30 يونيو ...عودة مصر للريادة الافريقية

بعدما جمد الاتحاد الافريقي عضوية مصر عقب ثورة 30 يونيو، تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد للمرة الأولى منذ تأسيسه في فبراير 2019 لمدة عام، حيث تسلم الرئاسة من الرئيس الغيني الفا كوندي بمقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حيث أولى الرئيس السيسي اهتماماً خاصاً بإفريقيا بدأ منذ توليه الرئاسة حرص خلالها على المشاركة بالحضور في غالبية القمم الدورية للاتحاد.

وحرص الرئيس على زيارة عدة دول أفريقية لتعزيز العلاقات الثنائية معها حيث قام بجولة شملت غينيا، كوت ديفوار، والسنغال في ابريل 2019، وهي الزيارات التي تكررت لعدة دول خلال الفترة الماضية وعكست اهتماماً لدى القيادة السياسية باستعادة مكانة مصر الافريقية ومعالجة سنوات جرى فيها تجاهل التواصل مع الأشقاء الأفارقة.

وبخلاف الدور المصري الداعم للدول الأفريقية خلال عام تولي مصر رئاسة الاتحاد الافريقي، كان هناك تحركات مصرية مكثقة لدعم السودان بعد الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير استجابة لثورة شعبية حيث عملت مصر على شرح الأوضاع في السودان للدول الافريقية وساعدت في ايصال صورة صحيحة عن ما حدث للرأي العام الافريقي بجانب دورها في تقريب وجهات النظر بين السودانيين للبدء في مرحلة جديدة من تاريخ بلادهم، قامت مصر بجهود دبلوماسية في أكثر من ملف أفريقي على رأسها الملفين الليبي والسوداني.

واستضافت مصر فى أبريل 2019، قمة إفريقية مصغرة، بحضور 13 رئيسا ومسؤلا إفريقيا، لمناقشة تطورات الأوضاع بالسودان، وخلصت القمة إلى مد المهلة التى أمهلها الاتحاد الإفريقى للمجلس العسكرى السودانى من 15 يوما إلى ثلاثة أشهر، بعدما كان الاتحاد يتجه إلى تعليق عضوية الخرطوم.

وشهد الرئيس خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي اطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية خلال القمة الاستثنائية الإفريقية التى عُقدت بالنيجر فى يوليو الماضى، بعد توقيع 54 دولة عليها ودخول الاتفاقية المنظمة حيز النفاذ، وهي الاتفاقية التي هدفت إلى إزالة الحواجز الجمركية وإلغاء التعريفة الجمركية تدريجيا بين دول القارة وخلق سوق إفريقية موحدة للسلع والخدمات.

كما استضافت مصر فعاليات منتدى إفريقيا 2019، فى نوفمبر الماضى بالعاصمة الإدارية الجديدة ، وشارك بالمؤتمر عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، فضلا عن 200 شخص من رجال الاعمال والمستثمرين الافارقة ومن جميع أنحاء العالم، وتم خلاله توقيع 13 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة استثمارات تصل لـ 3 مليارات دولار، كما شهد الإعلان عن استثمارات جديدة بإفريقيا، وتوقيع الشريحة الأول لاتفاقية تمويل الصادرات والواردات للدول الإفريقية بقيمة 100مليون دولار من إجمالى 500 مليون دولار، بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة وبنك الاستيراد والتصدير الإفريقى.

تمثيل أفريقيا في المحافل الدولية

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشاركة في العديد من الفاعليات والمحافل الدولية ممثلاً عن القارة الافريقية من بينها الدورة الخامسة والخمسين من مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير 2019، ومنتدى الحزام والطريق في الصين خلال شهر مارس 2019 بالإضافة إلى القمة الصينية الافريقية والقمة الافريقية الروسية بجانب قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان وقمة السبع الكبرى، كما شارك الرئيس في القمة اليابانية الافريقية والقمة الالمانية الافريقية حيث ترأس الجانب الافريقي خلال هذه اللقاءات التي شهدت نشاطاً مكثفاً على مختلف الأصعدة.

مبادرات للسلام

وكجزء من الاستراتيجية المصرية الداعمة للسلام، اعتمد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى، المبادرة التى قدمها الرئيس السيسى، بعنوان مبادرة “إسكات البنادق”، خلال القمة الإفريقية بأديس أبابا فى فبراير 2019، والتى تضمنت آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020.

واستهدفن مبادرة “إسكات البنادق” إلى التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أطراف النزاعات بربوع القارة السمراء بوقف إطلاق النار، فضلا عن طرح مبادرات للحوار بين كافة الأطراف، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاعات ومحاربة المجاعات، وهي المبادرة التي دعمها مجلس الأمن الدولي بالإجماع في القرار رقم 2457 والذي رحب فيه بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات.

كما ستقوم مصر باستضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات وهو المركز الذي اقترحت القاهرة تأسيسه على الاتحاد الافريقي في فبراير 2019.