من الكوليرا للكورونا.. كيف تنتصر مصر على الوباء؟

تحت عنوان “اللي اتلسع م الكوليرا ينفخ في الكورونا”، عُرضت أحدث حلقات برنامج “عشان تبقى عارف”، لمحمد فتحي وياسمين نور الدين، في ثاني تجاربهما المشتركة إعلاميا، بالإضافة إلى الباحث في التاريخ أيمن عثمان.

نرشح لك: في يوم واحد.. الإعلان عن إصابة 5 إعلاميين بكورونا

 

تحدثت ياسمين خلال الحلقة عن مدى التشابه بين أزمة فيروس كورونا المستجد وأزمة وباء الكوليرا التي ضربت مصر في 25 سبتمبر 1947، حيث وصلت أول حالة مصابة لمستشفى حميات العباسية وقتها، وذلك بعد غياب 45 سنة انحسر فيهم هذا الوباء في دولة الهند.

على الفور أعلنت حالة الطوارئ في مستشفى الحميات، وامتدت لكل مستشفيات مصر، لكن بعد أقل من أسبوع من اكتشاف الحالة الأولى، كانت الكوليرا قد وصلت محافظات القليوبية والشرقية والقاهرة، فتم طبع لافتات بالتعليمات الصحية في كل مكان، بضرورة التزام البيوت ومنع السلام باليد أو البصق في الأرض، وكذلك التنقل من مكان لمكان، فضلا عن منع استخدام سماعة التليفون العام، والتبليغ عن المرضى.

لم تلقى التحذيرات أي صدى لدى المواطنين، فتم تأجيل الدراسة وأغلقت دور العبادة ومنع الحج، ورغم ذلك لم يلتزم المواطنون، فاستمر الوباء في الانتشار، وزادت الأعداد بدرجة كبيرة، فتم عمل غرفة عمليات بقيادة رئيس الوزراء النقراشي باشا ووزير الصحة نجيب إسكندر، أعلن بعدها النقراشي أن وزير الصحة له كل الصلاحيات السياسية والتنفيذية للقضاء على الكوليرا.

أمر وزير الصحة بمنع حظر التجوال بين المحافظات إلا بأمر كتابي منه، وأمر بسيطرة الشرطة والجيش على كل مداخل ومخارج المدن، وطلب من الشعب التبليغ عن الحالات المصابة أو حتى المشكوك فيها، لدرجة أنه تم تفتيش البيوت. كما تم مواجهة جشع التجار الذين استغلوا الأزمة في رفع الأسعار، واستمر الوضع بهذا النحو إلى أن انتهت الكوليرا تماما من مصر بعد إلزام المواطنين باتباع التعليمات الصحية المعلنة.

يشار إلى أن “عشان تبقى عارف” تجربة ساخرة، تقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتناول قصص عالمية واقعية وملهمة يصيغها الكاتب محمد فتحي الذي يقدمها مع ياسمين نور الدين، بالتعاون مع فريق الجرافيكس في الشركة المنتجة.