وزير يوناني: تقارير الجزيرة دعاية سوداء وليست صحافة

محمد إسماعيل الحلواني

اتهم وزير الداخلية القبرصي “نيكوس نوريس” شبكة الجزيرة القطرية بمحاولة الإضرار بقبرص سياسيًا واقتصاديًا وعن عمد، عبر التقارير التي بثتها الشبكة حول برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار في البلاد.

نرشح لك: لماذا يفضله الشباب؟.. 6 مزايا لـ تيك توك

وبدأت قناة “الجزيرة” منذ الأحد الماضي بث سلسلة من التقارير حول البرنامج الذي طرحته الحكومة القبرصية وزعمت شبكة الجزيرة أن التقارير تستند إلى “أكثر من 1400 وثيقة مسربة”، وأطلقت اسم “أوراق قبرص” على طلبات الحصول على الجنسية، التي زعمت أن 2544 شخصًا تقدموا بها.

ووفقًا لصحيفة قبرص ميل، ذكر نوريس: “على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية شهدًا جهودًا منسقةً من قبل شبكة الجزيرة التي تزعم حصولها على وثائق سرية خاصة بالجمهورية قبرص، فإذا بها تهاجم بلادنا بالتشويه والخداع ونشر الانطباعات المسيئة”.

وتابع نوريس: “إن الصحافة الاستقصائية شيء له أصول وتقاليد ونحترمه بالتأكيد، ولكن ما تبثه الجزيرة شيء مختلف تمامًا، لا يمكن تصنيفه إلا تحت فئة الدعاية السوداء التي تهدف عمدًا إلى ضرب البلاد سياسيًا واقتصاديًا”.

وقال إن وزارة الداخلية قررت فتح التحقيق في مصداقية تقارير الجزيرة التي “منذ اللحظة الأولى” نشرتها الشبكة القطرية “في وقت تتعرض فيه قبرص للتهديد وتشن معركة سياسية كبرى ضد الميول التوسعية لتركيا”.

وأضاف الوزير أن “الجزيرة مقرها دولة معروفة بمواقفها المؤيدة لتركيا، وتحاول ضرب جمهورية قبرص بمعلومات مشوهة ومضللة”، كما أشار إلى أن قطر من الدول القليلة في العالم التي تستضيف قاعدة عسكرية تركية، وقال “نوريس” إنه منذ اللحظة الأولى للنشر، بدأت الوزارة التحقيق في 117 اسمًا تم نشرها، وتم التحقق منها جميعًا.

وأكد نوريس: “جميع الأشخاص المعنيين، الذين سنتجنب ذكر أسمائهم لأسباب واضحة، في وقت تقديم طلباتهم، استوفوا كافة المعايير وكانوا يحملون سجلات جنائية نظيفة في بلدانهم الأصلية وبلدان إقامتهم”، وبالإضافة إلى ذلك، قال، أثناء فحص طلباتهم، لم يتم العثور على أي دليل ضدهم من خلال عمليات تدقيق أجهزة أمن الدولة المختصة أو الإنتربول.

وقال الوزير “ما تم العثور عليه هو محاولة متعمدة من قبل الجزيرة لتزوير البيانات والمعلومات”، وأضاف إن إجراءات الداخلية جاءت فقط للتأكيد على أن ما كانت تفعله الجزيرة ليس صحافة استقصائية، بل دعاية ضد قبرص وقد فشلت الشبكة في تقديم أي أدلة على صدق مزاعمها، وبالتالي لا يمكن أن نعتد بهذه المزاعم المرسلة أو نأخذها في الاعتبار عند فحص طلبات الملتحقين بالبرنامج الحكومي”، كما أشار نوريس إلى شخصين آخرين، بحسب المعلومات المنشورة يزعم أنهما اكتسبا الجنسية بمستندات مزورة فأوضح الوزير إن القضيتين قيد التحقيق بالفعل من قبل اللجنة المستقلة، وأن التحقيق في مثل هذه القضايا بدأ بالفعل قبل وقت طويل من بث تقرير الجزيرة، ومن المتوقع أن تعرض نتائجه قريبا على مجلس الوزراء.

وفي إشارة إلى مصدر الوثائق المسربة، قال نوريس إن فكرة التسريب الهائل لوثائق حكومية سرية تبعث على القلق، وقال نوريس إن من يفعل مثل هذا الشيء ليس معنيا بالدفاع عن المصلحة العامة لوطنه، وخلال جلسة الأسئلة، لم ينجرف نوريس إلى التكهنات حول مصدر التسريب وقالت إن التحقيقات جارية.

فيما ذكرت “قبرص ميل” أنه من السهل للغاية تفكيك شبكة الأكاذيب التي بثتها الجزيرة في تقاريرها في محاولتها لتشويه صورة قبرص ودحض المزاعم التي ساقها رئيس “وحدة التحقيق” المزعوم والتي اتضح أنها زائفة، وأظهر البحث الذي نشرته الخبيرة الاقتصادية في نيقوسيا، فيونا مولين، بصحيفة Sapientia Economics أن الادعاءات الواردة في تحقيق قناة الجزيرة حول برنامج الاستثمار القبرصي خاطئة تمامًا.