سياسة باور فاميلي التي تجمع ساويرس وترامب

يثير المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري البارز، حالة من الجدل بسبب تعامله مع أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر، ورغبته في استمرار الحياة بشكل طبيعي في الوقت الذي قررت فيه غالبية الدول التصدي للفيروس بالحد من التنقلات والعمل عن بعد.

اختارت الدولة المصرية نهج غالبية الدول الراغبة في حماية شعوبها باتباع الطرق الوقائية والزام المواطنين بالبقاء في منازلهم أطول فترة ممكنة، وبدأت في تدرج الإجراءات التي لم تصل لأسوأها بعد اعتمادًا على ما تحقق في الأيام الماضية من قرارات وساهم في استمرار بقاء حالات الإصابة يمكن الوصول إليها بتتبع المصابين، وهي مرحلة مهمة للحد من تفشي الفيروس مما يسبب ضغطًا على المنظومة الصحية بشكل قد يصل لدرجة الانهيار كما حدث في إيطاليا وتقترب منه بعض الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عدد محدود من المجتمعات، لم يتم وضع قيود صارمة استنادًا إلى المسؤولية المجتمعية للأفراد وطبيعة هذه المجتمعات في العلاقات الاجتماعية وثقافتهم، على غرار السويد التي يعمل في عاصمتها أكثر من نصف السكان عن بعد، بينما تكتفي الحكومة بحملات التوعية بالفيروس وإجراء تسهيلات للمواطنين كبار السن حتى لا يضطروا للخروج.

ساويرس وترامب

يبحث نجيب ساويرس صاحب الـ64 عامًا عن العائدات الاقتصادية، فمن وجهة النظر الاقتصادية توقف الأعمال واستمرار قرار الحظر، وتراجع الأعمال بشكل عام تأثرًا بكورونا حتى مع الإجراءات التي اتخذتها الدولة ستكون تبعاتها على منظومته الاقتصادية سيئة، لاسيما وأن العمال حتى لو كانوا يعملون في الورديات بانتظام في المصانع أو بالمشاريع العقارية فإن الركود سيصيب الشركات ومنتجاتها مع طول أمد الأزمة.

يفكر ساويرس بنفس طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البحث عن الاقتصاد أولًا مهما كانت الخسائر، فالرئيس الأمريكي الذي يحاول التقليل من تبعات الفيروس والإصابة به ألمح أكثر من مرة عن رغبته في إنهاء التدابير الاستثنائية، لكنه اضطر لتمديدها حتى 30 أبريل بناءًا على توصيات العلماء والأطباء خاصة مع تزايد أعداد المصابين والوفيات نتيجة تأخر تطبيق الإجراءات في البداية.

خسائر مستمرة

تراجعت ثروة نجيب ساويرس بحسب بيانات نشرتها وكالة بلومبرج قبل أسبوعين بقيمة 1.09 مليار دولار منذ بداية 2020، وحتى الآن لتهبط إلى 4.01 مليار دولار بدلًا من 5.2 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي، وهو ما جاء ارتباطًا بالخسائر التي تكبدها في الأسواق.

لكن ليس ساويرس فقط الذي تراجعت ثروته ولكن جميع أثرياء العالم تأثروا بشكل متفاوت خلال الشهور الثلاثة الماضية من الفيروس الرئوي القاتل، لكن جميع قائمة أثرياء العالم شهدت خسائر كبيرة في الأسابيع الماضية وصلت لأرقام قياسية.

يتبع ترامب وساويرس نفس سياسة “باور فاميلي” التي حاول الفنان أحمد خليل تطبيقها في فيلم “جاءنا البيان التالي” لمحمد هنيدي، عندما تمسك بتطبيق مشروع لزيادة إنتاج ألبان الأبقار بالرغم من إصابة 5% من الأبقار بالسرطان نتيجة هذا المشروع، لكن النسبة من وجهة نظر رجل الأعمال كانت ضئيلة مقارنة بالأرباح الطائلة المتوقعة من المشروع.
ساويرس ليس وحيدًا

لم يطل الضرر من فيروس كورونا ساويرس وحده ولكنه طال الجميع بلا استثناء، بداية من الدولة التي توقفت عائدات مهمة لها منها قطاع السياحة مرورًا بالآلاف من العمالة اليومية التي فقدت مصدر دخلها، وصولًا إلى الآلاف الذين اضطروا مجبرين لتغيير نمط حياتهم مع الخسائر المالية التي تعرضوا لها.

نرشح لك: كيف ساعدت تدوينة دونالد ترامب الخاطئة على شهرة مؤثر سعودي؟