كيف أثرت أزمة فيروس كورونا على منصات المشاهدة الرقمية حول العالم؟
محمد الحلواني
البنية التحتية للاتصالات
فرضت أزمة تفشي فيروس كورونا تحديات جديدة على منصات المشاهدة الرقمية التي اضطرت للعديد من التغييرات في طريقة عملها في ضوء تصريحات مؤكدة من صناعة الاتصالات التي تواجه ضغطًا على بنيتها التحتية بسبب الاستهلاك المرتفع للإنترنت أثناء العزل الذاتي وتجنب التجمعات والمناسبات الاجتماعية على نطاق واسع في محاولة احتواء انتشار العدوى.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلةDeccan Herald الهندية، يبدو أن منصات المشاهدة تتسبب في إلقاء أحمال ثقيلة على شبكة الهواتف الخلوية في دول الاتحاد الأوروبي.
إيقاف الإعلانات والمحتوى عالي الوضوح
من أجل التخفيف من ضغط الأحمال الإضافية، حث تيري بريتون، مفوض السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي شركة Netflix واللاعبين الآخرين من ذوي المستوى الأعلى (OTT) على خفض جودة محتوى الفيديو من 1080بيكسل (عالي الوضوح) إلى 480 بيكسل (قياسي).
وصرحت منصات البث مثل Netflix وHotstar وAmazon Prime Video بأنها تدرس مؤخرًا وقف عرض الإعلانات والمحتوى عالي الوضوح HD وتقنية Blue Ray استجابة لشكاوى قطاع الاتصالات بأن هذه الفئات من مواد البث تؤدي بدورها إلى استخدام المزيد من البيانات.
وفي الهند؛ أرسلت جمعية مشغلي خدمة الهواتف المحمولة (COAI) مذكرة إلى إدارة الاتصالات (DoT) وإلى 11 من منصات البث والمشاهدة الرقمية تحثهم على استخدام البيانات عند الحد الأدنى وعلى نحو كفء وفعال قدر الإمكان بالنظر إلى الزيادة الإضافية في الطلب على الإنترنت بينما يلزم عدد كبير من المستخدمين منازلهم.
وأشارت شبكة CNN الأمريكية إلى أن Netflix وYouTube سيعملان على خفض جودة البث في أوروبا على الأقل في الشهر المقبل لمنع انهيار خدمة الإنترنت في العالم تحت ضغط أحمال الاستخدام غير المسبوقة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. وقالت الشركتان إن الإجراءات الأخيرة ستؤثر على جميع تدفقات محتوى الفيديو لمدة لا تقل عن 30 يومًا.
وقال متحدث باسم Netflix في بيان “نحن نقدر أن هذا سيقلل من حركة مرور Netflix على الشبكات الأوروبية بنحو 25٪ مع ضمان خدمة ذات جودة عالية لأعضائنا”.
من جانبها، أعلنت شركة جوجل، بصفتها الشركة المالكة لموقع YouTube، على لسان متحدث باسمها: “سنواصل العمل عن كثب مع حكومات الدول الأعضاء ومشغلي الشبكات لخفض الضغط على النظام، مع الاستمرار في تقديم تجربة مستخدم جيدة أيضًا”.
الإصدار المبكر للعروض والأفلام
بعد الإغلاق الإلزامي للحفلات الموسيقية ودور العرض السينمائي، واكبت صناعة الترفيه الظروف الراهنة بأفكار متعددة منها طرح ميزات المشاهدة الجماعية للأصدقاء أثناء بقاء كل منهم في المنزل.
وفي خطوة مفاجئة، قررت شركات الإنتاج مثل Warner Brothers وSony وUniversal التخلي عن الجداول الزمنية التقليدية لإصدار أفلامها ونقل العديد من الأفلام الجديدة إلى شركات البث الرقمي مبكرًا. هذا لا يشمل فقط الأفلام التي تم إصدارها رقميًا والتي كان مخططً عرضها في غضون أسابيع قليلة، بل يشمل أيضًا الأفلام التي كان من المقرر عرضها بالسينما، ومن بينها Onward لديزني وPIXAR وفيلم Birds of Prey و Bloodshot وEMMA LOVE KNOWS BEST وTrolls World Tour.