آخرهم نيوتن.. أشهر الأسماء المستعارة في الصحافة المصرية

بالأمس، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فتح تحقيق فيما نشرته جريدة “المصرى اليوم” فى سلسلة مقالات بتوقيع “نيوتن” حول سيناء، كما تلقى مجلس إدارة نقابة الصحفيين عدة شكاوى للتحقيق فيما ورد بالمقالات المنشورة بالصحيفة، لتبدأ الأزمة في التصاعد وسط مطالبات عديدة بالكشف عن هوية الكاتب الحقيقي لهذه المقالات.

بالتأكيد اسم الكاتب علامة تجارية في حد ذاته، ويضع مسؤولية كبيرة على صاحب الرأي في التعبير عن وجهة نظره بحرية، لذلك ربما يتخلص بعض الكتّاب من هذا العبء، ويلجأون للكتابة تحت أسماء مستعارة، لتتسع مساحة الكتابة أمامهم بحرية، لكن سرعان ما ينكشف الأمر بعد ذلك، إما باعتراف صاحبه أو الإفشاء بالسر من المقربين.

وتاريخ الصحافة المصرية مليء بهذه النماذج، والتي نستعرض أبرزها فيما يلي:

نادية عابد

على مدار ما يقرب من  عشرين عاماً، استمر الكاتب الصحفي مفيد فوزي في الكتابة عن المرأة ومشاعرها ومشاكلها، في الصفحة الأخيرة من مجلة “صباح الخير”، تحت اسم “نادية عابد”، ليعترف بعدها بأن الكتابة باسم مستعار تمنح الكاتب قدرا من الحرية، فضلا عن استخدامه لهذا الاسم لتناول قضايا المرأة بشكل غير مألوف في الصحافة العربية والمصرية في ذلك الوقت.

سيلفانا ماريللي

بدأ الأديب الكبير أنيس منصور عمله في مجلة روز اليوسف، عام 1952، باسم نسائي مستعار هو “سيلفانا ماريللي”، وحقق نجاحا لافتا، لدرجة أنه في عدد واحد من المجلة ظهرت إمضاءات جديدة أخرى، منها (أحلام شريف – منى جعفر ….)، ولم تكن هذه التوقيعات إلا أسماء مستعارة أيضا لأنيس منصور.

وحين انتقل للعمل بـ”أخبار اليوم” خشي أن تُنتحل شخصية “سيلفانا ماريللي”، فنشر خبرًا ينعي فيه موت المحررة “سيلفانا” في روز اليوسف.

وعندما كبر برر ذلك بأنه في شبابه كان يضطر للجوء لهذه الأسماء النسائية المستعارة، حين يكتب عن الأزياء والأكل والمكياج، وكثيرا ما كتب تحت اسم “شهيرة محمود”.

حندس

في جرائد السياسة وأبو الهول والأهرام، بدأ محمد التابعي، مؤسس مجلة “آخر ساعة” كتابة مقالاته الفنية عام 1942، تحت توقيع “حندس”، وتميزت أفكاره بالوضوح الذي لا غموض فيه، وسهولة الأسلوب.

وفي بداية تأسيس مجلة “روز اليوسف” حرص على ألا يكتب في السياسة، وبدأ بباب نسائي يحرره بتوقيع “الآنسة حكمت”، ثم باب “حواري”، وبعض المقالات بتوقيع “حندس”، فقد كان يعمل موظفا في البرلمان المصري، وكادت مقالاته السياسية بعد ذلك أن تحدث أزمة سياسية بين الدستوريين والسعديين.

زوجة أحمد

كتب إحسان عبد القدوس مئات المقالات الموجهة للمرأة تحت توقيع “سونة” و”زوجة أحمد”، ولما انكشف أمره جمع كل المقالات في كتاب حمل نفس الاسم الأخير ، حيث كان يكتب في الأشياء التي لا تستطيع الأقلام النسائية وقتها أن تتناولها أو حتى تقترب منها، مثل الخيانة الزوجية، في محاولة منه لفتح هذا الباب للمرأة كي تنطلق منه وتُعبّر بحرية مطلقة عن أفكارها ومشاكلها.

أنور وجدي

في التسعينيات، خصص الكاتب إبراهيم سعدة رئيس تحرير “أخبار اليوم” عمودًا في الصفحة الأخيرة، ليكتب فيه منتقدًا الكثير من المشاهير، بتوقيع أنور وجدي، تحت عنوان “هذا رأيي”، وذلك حتى عام 2005، وإلى جوار “هذا رأيي” كان سعدة يكتب مقال “الموقف السياسي” على الصفحة الأولى، ويستكمله على صفحة كاملة داخل الجريدة.

وبعد ردود الأفعال الواسعة تجاه مقالات أنور وجدي، وصل الأمر  بإحدى الجرائد المستقلة إلى أن خصصت عمودا لديها للرد على مقالاته، تحت توقيع “ليلى مراد”.

مصمص

أما الصحفي الكبير مصطفى أمين فقد كان يكتب مقالا في جريدة “الأخبار” باسم “مصمص”، لينتقد فيه النظام والكثير من القرارات. أيضا كان يتلقى رسائل كثيرة من القراء الذين كانوا يجهلون صفته الحقيقية، وكان يرد عليهم في عاموده.

نيوتن

لم يعلم أحد من هو “نيوتن” صاحب العمود الشهير في جريدة “المصري اليوم”، وظل لغزا محيرا، رغم الجهود الكثيرة التي بذلت للكشف عن هويته، إلا أنه ظل غامضا حتى تم الإعلان عن الأمر عقب وفاة الكاتب الصحفي عبد الله كمال، ليُعلَن أنه هو صاحب هذه المقالات، وقيل بعد ذلك إنه أخفى اسمه بسبب الحالة السياسية.

كان المقال يرسل مباشرة إلى رئيس مجلس إدارة الصحيفة صلاح دياب، ومنه إلى رئيس التحرير، ويتردد أن الطرفين اتفقا على هذه الطريقة في النشر، حتى يطالع القراء المقال من دون أحكام مسبقة على كاتبه.

ورغم وفاته، استمرت مقالات نيوتن، ليبدأ البحث من جديد عن هوية الكاتب الذي خلف عبد الله كمال، في الكتابة تحت هذا الاسم المستعار.

نرشح لك: نيوتن: الغامض صاحب الاقتراحات اللا دستورية