حوار نادر لـ نجيب محفوظ مع طفل لم يتعد العشر سنوات

إسلام وهبان

تعد مرحلة الطفولة من العوامل الهامة التي أثرت في كتابات الأديب العالمي نجيب محفوظ، والتي تحدث عن بعضها في عدد من الحوارات الصحفية، لكن أن يحاور طفل لم يتعد العشر سنوات أديب نوبل، ويحكي له عن ذكريات الطفولة وعاداته وهواياته، فهو أمر استثنائي للغاية ومثير.

نرشح لك: 11 ملاحظة عن متحف نجيب محفوظ

تحكي الكاتبة والصحفية سهام ذهني، في مقال لها ب”روزاليوسف”، عن كواليس الحوار الذي أجراه ابنها المصور جمال دياب، مع “محفوظ” حينما كان في الصف الخامس الابتدائي، وتعليقه على مجلة الحائط بمدرسته، فلم تجد من نجيب محفوظ، سوى موافقته على الفور وسعادته بالحوار الذي دار بينهما، مشيرة إلى أنها وجدت في الحوار معلومات لم يذكرها أديب نوبل من قبل عن سنوات الطفولة.

وفيما يلي نستعرض أهم ما قاله نجيب محفوظ في حواره مع الطفل جمال دياب، والذي من المقرر نشره كاملا ضمن كتاب جديد لسهام ذهني عن صاحب “الحرافيش”:

– حكي محفوظ عن حفاظه منذ الصغر على النظام، والذي يعد أبرز سمات حياته، مشيرا إلى أن السبب وراء ذلك هو تعدد هواياته ورغبته في الاستمتاع بكل لحظة بين هواياته وألا تطغى واحدة على الأخرى، فيقول “كنت حريصا على المذاكرة لكي أكون متفوقًا، وأحب أن ألعب كرة القدم، وكانت مواعيد التمرين يومية، كما كنت أريد في نهاية الأسبوع أن أدخل سينما أو مسرح. فتعددت الهوايات. بالتالي لم يكن من الممكن أن أستمتع بها كلها إلا عن طريق أن أفرض على نفسي نظاما، فخلال أيام الأسبوع هناك موعد للعب كرة القدم، وبقية الوقت للمذاكرة. يوم الخميس راحة. وبرنامج ليوم الجمعة. وضعت نظاما لأن كثيرًا من زملائي الذين كانوا معي في فريق كرة القدم ابتلعتهم الكرة ففسدت حياتهم المدرسية بسبب قلة التنظيم للوقت، لكن أنا لم يبتلعني شيء”.

نرشح لك: بين مكتبة مصر ودار الشروق.. كيف اختلفت أغلفة نجيب محفوظ؟

– أما عن المصروف، فقد كان محفوظ يحصل على قرشا يوميا، وكان يشتري منه “ملبن” و”شيكولاتة”، فيما يدخر جزءا ليذهب إلى السينما في العطلة الأسبوعية، كمان كان يشتري قرطاسا كبيرا من اللب بمليم واحد فقط، ويتذكر أنه في طفولته كانت هناك مسابقة في أحد أنواع الشيكولاتة اسمها “العش يكسب”، وأنه كان يشتري الشيكولاتة بحثا عن صورة “عش الحمام” التي يحصل من يجدها على جائزة من الشركة، إلا أنه لم يجد العش أبدا.

– من الأشياء التي كان يحبها أديب نوبل الآيس كريم، ويذكر خلال حواره أن بائع الإيس كريم، كان رجلا تركيا يخرج إلى الشارع بفوطته الحمراء حاملا وعاء الإيس كريم، ويمر في الأحياء مثل بائع العرقسوس حاليل، مناديا: “كاي ماك دندورمة”. وفي الغالب أن هذا هو الاسم التركي للآيس كريم.

– من الأمور اللطيفة التي حكاها “محفوظ” هي كواليس تعلمه العوم على شاطئ سان ستيفانو بالإسكندرية، حيث كان في كل مرة ينزل البحر يتم تجهيزه مثل غيره من الصغار بأن يربطوا له ثمرة قرعة مفرغة في كل كتف مثل العوامة، إلا أنه في إحدى المرات وهو يتحرك داخل المياه لم يجد “القرعة”، وفي التفاتة سريعة منه وجد “القرعة” تعوم خلفه، فأدرك وقتها أنه قد أصبح قادرًا على السباحة، إلا أنه مرض الحساسية الذي أصابها بعد ذلك هو ما منعه من السباحة إلى الأبد.

– اللعب من الأشياء الهامة في طفولة نجيب محفوظ، فبخلاف عشقه لكرة القدم فقد حكى أنه كان يستمتع باللعب مع الحمام، فضلا عن اللعب فوق سطح المنزل مع الطيور التي تربيها والدته، كما أنه كان يهوى تربية دود القز.

وصفت “ذهني” الحوار بالعائلي موضحة أن الابتسامة لم تفارق نجيب محفوظ طوال الحوار الذي استمر نصف ساعة، مشيرة إلى أنها لأول مرة ترى فيها أديب نوبل بهذه البراءة والروح الطفولية، وأن ابنها كان يضحك بصوت مرتفع من إيفيهات ولزمات “محفوظ” وحكاياته عن مرحلة الطفولة.

نرشح لك: في ذكرى رحيله.. أبرز 20 صورة في حياة نجيب محفوظ