خالد الجندي: النية الحسنة لا تكفي لبناء المسجد

هدير عبد المنعم

قال الشيخ خالد الجندي، إن قضية عشوائية بناء دور العبادة التي أشار إليها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، تعد من أخطر القضايا، مؤكدًا أن كل الآيات القرآنية والأحاديث تدل على عظمة المساجد وفضلها، وضرب مثالا على كلامه قائلا: ما معنى بناء مسجد بمكان مخصص لإنقاذ القرية من طوفان السيل إذا حدث؟

نرشح لك: عمرو أديب: قضية “الفيرمونت” اغتصاب وحشي

تابع “الجندي” خلال حلقة اليوم من برنامج لعلهم يفقهون بقناة dmc، أنه لا يوجد شك أن المسجد من أعظم الأشياء التي يمكن تقديمها لله، ولكن عندما يؤدي المسجد إلي إغراق القرية، فبذلك يتحول المسجد إلي مسجد ضرار، واستشهد بالآية الكريمة، حيث قال تعالى: “وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ”، وأوضح أن معنى ذلك أنه حتى لو كانت النية حسنة من بناء المسجد، فهذا لا يكفي ولا بد من تنظيم هذا الدور التعبدي.

أردف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكتفي بعدم الصلاة في مسجد الضرار الذي بُني في عهده كما أمره الله تعالى بالآية الكريمة التي تقول: “لا تقم فيه أبدا”، ولكن المسجد هُدم أيضا.

وأشار الجندي إلى أن السفهاء موجودون بكل عصر، ولو كانت الجماعات الإرهابية وجماعات الشر موجودة وقت النبي لكانوا قالوا أن النبي يهدم المساجد، وأكد على ضرورة التفريق بين تنظيم العبادة وبين الاعتداء على العبادة، حتى لا تحدث مغالطات، فالعبادة لله، ولكن أنت حر ما لم تضر، وتساءل هل ممكن تتحول الطاعة إلى ضرر؟، وأوضح أن الضرر يُزال هى قاعدة قالها النبي صل الله عليه وسلم وهى قاعدة ثابتة عند الأصوليين لا جدال فيها.

واختتم أن الأرض كلها مسجدا وطهورا في الإسلام، و الشخص يستطيع الصلاة في أي مكان عدا أماكن النجاسات، واستشهد بالحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ”، فالأمر على الاتساع.