تغطية "الجزيرة" لفيروس كورونا في مصر.. ضد النظام أم الشعب؟

رباب طلعت الجزيرة

لا تنفك شبكة الجزيرة الإعلامية، عن حربها الضارية ضد مصر، وليس فقط عبر شاشتها على التلفزيون، إنما أيضًا في موقعها الإلكتروني، وصفحات التواصل الاجتماعي، المعنية بنشر أخبارها عن مصر، خاصة خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).

نرشح لك: بعد إيقاف برنامجه.. أبرز 17 معلومة عن “الدحيح” أحمد الغندور

الحرب النفسية العنيفة التي يشنها موقع “الجزيرة” وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ضد مصر، بطريقة تداولها لمستجدات أزمة فيروس كورونا، تتعدى مرحلة عداوة السلاح الإعلامي للسلطة القطرية، للسلطة المصرية، لتتحول لحرب على عزيمة المواطنين، في معركتهم ضد الجائحة التي تأثرت بها دول العالم كلها.

إرهاب أم تحريض؟

استهدف الموقع، خط الدفاع الأول للدولة في محاربة الوباء، وهم الأطباء والتمريض والفرق المعاونة في تقديم الخدمات الطبية، بأخبار أكثرها سلبي، ومحبط، ليس في الخبر نفسه بقدر طريقة تناوله.

فعلى سبيل المثال، نقابة الأطباء تنشر نعيًا بأسماء أعضائها المتوفيين تأثرًا بإصابتهم بالفيروس، أي أن عدد الأطباء معلن ولا تخفيه الدولة، ولكن يستمر الموقع في بث رسائل مسمومة بأننا أمام كارثة، وهي تساقط الأطباء بأعداد كبيرة بسبب انتقال العدوى لهم أثناء تأدية عملهم وهو الأمر المغلوط لأن كثيرًا منهم ليسوا من معالجي المصابين من الأساس، مع تداول “بوستات” من السوشيال ميديا تتهم الدولة بالكذب حول إصابة الفريق الطبي، وتدوين سبب غير الإصابة بكورونا للمتوفيين، في محاولة إما لإرهاب الأطباء، أو تحريضهم على الانسحاب من معركة مواجهة الفيروس.

استغلال أوجاع المصابين

منذ بداية الأزمة في مصر، وصرحت وزيرة الصحة، بأن انتشار الفيروس وتخطيه حاجز الألف إصابة في اليوم، سيضعنا أمام أزمة عدم توفر غرف العناية الخاصة، وهو ما عجزت أمامه دول العالم بأسره لزيادة الأعداد، ووفاة حالات لعدم وجود أماكن تقديم الرعاية لهم، وهو ما دفع الدول لإجراء “العزل المنزلي” بدلًا من التواجد في مستشفيات العزل، إلا أن الجزيرة، تستغل استغاثات وأوجاع المرضى ممن لا يجدون أماكن في غرف العناية المركزة، لاتهام الدولة بعدم تقديمها الرعاية الطبية للمواطنين.

اقتصاد وتعليم وأشياء أخرى

لم يكتفِ موقع “الجزيرة” بخفض الروح المعنوية للمصريين بتسليط الضوء على المنظومة الصحية فقط، بل غضت بصرها عن كافة الأخبار الإيجابية عن مصر، وكثفت من الأخبار الاقتصادية السلبية، بتأثير الأزمة على البورصة وسعر الجنيه وغيرها من الأمور، كما أنها تناقلت مخاوف أولياء الأمور من أداء أبنائهم امتحانات الثانوية العامة والعدوى، بشكل موجه وتحريضي حيث وصفتها بـ”الكارثة” بالرغم من تأكيدات وزارة التربية والتعليم على اتخاذها كافة الإجراءات اللازمة لحمايتهم.

مصر VS قطر.. الكيل بمكيالين

بالرغم من تسجيل قطر يوميًا أرقام إصابات جديدة تزيد عن ألف ونصف حالة، مثل مصر تقريبَا بالرغم من أن تعدادها السكاني لم يصل إلى ثلاثة ملايين فقط مقاربة بتخطي مصر حاجز المئة مليون نسمة، إلا أن الموقع يتخذ مسار الانتقاد المباشر والدائم لمصر، والإشادة بقطر.

الجزيرة الجزيرة الجزيرة

الإيجابي.. إما غائب أو مختصر

بالرغم من وجود أخبار إيجابية في مصر في أزمة كورونا، إلا أن أغلبها غائب على الموقع، أو يتم الإشارة إليه باقتضاب شديد، عبر الحسابات الرسمية على السوشيال ميديا، مما يزيد من الضغط وحالة الرعب التي تصيب الشعب بسبب الجائحة، ليضعوا القارئ في حالة من اليأس والخوف لا تنتهي بسبب الأخبار “المرعبة” والمحبطة.