علاج الأخبار المفبركة.. كيف تقرأ بأمان عن فيروس كورونا؟

محمد الحلواني

أدى تفشي وباء كورونا عالميًا إلى تسونامي من المعلومات التي تأتي من الشرق والغرب في مزيج معقد يصعب في بعض الأحيان تصنيفه إلى معلومات موثوقة ومعلومات مضللة، ونشرت صحيفة الجارديان دليلاً للقارئ يساعده في كيفية فرز الحقائق وتمييزها عن الأخبار المفبركة، استهلت الجارديان تقريرها مؤكدة على أن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالرسائل حول فيروس كورونا، لكن الكثير منها يحتوي على معلومات خاطئة.

ماذا تفعل إذا استبدت بك الحيرة أمام كل هذه المصطلحات الجديدة؟

نادرا ما كان علينا أن نتعامل بسرعة مع مجموعة كبيرة من المصطلحات والاختصارات الجديدة؛ على سبيل المثال: العمل من المنزل WFH، وخبير الأوبئة وجهاز التنفس الصناعي ومعدات الوقاية الشخصية PPE، وكلمة وباء، والفرق بين بكتيريا وفيروس، وفيروس كورونا الذي ينتمي لعائلة من مسببات الأمراض، وكوفيد-19، ومضادات الفيروسات والعزل الذاتي والالتهاب الرئوي واختبارات الأمصال.

على القارئ أن يدرك أننا نمر بفترة تشبه فترات الحرب، لذا من المفيد رفع الشعار الذي ساد أثناء الحرب العالمية الثانية: “الكلام الفضفاض يمكن أن يكلف الكثير من الأرواح”.

أي الأرقام مهمة وأيها خلاف ذلك؟

ما يجعل فيروس كورونا مميتًا هو مزيج من رقمين: رقم التكاثر (ويشار إليه بالرمز R0) هو متوسط عدد الأشخاص الذين يتسبب فرد مصاب في انتقال العدوى إليهم في حالة عدم وجود أي تباعد اجتماعي أو حجر صحي؛ والرقم الثاني هو معدل الوفيات أي نسبة المصابين الذين يموتون متأثرين بالعدوى. وكلا الرقمين يعتمد على عوامل بيولوجية خاصة بالفيروس.

فمن المهم أن نعلم أن نسبة الإصابة بفيروس كورونا، R0، تبلغ حوالي 2.5 إلى ثلاثة (مقارنة بنسبة مثبتة قدرها 1.3 للأنفلونزا الموسمية)، ولكن هذه القيمة هي قيمة المتوسط – فالأمر يختلف من شخص لآخر. يؤدي التباعد الاجتماعي إلى خفض رقم التكاثر الفعال R – وسيتم إلغاء حالة الوباء المعلنة إذا انخفض الرقم إلى أقل من واحد.

قرأت قصة على مواقع التواصل الاجتماعي. كيف يمكنني التأكد من صحتها؟

عندما ترى رسالة WhatsApp حول “صديق طبيب (س) في مستشفى كبير (ص)”، لا تفترض على الفور أنها جديرة بالتصديق حتى لو كانت من صديقك الذي تثق به. لا تخبر أصدقاءك الآخرين بنفس القصة حتى مع توافر النوايا الحسنة. وإذا كنت ترغب في التحقق من مصداقية منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، فعليك بالرجوع إلى خدمتي FullFact وSnopes لتدقيق الرسائل والخدمات المماثلة، وكنصيحة عامة لا تصدق قصة بها أي قدر من المبالغة.

ماذا لو اختلف الخبراء؟

أصبح فرز الحقائق وتمييزها عن المعلومات المضللة أكثر صعوبة في هذه الأزمة لأن الخبراء المطلعون لا يتفقون على رأي واحد قاطع، وهذه الاختلافات أمر طبيعي في العلم، خاصة إذا تعلق الأمر بمفاهيم مثل “مناعة القطيع”. من المفيد إذن النظر إلى الخبراء كمتخصصين مطلعين يبذلون قصارى جهدهم باستخدام الأدوات والبيانات المتاحة.

ومع ارتفاع المخاطر، يتحمل الخبراء الذين يستكشفون الأفكار الجديدة والمتضاربة، مسؤولية لم يعتادوا عليها.

تسببت دراسة أجراها أخصائيو الأوبئة في أكسفورد مؤخرًا في إثارة ضجة عندما سرب حديث عن أن نحو نصف سكان بريطانيا ربما أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا، ومعظمهم دون أي أعراض، ليتبين في نهاية المطاف أن هذا الحديث يندرج تحت تساؤل وتفكير علمي معقول لدراسة سيناريو “ماذا لو”، ولكن العنوان في الفاينانشال تايمز، جعله يبدو وكأنه واقع، سيحتاج الباحثون إلى أن يكونوا أكثر وضوحًا حول ما يترتب على النتائج وما تعنيه.

نرشح لك: بسبب كورونا.. كيف استطاعت المواقع الإخبارية أن تكسب ثقة روادها