هكذا أسقط البرنس مقاطعة محمد رمضان (تحليل)

محمد عبد الرحمن البرنس

بدأ اليوم التاسع عشر من شهر رمضان 2020 ومسلسل “البرنس” يتصدر اهتمامات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب المشهد الأخير من الحلقة الثامنة عشر.

مريم ابنة رضوان البرنس، زارت والدها في السجن مع أشقائه الأندال، رضوان رضخ وتنازل عن كل حقوقه، مقابل عدم إيذاء ابنته، لكن في طريق العودة ارتفع منسوب الشر في نفوس الأشقاء ووافقوا على ما فعله فتحي البرنس، الذي نزل من السيارة وترك الطفلة يتيمة الأم في الشارع.

نرشح لك: عمرها 5 سنوات.. تعرّف على فريدة حسام ابنة رضوان البرنس


هل هذه المرة الأولى التي يتحول فيها “البرنس” إلى ترند “حقيقي” وليس “بفعل فاعل” على مواقع التواصل الاجتماعي؟ الإجابة هي لا، كل التقارير المنسوبة لإحصاءات جوجل وفيس بوك وغيرها قالت إنه أحد أهم خمس مسلسلات هذا الموسم، لكن الأرقام وإن كانت مهمة للكثيرين فهي ليست المعيار الوحيد للقياس، فمواقع التواصل وأحاديث الناس امتلأت أيضا بعبارات الإعجاب بالمسلسل، حتى هؤلاء الذين كانوا يقفون على الجهة المقابلة لـ محمد رمضان ويسيرون عكس اتجاهه، اعترفوا سريعا بأن العمل مختلف؛ بل أشادوا بمعظم الأبطال وبأن رمضان مع المخرج محمد سامي نجحا في تشكيل فريق تمثيل قوي، حظي بقبول الجمهور الذي يفضّل هذه النوعية من المسلسلات الشعبية التجارية؛ التي تدور حول قصة بسيطة يمكن حكيها ومتابعها تفاصيلها بسهولة دون تعقيدات قد تتسم بها مسلسلات أخرى.

نرشح لك: أحمد زاهر عن دوره في البرنس: الجمهور تمنّى قتلي


قبل أسابيع قليلة من بداية الشهر الكريم تصاعدت حملة لمقاطعة محمد رمضان، أنصارها ظهروا على استحياء في تعليقات الإشادة بمسلسل البرنس قبل أن يتبخروا تدريجيا مع تصاعد موجات الإعجاب بالمسلسل؛ لتغرق كل ما له علاقة بالانتقادات الموجهة للنجم؛ الذي أغضب الكثيرين باستحواذه مبكرا على لقب “نمبر وان”.

لو استمر مسلسل “البرنس ” على هذا المستوى، فمن المتوقع أن يتضاعف الإقبال عليه، خصوصا عندما تبدأ رحلة انتقام رضوان التي سيناصره فيها ملايين المشاهدين المنحازين دائما للبطل المظلوم، الأمر الذي قد يدفع المسلسل لمناطحة “الأسطورة” أكبر مسلسلات محمد رمضان جماهيرية حتى الآن، يليه باكورة أعماله “ابن حلال” ثم “نسر الصعيد”، وأقلها من حيث الجودة الفنية ” زلزال”.

أسباب عديدة يمكن رصدها باختصار لتفسير النجاح الكبير لـ محمد رمضان في رمضان 2020، والذي جاء عكس توقعات عديدة بأن يتأثر سلبا بحملة المقاطعة التي نتجت عن مواقف بعيدة عن التمثيل، أبرزها أزمة الطيار وما يرتديه في حفلات الغناء.

الأول: عودة محمد رمضان الممثل إلى نفسه، تركيز شديد من الفنان المثير للجدل في تفاصيل الشخصية وعدم الخروج عن خطها الدرامي من أجل جذب الإيفيهات المستهدفة بها مواقع التواصل الإجتماعي، فنجح المسلسل في الوصول للناس دون مقدمات مثيرة للجدل ودون مشهد واحد تدين فيه “شرطة الأخلاق الشعبية” أو جهات الرقابة الرسمية بطل المسلسل وصناعه.

الثاني: العودة من جديد لشخصية المظلوم الذي سينتصر والتي يحبها جمهور رمضان، حتى وإن فضله كذلك في شخصية تاجر المخدرات بمسلسل “الأسطورة”، ولو كرر شخصية المظلوم ألف مرة بتنويعات مختلفة سيتابعها جمهوره؛ أيضا شرط الاعتناء بالتفاصيل الفنية.

الثالث: تفادي الكليشيهات التي نتج عنها اتهامه بتكراره نفسه والاستسهال في صياغة الشخصيات الدرامية، فلم يظهر في شخصية شاب وشقيقه ولم يطل كأب وابن، واكتفى بأن يكُن فقط رضوان البرنس الذي تدور حوله الأحداث.

الرابع: نعم الحلقات مستوحاة من قصة سيدنا يوسف، لكن بالنسبة لجمهور الدراما هذه المرة الصدام مع الأشقاء، وهي تيمة جديدة لم يقدمها رمضان من قبل.

الخامس: العودة من جديد للتعاون مع محمد سامي الذي يبدو حتى الآن أنه المخرج الأكثر فهما لرمضان والقادر على التعاون معه؛ من أجل خروج عمل جماهيري تجاري لا تمسه الثغرات والإكليشيات إلا قليلا.

السادس: فريق تمثيل قوي يظن البعض أن تألق معظم أفراده لا يحسب للبطل، لكن هؤلاء لا يدركون أن نجاح العمل أو سقوطه يعود للنجم فقط مهما حدث، والدليل أن نفس الفريق بنفس القصة لو اجتمعوا حول نجم آخر قد لا تخرج النتيجة كما هي الآن.

السابع: ابتعاد رمضان عن الدعاية التي يصفها البعض بالمستفزة والتي كانت تسبق شهر رمضان بعدة أيام، وكانت تثير حملات مضادة من المنافسين أو غير المعترفين بأنه يستحق أن يكُن “نمبر وان”، ترك رمضان “البرنس” هذه المرة يدخل البيوت بمجهوده دون الطرق على الأبواب أو حتى رن الجرس.

الثامن: وهو الأخير و الأهم من وجهة نظري، كورونا ساعدت رمضان على دخول السباق دون أزمات، فلم تكن هناك حفلات أو صدامات أو فيديوهات على السوشيال ميديا تثير ضده موجهات غضب وانتقاد، الأمر الذي أسقط أي محاولات لتجديد حملة ظن أصحابها أن مقاطعة الفنانين يمكن أن تصمد أمام عمل درامي ناجح.

الخلاصة: البرنس نجح ولم يتأثر بحملات المقاطعة المسبقة، لأن محمد رمضان “الممثل” قد عاد لأعلى درجات تركيزه وأعطى كل عنصر في العمل حقه؛ فاستحق مجددا أن يكُن في سباق 2020 “نمبر وان”، أو على الأقل من الثلاثة الأوائل حتى لا يغضب المنافسون.

البرنس