8 ملاحظات تفسر نجاح قنوات ربات البيوت على اليوتيوب

هالة أبو شامة

مع التطور التكنولوجي وانتشار الهواتف الذكية النقالة وغيرها من الوسائل الحديثة التي أصبحت في متناول الجميع، لم تعد صناعة المحتوى وتقديمه مقتصرًا على شباب الإنفلونسر ممن يمتلكون الأدوات والمهارات اللازمة لإثراء الجمهور بمعلومات جديدة أو بأفكار مبتكرة للتسلية، إذ انضم لهؤلاء مؤخرا، مجموعة كبيرة من ربات البيت، من متوسطي أو معدومي التعليم.

نرشح لك: بسبب هوس الشهرة والمال.. انتقادات وجهت لمشاهير السوشيال ميديا

 

بات معروفًا أن صناعة الفيديوهات ونشرها على موقع “يوتيوب” يمكن أن تُدر على صاحبها الكثير من الأموال نظير نسب المشاهدات، ولذلك فإن صناعة المحتوى تحولت إلى مشروع أو “سبوبة” كما يسميها البعض، لتحسين دخل أسر هؤلاء السيدات وحالتهم الاجتماعية التي غالبًا ما تكون شعبية للغاية.

انتشار قنوات ربّات البيوت وَلد نوعًا جديدًا من المحتوى الذي لا يتضمن أي نوع من الإبداع، والذي لا يخضع لأي قواعد تنظيمية أو تنسيقية لعرضه للجمهور بشكل لائق، بل أن أحيانًا يمكن للمشاهد أن يتساءل.. ماذا استفدت من هذا الفيديو؟ إذ أن الهدف الأساسي لهن هو ملء دقائق فيديوهاتهن بأي شئ للتربح فقط من مشاهداتها.

وفيما يلي يستعرض إعلام دوت كوم، أبرز الملاحظات التي تم رصدها من ذلك المحتوى المُقدم من قِبل ربّات البيوت:

فيديوهات الروتين

بدلاً من تقديم محتوى عن العناية بالبشرة أو تنسيق الملابس أو حتى ريفيوهات عن بعض المنتجات كما جرت العادة في أغلب قنوات السيدات ممن سبقوهن قبل سنوات لتقديم الفيديوهات، بدأت ربّات البيوت بصناعة محتوى عن الطبخ، وذلك كان منطقيًا بالنسبة لهن فنشر طريقة إعداد ما تطبخه لأسرتها من وجبات لن يكلفها سوى مجهود التصوير، وغالبا ما تكون حالتهن المادية لا تسمح في الأساس بتقديم شيء آخر.

ومع زيادة قنوات الطبخ وتكرر الوصفات، اتجه البعض الآخر منهن لتقديم فيديوهات “الروتين”، والمقصود به هنا روتين تنظيف المنزل، وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الفيديوهات كانت موجودة بالفعل منذ وقت طويل وتقدم بشكل احترافي وبمحتوى مفيد للغاية كقناة “ماما مملكة”، التي أصبح اسمها فيما بعد “عائلة ماما مملكة”، والتي تم إطلاقها على الموقع بتاريخ 15 نوفمبر 2012، إلا أن أغلب قنوات الروتين التي نشأت فيما بعد ابتذلت كثيرًا في محتواها، فكل ما يمكنك مشاهدته فيها هو سيدة تنظف منزلها بشكل تقليدي مثلما تفعل أي سيدة أخرى.

كما ظهر نوع آخر من المحتوى وهو فيديوهات المشتريات، والتي لاقى أغلبها انتقادات عديدة، إذ أنها كانت سببًا كفيلا بأن تُحدث مشاكل كبرى بين الزوج زوجته، أو تشعر أسرة أخرى بالنقص والفقر وقلة الحيلة، بعد مشاهدة كمية هائلة من منتجات الطعام المختلفة التي تم شراؤها دفعة واحدة لتصويرها واستعراضها أمام الجمهور.

 

عناوين مبتذلة

نتج عن انضمام هؤلاء السيدات للموقع ظهور عناوين غريبة مبتذلة، وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم تمتعهن بالقدرة على صياغة العناوين، ورغبتهن المُلحة في الحصول على الكثير من المشاهدات بأي وسيلة، ولذلك ربما تصادف عناوين مثل “حماتي حصل عندها ظرف واتصلت بيا قالت الحقيني البيت مليان ناس وعاوزين غدا وكنت لازم أتصرف”، حماتي أخدتني عندها عشان عاوزة اعزم الجيران على فطير صعيدي من إيدي”، “حماتي جيبالي البط صاحي وبتقول وريني شطارتك”، التي تكتبها دائما قناة “أسرار المطبخ مع سمر” التي تم إطلاقها في 5 سبتمبر 2016، وبلغ عدد مشتركيها حتى الآن إلى 963 ألف مشترك.

نرشح لك: كيف تلاعب الإنفلونسرز بأحلام الشباب؟

 

وأيضًا قناة “حبي حياتك ودلعي مطبخك”، التي تم إطلاقها في 8 أغسطس عام 2018، والتي بلغ عدد مشتركيها حتى الآن 860 ألف متابع،إذ تنشر محتوى ذو عناوين أكثر ابتذالاً مثل “دي أخرة اللي يجيلها ضيوف ويقعدوا لنص الليل”، “الحقوني جوزي هيتجوز عليا أفضل حاطة إيدي على خدي لما يجبهالي لحد عندي”، “لميت هدومي وهدوم العيال ومشيت وسبت البيت””، “عزمت حماتي في شقتي على الفطار مردتش تطلع عندي والفرحة اتحولت لكسرة خاطر ونكد أنا عملت اللي يرضي ربنا”.

