بسبب كورونا.. 4 دروس مستفادة للقصص الصحفية

محمد إسماعيل الحلواني

كشفت جائحة فيروس كورونا عن مشاكل هيكلية عميقة تتجاوز بكثير الأفكار التقليدية للصحة العامة، من بينها تفشي عدم المساواة والعنصرية.

نرشح لك:الصحة: أكثر الوفيات بكورونا كانت لأصحاب الأمراض المزمنة

وألقت إجراءات كورونا الضوء على أهمية إحداث التغيير لرفع قدرة الإعلام على توصيل المعلومات المهمة بطرق فعالة، وتسخير قوة البيانات والتكنولوجيا الرقمية.

وأظهرت حالة الطوارئ أن المعلومات الصحيحة التي يتم بثها ونشرها بطريقة صحيحة يمكن أن تدفع الجمهور إلى تغيير سلوكياتهم الفردية وإنقاذ الأرواح بشكل جماعي في جميع أنحاء العالم.

أشار تقرير لمجلة The Media Onlie، إلى أن الرسم البياني الأيقوني “تسطيح المنحنى”، الذي شجع الكثيرين في كل مكان على المساعدة بما يستطيعون في احتواء انتشار عدوى كوفيد-19، هو مثال حي على قوة صحافة البيانات. وحظي هذا المخطط البسيط للصحة العامة بمشاركة لافتة كما حرصت المجلات والتقارير والمواقع الإخبارية المتخصصة على نشره على نطاق واسع وخضع لتحسينات متتالية لتوضيح الرسالة بشكل أكبر، وحرص العالم على ترجمته إلى العديد من اللغات، وإعادة صياغته بشكل إبداعي في شكل رسوم متحركة وانفوجراف  وحتى مقاطع الفيديو.

وأظهر نجاح كل ما نشر حول تسطيح المنحنى أنه من الممكن توصيل الحقائق والتعليمات العاجلة بطريقة مقنعة وبلمسة إنسانية لا تخلُ من التعبير عن التعاطف.
ويتماشى هذا الرأي مع نتائج بحث أجرته مبادرة الشفافية والمساءلة (TAI) التي تضم نخبة من الممولين الذين يدعمون الجهود في جميع أنحاء العالم لضمان تطوير الإعلام وتمكين الجمهور وانفتاح الحكومات على جهود حماية الجمهور ضد المعلومات المضللة وتحسين استجابتهم. وفيما يلي نستعرض هذه الدروس ذات الصلة بالتواصل الناجح والفعال والحملة المسؤولة المستنيرة لإدارة الأزمات إعلاميًا:

1. الاستفادة من قوة البيانات بطريقة أخلاقية

من الممكن أن تكون البيانات أداة قوية لإحداث تغيير في السياسات والمواقف. هناك بيانات الآن أكثر من أي وقت مضى، ويحتاج الجميع إلى الاستفادة الكاملة من ذلك. لقد أصبح العالم بحاجة إلى نشر الوعي بمصادر البيانات وتحليلها وعرضها. ومع ذلك، تحتاج مجموعات المجتمع المدني أيضًا إلى مواءمة جمع البيانات واستخدامها مع مراعاة حقوق البيانات وحمايتها. ويعد ضمان الأمن السيبراني الكافي أحد العناصر المهمة، ولكن تحتاج مجموعات المجتمع المدني إلى طرح الأسئلة حول كيفية جمع البيانات واستخدامها: هل يتم الحصول على البيانات بشكل شرعي؟ هل تقدم بدقة؟ هل هي مجهولة المصدر؟

2- البيانات وحدها لا تكفي

لكي تكون البيانات مفهومة وجذابة، تحتاج إلى رسالة فعالة لدعمها، وهذا يعني اختيار نقاط البيانات المناسبة وتنسيقها وإعدادها للعرض على الجمهور، واستخدام قوة القصة لوصول الرسالة إلى القلب والذهن معًا.

ويتضمن سرد القصص هيكلة المعلومات في أسلوب سردي جذاب يتكون من بداية، ووسط ونهاية، ويفضل الاستعانة بشخصيات واقعية حقيقية مثيرة للاهتمام كما يحدث تمامًا في الأعمال الدرامية الناجحة، وينصح ديفيد ديفلين فولتز من معهد أسبن، وهو مؤسسة بحثية غير ربحية، “لا أرقام بدون قصص، ولا قصص بدون أرقام”.

3. كن على استعداد لتغيير السيناريو

من أجل دمج الموضوعات الصحفية التي تعتمد على البيانات مع البعد البشري، يجب أن نسعى جاهدين لتجنب المصطلحات المعقدة والتفاصيل العلمية المقعرة التي لا يمكن فهمها إلا للمتخصصين.

يجب أن نفكر أيضًا في المعتقدات والمفاهيم الأعمق التي تشكل مجتمعاتنا، بما في ذلك كيفية رؤيتنا للماضي، وكيف نحكي تاريخنا ونقدم تراثنا. وينصح مايكل سيلبرمان من MobLab، وهي مجموعة غير ربحية تدرب المنظمات في حملات فعالة من أجل القضايا الاجتماعية والبيئية، قائلاً: “نحن مدربون جيدًا على التفكير في نوع القوانين والسياسات التي نحتاج إلى تغييرها، لكننا ننسى المطلوب من أجل تغيير القصص التي تناسب مجتمعنا”.

4. الوضوح والصدق الوصفة السحرية لنجاح صحافة البيانات

يمكن أن تكون القصص وسيلة فعالة وجذابة لتقديم المعلومات، ولكن يجب أيضًا أن تكون أصلية غير مقلدة، وهذا يتجاوز الدقة ويعني أن يحرص الإعلام على تقديم قصة ذات صلة مباشرة بحياة الجمهور المتلقي.