول المستعدين للظلام، يتركان مركزا يتصارع عليه 12 فريقا؛ المقاصة الأفضل بينهم منذ العودة، ويقدم دجلة وسموحة وإنبي نتائج متوازنة، يكافح أسوان ويحقق نتائج تدفع بحرس الحدود إلى التهديد، ويبدأ المصري مع علي ماهر المشوار من أسفل الدوري بحثا عن الأمان، يمتلك طلائع الجيش والجونة وسموحة تشكيلات أقرب للمثالية لا تعكس مراكزهم، ويحاول الاتحاد العودة إلى ما قبل كورونا، فيما يحمل الإسماعيلي تاريخه في مواجهة حاضر ثقيل.

24 نقطة يرسمون مصير البطولة المقاومة للجائحة، وقد يكتب هروب أسوان أحدث المتأهلين للدوري من القاع، هبوطاً اضطرارياً مفاجئاً لأحد الأندية التي قدمت أداء سخيا في المواسم الماضية.