تقرير يوضح أبرز ملامح الإعلام ما بعد كورونا

محمد الحلواني

رصد ميريل براون، الصحفي والمدير السابق لكلية الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة مونتكلير الأمريكية، عددًا من العوامل التي تنذر بثورة جديدة في الإعلام في أعقاب انتهاء أزمة وباء كورونا.

وذكر في تقرير نشره موقع CNN أن توقعاته بحدوث هذه الثورة جاءت على أساس التناقض بين الاحتياجات والمتاح، ففي زمن الأوبئة، نحتاج إلى أصوات جديدة وأفكار جديدة ومعلومات أكثر دقة، ثم نفاجأ بأننا في واقع إعلامي يحتوي على وسائل أقل بكثير وعاجز عن تقديم الوجوه الجديدة ويعتمد على موارد إعلامية أقل.

تابع براون: “صحيح أن معدلات الاطلاع على الأخبار والفيديو مرتفع، ولكن الآن يحتاج الجمهور إلى وسائل إعلام موثوقة بدرجة أكبر ويفضل الاستماع إلى أصوات صادقة أكثر من أي وقت مضى”. ويعتقد “براون” أن هذه الثورة الإعلامية تسارعت بشكل كبير بسبب فيروس كورونا، وستنافس تلك الثورات التي أحدثها التلفزيون في زمنه وتطور الإنترنت في زمنه، من حيث التغييرات العميقة التي ستحدثها. ولأول مرة في تاريخ الإعلام سيكون المحرك الرئيسي لتسارع التغيير الإعلامي هو كارثة عالمية واسعة النطاق.

توقع “براون” أبرز ملامح إعلام ما بعد كورونا:

1- مرحلة جديدة من دمج الأخبار والترفيه.

2- ستلتهم الكيانات الكبرى العديد من شركات الترفيه والمعلومات الرقمية الصغيرة ومتوسطة الحجم كنتيجة مباشرة لانهيار إيرادات الإعلانات والقيود المفروضة على ميزانيات الشركات المعلنة في ظل انكماش اقتصادي متوقع. تشمل الشركات التي من المحتمل أن يتم التهامها وإما دمجها أو إغلاقها: الصحف، ومواقع الأخبار القديمة الكبيرة وحتى الأصغر التي تعتمد على الإعلانات والشبكات التلفزيونية الجديدة من المستوى الثاني، والشبكات القديمة ذات التصنيف الضعيف.

3- من المتوقع أن ينبع تطوير الأداء الإعلامي من الحاجة إلى التخفيف من وطأة المخاوف وتهدئة الرعب، وفقًا لسيكولوجية الأزمات، ونتيجة رغبة المزيد من الجمهور في سماع أخبار تبعث على الطمأنينة، بشرط أن تكون صادقة ودقيقة، أما في السابق فكان المحرك الرئيسي للتطوير إمام التكنولوجيا الجديدة أو النمو الاقتصادي أو ابتكار المنتجات.

4- استخدام أكثر للتطبيقات والبرامج الحالية بواسطة الشبكات الإعلامية وموزعين الأعمال الترفيهية وتفضيل غير مسبوق للخيارات منخفضة التكلفة.

5- نقل براون عن الخبير الإعلامي بمجلة فوربس هوارد هومونوف قوله: “سنرى كيف سيساهم فيروس كورونا في تعزيز هيمنة وسائل الإعلام الرقمية التي ستصبح أكثر قوة على مدى سنوات عديدة.

6- من المهم أن تظل Amazon وGoogle وComcast وDisney و AT&T في وضع جيد، حتى مع انهيار الآخرين من حولهم. توفر لنا هذه الشركات الكبيرة خدمات حيوية مثل التواصل عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الأخبار والترفيه على نطاق عالمي.

7- سيستمر المتلقي في البحث عن المزيد من الأصوات الجديدة والمواهب الإبداعية الناشئة التي تبحث عن منافذ.

8- تراجع في الطفرة التي أحدثتها خدمات البث مثل Netflix التي ازدهرت أوائل 2020، لأسباب إنتاجية، بسبب انهيار صناعة السينما التي لا تستطيع حتى إعادة فتح أبوابها، في حين يتدافع المنتجون لتمويل البرامج التلفزيونية في ظل الانكماش الاقتصادي الشديد، رغم ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر بأنه “تحول زلزالي” في سوق الميديا.

9- صناعة الصحف المحلية أصبح محكوم عليها بالفشل.

10- توقع براون صراعاتٍ بين وسائل الإعلام الرقمية حتى مع ظهور عالم طموح من شركات الأخبار الرقمية الصغيرة النطاق، لتحل محل الناشرين الكبار.

نرشح لك: قائمة المستشفيات المصرية التي شهدت إصابات بـ كورونا