 

خناقات وتراشق بالألفاظ

كثيرًا ما يفاجأ المتابعون بنشر أصحاب القنوات لفيديوهات موجهة ليوتيوبرز آخرين، للرد فيها على مشكلة أو انتقاد ما، وعادة ما تكون هذه النوعية من الفيديوهات أشبه بـ “المصاطب الشعبية”، إذ يتفنن أصحابها بكشف الأسرار والفضائح التي لا دخل للجمهور بها، ذلك بجانب التراشق المتبادل من كلا الطرفين بالألفاظ النابية.

فحينما تبادر إحدى القنوات بنشر فيديو من هذا النوع، سرعان ما تتهافت باقي القنوات ذات الصلة أو المساندة لأحد الطرفين، على طرح فيديوهات تدور حول نفس الأمر، وذلك لعدة أغراض أبرزها توضيح بعض الأمور المختلطة والمتسببة في حدوث المشكلة، أو الدفاع عن شخص ما، أو لوضع اسم صاحب المشكلة إذا كان ذو شعبية كبيرة وله متابعين كُثر، للظهور في الفيديوهات المقترحة للجمهور والحصول على أكبر قدر من المشاهدات، من بينهم قناة “حبي حياتك مع سنودة”، التي نشرت مقطع فيديو بعنوان “عشان الدولارات حماتك.. يا فاضحة، دلعي.. رسالة لأزبل قناة باليوتيوب.. أنا مش بتهدد يا”، لترد به على فيديو لقناة أخرى.

ربما يصل الأمر للقضاء، مثلما حدث مع اليوتيوبر الشهيرة صدفة جاد، التي قررت منذ مدة إبلاغ مباحث الإنترنت عن قناة الثنائي “محمد وسلمى”، وغيرها من القنوات الأخرى التي تجاوزت عليها.

 

 

عدد المتابعين ونسب المشاهدات

رغم كل المساوئ والابتذال الذي تتسم به أغلب هذه القنوات، إلا أن لها متابعين كُثر، وتحصد العديد من المشاهدات، التي ربما يأتي أغلبها من باب الفضول، للاطلاع على ذلك المحتوى المنشور بعناوين غريبة.

مطالبات مستمرة بالدعم

أصبحت أغلب قنوات ربّات البيوت تتمتع بعدد كبير من المشتركين، مما شجع غيرهن لتقديم نفس المحتوى، ولذلك ربما تجد إحدى القنوات الكبرى تطلب من متابعيها متابعة إحدى القنوات المبتدئة والاشتراك فيها، أو تصادف الكثير من التعليقات التي يطالب أصحابها، رواد الموقع بالاطلاع على فيديوهاتهم.

 

ظهور قنوات الأقارب

حينما تنجح قناة ما في تكوين شعبية كبيرة، سرعان ما نجد أقاربها يُطلقون هم أيضًا قنواتهم الخاصة، مستغلين متابعي القناة الأساسية، مما يساعدهم على جمع أكبر عدد من المشتركين في وقت أقل بكثير مما إذا كانت قد أطلقت بمفردها وبدون دعم منذ البداية.

من بين هذه القنوات “مطبخ فاطمة”، لصاحبتها والدة اليوتيوبر صدفة جاد، وأيضًا قناة شقيقتها “يوميات فاطمة وسعاد”، وقناة زوجها “حسن بيسو”.

ظهور نقاد لقنوات الروتين

انتشرت في الآونة الأخيرة، العديد من القنوات التي اعتمدت في محتواها على انتقاد قنوات الروتين، خاصة ممن يظهرون خلال فيديوهاتهم بملابس خليعة بهدف جذب أكبر عدد من المشاهدين بغض النظر عما إذا كانوا رجالا أم نساء، كانت قناة “وجهة نظر” من بين هذه القنوات التي انتقدت تصرفاتهن وطالبتهن بالتوقف عن تقديم هذه النوعية والاتجاه لتقديم محتوى أكثر إفادة واحترامًا.

 

الانتقال من يوتيوب لشاشات التلفاز

اتجهت بعض القنوات التلفزيونية مؤخرًا، لاستغلال شعبية ونجاح بعض السيدات ممن اكتسبن ثقة متابعيهن على يوتيوب، وذلك من خلال التعاقد معهن لتقديم حلقات عبر شاشاتهم لجذب المتابعين من يوتيوب للتلفزيون، من بينهم:

1- فاطمة أبو حاتي

كانت قد أطلقت “أبو حاتي” قناتها عبر الموقع يوم 5 يوليو 2017، ووصل عدد مشتركيها حتى الآن إلى ما يزيد عن 2 مليون مشترك، إلا نجاحها الكبير وشعبيتها دفعت قناة “بانوراما فود”، للتعاقد معها على تقديم برنامج “العزومة” عبر شاشتها.

2- مروة الشافعي

أطلقت “الشافعي” قناتها في 10 نوفمبر 2013، ووصل عدد متابعيها حتى الآن إلى 901 ألف متابعا، وبعد انتشار محتواها ونجاحه على السوشيال ميديا، تعاقدت معها قناة النهار على تقديم برنامج “أكلة بيتي”.

3- صدفة جاد

أطلقت “جاد” قناتها في يوم 28 فبراير 2015، ووصلت عدد مشتركيها حتى الآن إلى ما يزيد عن مليون مشترك، وبالطبع شهرتها الواسعة كانت سببًا في تعاقدها على برنامج “سفرة هنية”، الذي تقدمه عبر قناة TEN الفضائية.

نرشح لك: عالم المؤثرين من الألف لـ الياء