هل يتجسس تطبيق تيك توك على مستخدميه؟

محمد إسماعيل الحلواني

أثار حجم البيانات التي يقدمها المستخدم للحصول على حساب على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة تيك توك، حالة من الفزع بين الأمريكيين في الآونة الأخيرة، عبّرت عنها مجلة “بوبيولار ميكانكس” الإلكترونية.

فالتطبيقات ربما تحصل على عناوين المنازل، ويحتوي تطبيق “فيس آب” على صورة المستخدم ولديه القدرة على التنبؤ بما سيبدو عليه طوال حياته. وبعض التطبيقات تُظهر وجهات الوصول بما في ذلك فندق الإقامة وتفضيلات الغرف والإقامات القادمة.. قد لا يبدو هذا خطيرًا لأول وهلة، لكن كل هذه البيانات قد تسمح للدول الأخرى بمهاجمة أمن الأمريكيين بالاستهداف الجغرافي والتعرف على الوجه وتحليل أنماط السلوك، ويمتلك الهاتف الذكي القدرة على أن يكون سلاحًا أكثر فتكًا من الرصاص.

ووفقًا لشبكة “إن بي آر” الإخبارية، تستخدم بعض دول العالم الثالث المعلومات المشتركة عبر التطبيقات، لمراقبة المنشقين والجواسيس أو لاختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البيانات التي تم جمعها من خلال التطبيقات؛ لإنشاء نماذج نفسية لمجموعات من الأشخاص، استنادًا إلى خصائصهم النفسية المشتركة والتي يتم استغلالها على نطاق واسع في حملات التضليل.

وأضافت المجلة أن تطبيقات مثل تيك توك تتمتع بشعبية كبيرة وأصبحت عرضة للخطر بشكل خاص، وتمتلك شركة تيك توك الصينية خوارزميات يمكن ضبطها لتوزيع الأخبار أو المحتوى الذي يسيطر على الرأي العام – وهو شكل من أشكال التحكم في المعلومات أثبت تأثيره المجتمعي. ويحتوي قانون الاستخبارات الوطنية لعام 2017 في الصين، على أحكام تلزم الشركات بالامتثال لعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية إذا طُلب منها ذلك.

نرشح لك: ما هو “تيك توك” التطبيق المفضل لدى المراهقين؟

ويقول أندريا ليتل ليمباجو، كبير علماء الاجتماع في شركة “فيرترو” للتشفير والخصوصية: “الصين لديها إطار ومنظور قانوني مختلف تمامًا حول سيادة القانون”. وتؤكد شركة تيك توك أنها لا تخزن البيانات في الصين، ولكن هذا أمر يصعب التحقق منه ولا يبدد المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات، لأن بيانات المستخدم يمكن أن تُفيد الحملات الاستخباراتية.

الجدير بالذكر أنه في فبراير 2019، خضعت الشركة الصينية لغرامة كبيرة لاستغلالها خصوصية البيانات، وبالنظر إلى تاريخ الصين في التدخل في البيانات وسجلها في مجال حقوق الإنسان، ينبغي أن يشعر الأمريكيون بالقلق إزاء تحويل البيانات إلى سلاح خفي.

ولفت “أديرا ليفين”، زميلة الأمن السيبراني في مركز أبحاث السياسة العامة الأمريكي، إلى أنه يجب على المستخدم أيضًا مراعاة الأذونات التي يمنحها عند النقر على “موافق” أو عند مطالبته بتغيير إعدادات جهازه.. هذه الأذونات تخلق مسارات لكيانات أخرى، بما في ذلك الشركات والمعلنين، للوصول إلى البيانات، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هاتفك وبياناتك، كلما قلت درجة أمانك.

من الصعب أن تنسب الهجمات الإلكترونية أو عمليات التجسس الإلكتروني بشكل مباشر إلى دول أجنبية محددة، ومن الصعب للغاية الربط بين التطبيقات وهجمات الدول، ومع ذلك، فإن العدد المتزايد للهجمات الإلكترونية والتقارير المتزايدة للتطبيقات التي من المحتمل أن يساء استخدامها؛ يجب أن يدق ناقوس الخطر.

نرشح لك: تامر أمين يحذر من تحدي “الملح” على “تيك توك”